بلغ مسار اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني محطته النهائية، أمس الأول، من خلال توقيع الرئيس اللبناني رسالة تتضمن موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأمريكية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية التي تسلّمها من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين. كان لافتاً في تعليق الرئيس اللبناني التركيز على "الحدود الجنوبية" وإسقاط كلمة "الحدود مع الكيان الصهيوني" حيث قال في رد غير مباشر على رئيس الوزراء الصهيوني يائير لبيد "إن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول". وجاء الرد بعدما كان لبيد اعتبر "أن لبنان اعترف بكيانه الغاصب في اتفاق ترسيم الحدود البحرية"، ومؤكداً "أن الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز دبلوماسي واقتصادي". وهكذا أسدلت الستارة على توقيع الاتفاقية التي تلاها انتقال الوفد اللبناني والصهيوني إلى مقر القوات الدولية في الناقورة لتسليم موافقة البلدين إلى منسقة الأممالمتحدة يوانا فرونتسكا وإلى الوسيط هوكشتاين بحضور السفيرتين الأمريكية والفرنسي دوروثي شيا وآن غريو، وجرت المراسم في الناقورة بعيداً عن الاعلام. لا شبهة للتّطبيع مباشرة بعد إتمام كل الترتيبات لتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني، أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ليقول «أنّنا في حزب الله نعتبر ما حصل من البداية إلى النهاية إلى النتائج هو انتصار كبير وكبير جداً للبنان للدولة وللشعب وللمقاومة، وما حصل له نتائج ودلالات مهمة جدا"، مشيرا إلى أن "وقائع توقيع ترسيم الحدود من ناحية الشكل تؤكد أن أي حديث عن التطبيع لا أساس له وهو تجنّ". وأكد "أن المسؤولين في الدولة اللبنانية لم يقدموا على أي خطوة تعطي شبهة تطبيع، وما تم توقيعه من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ليس معاهدة دولية وليس اعترافاً بالكيان الصهيوني". وفي سياق متصل، وزعت السفارة الأمريكية في عوكر بياناً صادراً عن الرئيس جو بايدن، جاء فيه "أنا فخور بأن أهنئ إسرائيل ولبنان على إبرام اتفاقهما رسميًا من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده. لقد اتخذ الطرفان اليوم في الناقورة، الخطوات النهائية لدخول الاتفاق حيز التنفيذ، وتم تقديم الأوراق النهائية إلى الأممالمتحدة بحضور الولاياتالمتحدة". وأضاف "كما قلت عندما تم الإعلان عن هذا الاتفاق التاريخي، فإنه سيؤمن مصالح كل من إسرائيل ولبنان، ويمهد الطريق لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً".