يتطلع المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 23 سنة للتدارك عندما يلتقي نظيره السوداني اليوم على الساعة التاسعة مساءً على ملعب 19 ماي 1956 بعنابة في إطار الجولة الثانية ضمن منافسات المجموعة الأولى من دورة كرة القدم للألعاب الرياضية العربية 2023. يبحث أشبال المدرب رشيد ايت محمد عن الإبقاء على حظوظهم قائمة في المنافسة على التأهل إلى الدور الثاني عن مجموعتهم، بعدما كانوا قد استهلوا المشوار بتعادل مفاجئ أمام المنتخب العماني بدون أهداف في المباراة الأولى ( المجموعة الاولى)، فيما هزم المنتخب السوداني نظيره اللبناني بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل. المواجهة تُعد مفصلية إن صح التعبير لزملاء آيت الحاج من أجل تجنب تعثر جديد قد يرهن حظوظ المنتخب الوطني في بلوغ الدور نصف النهائي، وبالتالي فإن الفوز أمام منتخب السودان يبقى ضروريا لكي ينعش المنتخب الوطني حظوظه هذا من جهة ومن جهة أخرى لتفادي الدخول في دائرة الحسابات. ويتعين على اللاعبين محو الصورة غير المرضية التي ظهروا بها في المواجهة الماضية أمام منتخب عمان، حيث لم يقدموا الأداء المنتظر طيلة التسعين دقيقة رغم النصائح والإرشادات التي كان يمنحها الجهاز الفني بقيادة رشيد آيت محمد من حين لآخر لزملاء القائد معاشو رضوان لكن دون جدوى. المهمة لن تكون سهلة في لقاء اليوم من دون شك أمام المنتخب السوداني المنتشي بالفوز العريض في الجولة الأولى على حساب لبنان بثلاثة أهداف دون رد، مكنهم من التربع على كرسي ريادة المجموعة الأولى، وهو ما يعكس قوة المنتخب السوداني وإرادتهم في الدخول مباشرة في أجواء المنافسة ومن ثم حسم بطاقة المرور إلى الدور الثاني مبكرا. وشرع المدرب رشيد ايت محمد عقب التعادل مباشرة بتحضير اللاعبين خصوصاً من الناحية المعنوية من أجل التدارك وطي صفحة آثار التعثر المفاجئ في الافتتاح، حيث عقد المدرب اجتماعاً مع اللاعبين، حاول خلاله إبعادهم عن أي آثار سلبية عقب التعادل المسجل، قبل أن يبدأ في العمل الفني بغية تدارك الأخطاء التي تم ارتكابها خلال مواجهة عمان في افتتاح المنافسة، والتي اعتبرها المدرب السبب الرئيسي في هذا التعثر. وفي الوقت الذي اعترف فيه آيت محمد بأن المنتخب الوطني تأخر في الدخول في أجواء المواجهة السابقة، لكنه أبدى ثقة كبيرة بقدرة اللاعبين على الاستفادة من الدرس الكبير الذي تعلموه من المباراة، من أجل تغيير الصورة بشكل كامل في لقاء اليوم أمام المنتخب السوداني، لافتاً إلى أن المنتخب الوطني قادر أن يقدم أداء أفضل من ذلك الذي قدمه في الظهور الأول من البطولة. وقد يلجأ المدرب آيت محمد إلى إجراء بعض التعديلات خصوصاً على خطة اللعب الذي اختارها في المباراة الأولى ولم تأت بثمارها، حيث من المرجح أن يقوم بالاعتماد على خطة هجومية بحثا من خلال إشراك عناصر جديدة في بعض المراكز على مستوى الخطوط الثلاثة قصد إعطاء نفسا جديدا وديناميكية أكثر خاصة على مستوى الهجوم الذي افتقد إلى الفاعلية والنجاعة المطلوبة أمام المرمى خلال أول اختبار. وكان آيت محمد مدرب المنتخب الوطني، قد أكد في وقت سابق، أن المنتخب سيقدم كل ما لديه خلال هذه الدورة لتشريف الألوان الوطنية مؤكدا، أن اللاعبين سيخوضون المنافسة دون ضغط، وان التركيز سيبقى منصبا على الجانبين التقني والذهني بالدرجة الأولى للتألق في هذه المنافسة التي تعتبر فرصة لهؤلاء اللاعبين لإثبات قدراتهم الفنية.