أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أمس، استكمال التحضيرات «الجوهرية» والتنظيمية» لاحتضان القمة العربية. وأعلن أن جدول أعمال هذا الحدث البارز «واسع» و»طموح»، لافتا إلى أن مخرجات اجتماع الفصائل الفلسطينية الوشيك بالجزائر، جزء لا يتجزأ من شروط نجاح القمة. أفاد لعمامرة، بأن الجزائر على جاهزية تامة لتنظيم الانعقاد الفعلي للدورة 31 لجامعة الدول العربية يومي 01 و02 نوفمبر المقبل، حيث أكملت كافة الترتيبات اللازمة لإنجاح أقوى حدث سياسي عربي، منذ 2019. وقال في ندوة صحفية، على هامش الاحتفالية المخلدة، ليوم الدبلوماسية، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، بهضبة العناصر بالعاصمة: «لاحظتم أن الدولة الجزائرية رتبت كل الإجراءات المؤدية للانعقاد الفعلي للقمة، وقامت بمشاورات موسعة مع معظم الدول العربية». وأضاف: «نستطيع القول إننا استكملنا التحضيرات اللوجستية التنظيمية والتحضيرات الجوهرية»، ليعلن عن زيارة مرتقبة في الأيام القليلة المقبلة، للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط «في سياق التشاور مع البلد المضيف.. وستكون خاتمة فعلية للمسار التحضيري، ونكون قد وضعنا نصب أعيننا جميع المسائل التي تسهم في نجاح القمة من قريب أن من بعيد». وألمح وزير الخارجية، إلى الصدى الإيجابي للمساعي الحثيثة التي بذلتها الجزائر، طيلة الأشهر الماضية، حين أشار إلى «جودة» مستوى التمثيل المنتظر والملفات التي ستطرح للنقاش واتخاذ القرار من قبل القادة العرب. وذكر لعمامرة، بحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إيفاد مبعوثين شخصيين، إلى جميع قادة الدول الأعضاء في الجامعة العربية، حاملين دعوته للمشاركة في القمة المقبلة، معلنا أن آخر دعوة «ستسلم اليوم لرئيس دولة جزر القمر». وإلى جانب القيام ب «المجاملة المطلوبة» و»المعاملة المتساوية» لجميع الدول العربية، نقل مبعوثو الرئيس تبون، لنظرائه العرب «حرصه الشديد على أن تكون القمة جامعة وشاملة»، يؤكد لعمامرة. وتابع: «لقد تم التأكيد على رغبة رئيس الجمهورية في مشاركة كل القادة، إيذانا منهم بالاستعداد لاتخاذ القرارات التي تتطلبها التحديات التي تؤثر مباشرة على معيشة المواطن العربي وحقوق الشعوب العربية في عالم متقلب». وخلص إلى القول في السياق، بأن «التحضيرات أنجزت، وحسب الرسائل التي تصلنا تباعا، نظن أن المشاركة ستكون في مستوى الحدث». في سياق آخر، حملت إجابات رئيس الدبلوماسية الجزائرية، على الأسئلة المتعلقة بالقمة العربية، إشارات على التقارب الكبير بين البلدان الأعضاء بشأن جدول الأعمال المقرر عرضه على القادة العرب، وقال: «جدول الأعمال واسع وكبير وطموح، ويرتكز أساسا على ما يرتئي رؤساء الدول أن يفعلوه في محيط دولي متقلب وما ينبغي على الدول العربية فعله ما بعد كوفيد وما بعد أزمة أوكرانيا». وأردف بأنه «على يقين بأن الرؤساء سيتحدثون بصراحة للوصول إلى نتائج تنتظرها الشعوب العربية، متسلحين بوحدة الكلمة». مشيرا إلى أن القمة ستبحث كافة المسائل المتعلقة بحياة الدول والشعوب، سواء ما تعلق بالسياسة، الاقتصاد أو التفكير في مستقبل أفضل، مرتكزين على المجتمع المدني». وأبدى الوزير تفاؤلا ملحوظا بفرص نجاح القمة العربية، لأن «كل القمم التي عقدت في الجزائر كانت متميزة، نظرا للظروف التي تحيط بها وبالنظر أيضا لقدرة الجزائر