أجمع زملاء فقيد الصّحافة الجزائرية الإعلامي فنيدس بن بلة على خصاله، صفاته النبيلة، تواضعه، كرمه، وروح الدعابة التي كان يضفيها يوميا في مختلف الأقسام ، حيث يبدأ عمله في الساعات الأولى من الصباح مرددا " ضغط كبير ..ضغط كبير " ويستمر في حالته الى غاية " البوكلاج " ارسال الجريدة إلى المطبعة وبعد يغادر الجميع المقر بشارع الشهداء يبقى هو أخر من يغادر بعد ان يقرأ الملفات الأسبوعية التي تصدرها اليومية على مدار الأسبوع، حيث يقول بعض العمال من الدائرة التقنية : سليمان بن عروج: آخر من زار الفقيد وهو على فراش الموت اشتغلت معه مدة 21 سنة، كان يتّصف بالأخلاق الحميدة وبتفانيه في العمل وتواضعه مع العمال، والوقوف معهم في السراء والضراء..فكان نعم الرجل. ولا أنسى وقفته معي حينما تعرّضت لحادث مرور... "بقلوب خاشعة نعزّي أنفسنا وأهل الفقيد على فقدان قلم من أقلام جريدة الشعب فنيدس بن بلة، راجين من الله عز وجل أن يلهمنا الصّبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته. دباب شهرزاد: كان يلقبني ب "رمانة " وسيبقى اسما خالدا «رحم الله فقيد الأسرة الإعلامية فنيدس بن بلة، لازلتُ أتذكّر خطواته المتثاقلة والهادئة هدوء طبعه، يدخل إلى القسم التقني ويحيّي الجميع، وكنتُ أنا أوّل من يلقي عليها التحية: صباح الخير رمانة، أردّ عليه وأنا متعجّبة من هذا الاسم، الذي لم ولن أعرف معناه..رحل جسده لكن روحه ستظل تعانق كل زاوية من زوايا القسم". جلال العياشي: أوّل من يدخل وآخر من يخرج «قبل أن يلتحق الفقيد بيومية الشعب بداية التسعينيات، كان صحفيا بأسبوعية اضواء، عرفته شخصية مخلصة ومتقنة لعملها، كرّس جهده ووقته من أجل أن تبقى الجريدة الرّمز شامخة، تؤدّي رسالتها النّبيلة بكل صدق وموضوعية، خاصة بعدما أصبح مديرا عاما للجريدة، حيث كان يبدأ عمله على الساعة العاشرة صباحا، ولا ينتهي منه إلا في ساعات متأخرة من الليل". رضوان مانع: "بهدوء…بهدوء.."ماك غيفر كان يناديني ب "ماكغيفر" نسبة إلى بطل السلسلة الأمريكية الشّهيرة، نظرا لمختلف المهام التي كانت توكل إلي آنذاك إصلاح الأعطاب المختلفة ، مناسبات واحتفاليات كثيرة نظّمتها جريدة الشعب، وحينما يقترب موعدها تبدأ الرّئيسة المديرة العامة السابقة للجريدة السيدة دباش في متابعة مختلف الترتيبات من أجل إنجاح الحدث، فيتدخّل مدير التحرير الرّاحل فنيدس، ويهدّئ بكلماته المعهودة " بهدوء يا مدام..بهدوء"، فهو معروف عنه طبعه الهادئ، ولا يصرخ في وجه أحد ولو أخطأ في حقّه، وهي ميزة تدل على قوة الشخص وليست ضعفا. حسان أوزردين: تواضعه زاده محبّة في قلوبنا «ارتحل بن بلة من هذه الدنيا وبقيت محاسنه وصفاته الفاضلة حديث زملائه القدامى والحاليّين، أتذكّر جيّدا قمّة تواضعه وهو المدير العام للجريدة، وكيف كان يتكفّل شخصيا بنقل العمال بعد نهاية العمل وبسيارته الخاصة، أثناء جائحة كورونا والحجر الصحي. برحيله تفقد الجزائر شخصية إعلامية فذّة". عبد الغفور جمالي: موهبة كروية أبهرت كل من شاهدها «بعيدا عن إنسانية ومهنية الفقيد، معروف عليه حبّه الكبير للرياضة، خاصة كرة القدم، وهذا ما اكتشفته في العديد من المقابلات الكروية التي كانت تجمع فريق جريدة الشعب مع فرق من وسائل إعلام أخرى، يراوغ..يخطف الكرة..يربك الخصم وكأنّه شاب في العشرينيات، ما يجعل الجميع يتفاعل مع فنياته الكروية. أحسن الله عزاءنا جميعا".