ماتزال مشكلة النفايات الهامدة مطروحة في المدينة الجديدة بوعينان بولاية البليدة، رغم مضي أكثر من أربع سنوات من بداية إسكانها بتوزيع آلاف السكنات من صيغة البيع بالإيجار لفائدة مكتتبين من الجزائر العاصمة والبليدة. اضطرت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل) إلى توزيع عدد كبير من هذه السكنات رغم تواجد الأتربة وسط الأحياء السكنية، والغريب أنها ألزمت المكتتبين بالتوقيع على تعهد لقبول السكن في انتظار إزالة هذه الأتربة المتراكمة، خاصة وأن البعض منها يحجب واجهة بعض العمارات ويتعلّق الأمر بمخلفات البناء والأتربة خصوصا، والتي أعاقت عمل الشركات المقاولة وحالت دون انطلاق مرافق عمومية تم تسجيلها. وتم الإشارة إلى هذا المشكل منذ قرابة السنتين، غير أنه لم يتمّ التخلص من هذه الأتربة التي تٌشوّه المنظر العام للمدينة وتجعل منها شبيهة بمنطقة ظل، على ضوء عدم اكتمال التهيئة الخارجية ما بين الأحياء التي تمّ إسكانها. وبعد معاينة أجرت في وقت سابق، اختارت مديرية البيئة لولاية البليدة نقطتين في بلديتي مفتاح والجبابرة لرمي النفايات الهامدة، والتي تكون في شكل منحدرات يمكن ملؤها بالأتربة النظيفة، حيث يقوم عون أمن بفحص النفايات التي تأتي بها الشاحنات والتأكد من أنها ليس نفايات مضرة بالبيئة. والتقت «الشعب» مواطنين وممثلي المجتمع المدني بالمدينة الجديدة بوعينان، حيث عبروا عن استيائهم لعدم إيجاد حل للأتربة المتراكمة وسط العمارات، والتي تسبب في كثرة انتشار الأوحال خلال فصل الشتاء على حدّ تعبيرهم. ويقول أحد رؤساء الجمعيات الناشطة حول هذا المشكلة: «النفايات الهامدة خاصة الأتربة تؤثر بشكل كبير على الطابع الجمالي للمدينة الجديدة وتتعارض مع أهداف إنجاز هذه الأخيرة وأبعادها.. نأمل في إزالة هذه الأتربة بشكل سريع لإكمال التهيئة الخارجية بدعم المدينة بمساحات خضراء لتزيينها». وتابع محدثنا: «الشيء المؤكد أن هذه الأتربة ستؤجل إنجاز مرافق جديدة لأنها تشغل القطع الأرضية المخصّصة لهذه المشاريع، وخلاصة القول هو أن الظروف غير ملائمة لاستقطاب السكان للعيش بالمدينة الجديدة ولهذا السبب يرفض الكثير من مكتتبي الجزائر العاصمة القدوم إلى هنا رغم استلامهم مفاتيح سكناتهم». كما يقول أحد المواطنين يقطن بحي 3000 مسكن بالمدينة الجديدة بوعينان: «أملنا في أن تتدارك السلطات الأمر وتتدارك النقائص المسجلة، فمثلا في حيّنا لدينا مشكل كبير يتمثل في تسرب مياه الصرف الصحي، وهناك مشكل آخر بحي 4500 بمحاذاة المدينة القديمة ويتمثل في رفض أحد الخواص تشييد طريق يؤدي إلى جزء من هذه العمارات بأرضه، وهو أجل توزيع السكنات لأصحابها من مكتتبي العاصمة». وبخصوص تراكم الأتربة رد قائلا: «تشييد المدن الجديدة ليس فقط بناء العمارات فحسب كما هو حادث بالمدينة الجديدة بوعينان، ونحن نأمل في إزالة الأتربة وتشييده مكانها بعض المرافق الحيوية مثل المركب البريدي الذي لم ينطلق بعد».