على صناعة التوافقات وكونها البلد الذي يضرب المثل في التضحية من أجل الصالح العام». واستضافت الجزائر منذ استقلالها 03 قمم عربية، جاءت جميعها في أوضاع جيو- سياسة، معقدة، خاصة بالنسبة للدول العربية، ونجحت في تبني قرارات توافقية لصالح القضايا المشتركة. واحتضنت الجزائر، القمة العربية سنة 1973، التي أعقبت حرب أكتوبر ضد الاحتلال الصهيوني، وأزمة النفط الشهيرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما استضافت قمة 1988 سنة إعلان قيام دولة فلسطين واشتداد الأوضاع الاقتصادية جراء انهيار أسعار النفط. فيما احتضنت قمة 2005، التي جاءت في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق ومخلفاته الكارثية. ويأتي احتضان الجزائر للقمة العربية مميزا، لكونها تعقد بعد 03 سنوات عن آخر قمة بتونس، ولتزامنها مع سياق إقليمي ودولي شديد التوتر، طفت فيه بوادر بزوغ نظام عالمي جديد. اجتماع الفصائل في سياق آخر، أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، الأهمية البالغة التي يكتسيها لقاء الفصائل الفلسطينية الوشيك بالجزائر، وربط نجاحه بزيادة فرص نجاح القمة العربية في بلورة موقف عربي أقوى لصالح القضية الفلسطينية. وقال: «إن نجاح اجتماع الفلسطينيين المنتظر قريبا، جزء لا يتجزأ من شروط نجاح القمة. فإذا توحد الأشقاء في فلسطين، سيكون قاعدة لنجاح الدول العربية في نصرة القضية العربية ورفع نجاعة الكلمة العربية الموحدة». وكشف لعمامرة، أن اللقاء الجامع للفصائل الفلسطينية، استبق بعمل «دقيق» قامت به الجزائر، بالتنسيق مع بعض الدول العربية، لافتا إلى أن المبادرة الجزائرية «مدعومة عربيا ومقبولة فلسطينيا، خاصة وأن جميع الفصائل والفعليات في فلسطين قبلت دعوة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. وأفاد بأن جدول أعمال الاجتماع، يتمحور حول «بحث الأوضاع في فلسطين، وتقوية المؤسسات والديمقراطية الفلسطينية وجمع شمل الفلسطينيين». صفحة جديدة على صعيد آخر، علق وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، على انعقاد اللجنة العليا رفيعة المستوى بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية، بالتأكيد على أنها بادرة لتجسيد «الصفحة الجديدة التي فتحت من قبل رئيسي البلدين، شهر أوت الماضي». وتوصلت الجزائر وفرنسا خلال الزيارة الأخيرة للرئيس ماكرون، إلى تفاهم نوعي، لخصت في اتفاق الشراكة المتجدد الموقع من الجانبين، والمتضمن 6 فصول للتعاون والشراكة الاستثنائية. وقال لعمامرة: «نعم صفحة جديدة ورؤية جديدة انبثقت عن زيارة ماكرون للجزائر، حيث تميزت الزيارة بمحادثات معمقة وطويلة والتفاهم بين الرئيسين كان كاملا، ونأمل في تجسيد الرؤية التي تبلورت في الاتفاق، وها هو الاجتماع الأول لترجمة الروح والتوافقات الجديدة». وأضاف، بأن اجتماع الدورة الخامسة للجنة العليا الثنائية «يلبي رغبة الجزائر في فتح صفحة نوعية جديدة تستجيب لما تعتبره من الأساسات، سواء تعلق بأمن الوطن أو كرامة الجزائري في ديار الغربة وكل ما يجعل العلاقات الاقتصادية نموذجا لقاعدة رابح- رابح». في المقابل، جدد الوزير التأكيد على أن ترشح الجزائر لتولي مقعد عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي سنة 2024، يحظى بدعم منظمة الاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وعديد الدول الأخرى.