تعقد الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، اليوم، في مقرها بجدة الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية مفتوحة العضوية على مستوى المندوبين ل "بحث الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك". قالت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أمس، إنّ الاجتماع بدعوة من دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية. وأشارت إلى أنّه من المرتقب أن يخاطب الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، الاجتماع ليطلعه على "التطورات الخطيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس الشريف بالإضافة إلى استمرار الاعتداءات الصهيونية على الأرض الفلسطينيةالمحتلة". من ناحية ثانية، اندلعت مواجهات فجر أمس، بين فلسطينيين وقوات من الجيش الصهيوني في بلدة نعلين غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، وذلك عقب اقتحام القوات البلدة وتفجيرها منزل أحد السكان. واقتحم جيش الاحتلال البلدة بعد منتصف الليل، حيث حاصر منزل فلسطيني يدعى معتز الخواجا قبل أن يفجّره، لتندلع مواجهات مع سكان البلدة. وأبلغت مصادر محلية فلسطينية، بأنّ الجيش الصهيوني أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع صوب منازل الفلسطينيين بالحارة الشرقية في نعلين. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ قوات الاحتلال أجبرت سكان المنازل المجاورة للمنزل الذي جرى تفجيره على الخروج منها، في حين أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمها قدمت الإسعافات إلى 4 أشخاص أصيبوا برصاص العدو الغاشم خلال المواجهات. وكان الخواجا نفّذ عملية إطلاق نار في شارع ديزنغوف بتل أبيب في مارس الماضي أسفرت عن مقتل صهيوني وإصابة 4 آخرين، قبل أن يرتقي شهيدا، وما زالت قوات الاحتلال تحتجز جثمانه. اقتحام الأقصى في الأثناء، اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح امس الثلاثاء، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية منه. وفرضت شرطة الاحتلال تضييقات مشددة على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، ودققت في هوياتهم الشخصية، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية. ودعت فعاليات مقدسية إلى ضرورة شد الرحال نحو المسجد الأقصى والرباط فيه، للتصدي لاقتحامات المستوطنين بمناسبة عيد يهودي غدا الخميس. ويتجدّد العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى الخميس المقبل، في ظل دعوات "جماعات الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات جماعية وواسعة للمسجد، للاحتفال بالعيد اليهودي. وتسعى الجماعات المتطرفة لتكريس الانتهاكات والطقوس التلمودية داخل الأقصى، حيث سيحاول المتطرفون تقديم القرابين النباتية، وشرب الخمر عند باب المغاربة قبل الاقتحام. ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا. من أجل عضوية كاملة سياسيا، يجري العمل فلسطينيا على كسب أكبر تأييد دولي لخطاب الرئيس محمود عباس المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي سيكون بمثابة خطة العمل السياسية للمرحلة القادمة، حيث سيطلب من الأممالمتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية، والحصول على عضوية كاملة في المنظمة الأممية، بدلا من "عضوية مراقب". ويجري حاليا التنسيق عربيا لهذا الأمر، بعد أن تبنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حملة "لأجل فلسطين"، وأعلنت دعمها وإسنادها للحملة لتحقيق غاياتها، والعمل من أجل توفير آليات الدعم والإسناد القانونية والسياسية والإعلامية، وترجمة الإرادة الدولية بإنفاذ "حل الدولتين". وقد أكّدت الجامعة العربية عقب استقبالها وفدا فلسطينيا رفيعا من قادة منظمة التحرير، أنّ اللقاء تناول موضوع حملة "لأجل فلسطين"، لدعم خطاب فلسطين في الدورة القادمة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023. كما أعلنت تبني ودعم الدول العربية لمضمون الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمود عباس، في الدورة ال77 للأمم المتحدة في سبتمبر 2022، والذي طالب فيه الأممالمتحدة بإعداد خطة أممية لإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وإنهاء كافة أشكال الاضطهاد والأبرتايد بحق الشعب الفلسطيني وتوفير آليات تضمن تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وضمن تحركات الحملة الفلسطينية على الصعيد الأوروبي، عقدت حملة "لأجل فلسطين" سلسة لقاءات في مالطا مع المستويات الرسمية والحزبية في تلك الدولة، تم خلالها الاتفاق على تفعيل آليات عمل مشتركة بين الجانب الرسمي والشعبي المالطي والفلسطيني، لدعم خطاب فلسطين في الأممالمتحدة، وحملة "لأجل فلسطين". ومن المقرّر أن تعقد الحملة عدة لقاءات في دول أوروبية أخرى، مع مستويات رسمية وشعبية، وأن تتحرك بالتنسيق مع السفارات الفلسطينية في الخارج، في العديد من دول العالم، وفي أمريكيا اللاتينية حتى قبل انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة. التّنديدات غير كافية على صعيد آخر، رحّبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمواقف الدولية التي عبّرت عن إدانتها ورفضها للاقتحام الاستفزازي الذي قام به الوزير الصهيوني المتطرف ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك، وقرار وزير جيش الاحتلال السماح للمستوطنين بالعودة إلى بؤرة "حومش" المخلاة، لكنها قالت إنّها غير كافية. وقالت في بيان لها، أمس الثلاثاء، "إن هذه المواقف غير كافية ولا ترتقي إلى مستوى المسؤوليات السياسية والقانونية والأخلاقية التي تقع على عاتق الدول والمجتمع الدولي في وقف انتهاكات الاحتلال وجرائمه". وشدّدت الوزارة على أن حماية حل الدولتين تتطلب موقفا دولياً حقيقياً يجبر دولة الاحتلال على وقف الاستيطان وتهويد القدس وجميع أشكال الضم التدريجي الصامت للضفة الغربية المحتلة.