استعجال استحداث المجلس الأعلى لترقية الصادرات.. والتكفل بكل مشاكل المصدرين فتح خطوط جوية مباشرة تربط بلادنا بأهم العواصم الإفريقية الدولة حريصة على الدعم المستمر ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين الخلاقين للثروة الإنتاج الوطني من الإسمنت يبلغ 40 مليون طن وبإمكانه تغطية طلب عدة دول بنسبة 100٪ 13 مليار دولار صادرات غير نفطية.. هدفنا للسنة الجارية على وشك التحقيق أمر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، الحكومة باستحداث المجلس الأعلى لترقية الصادرات «في أقرب وقت» للمساهمة في تحسين التكفل بانشغالات المصدرين وتحفيزهم. في كلمة بمناسبة إشرافه على افتتاح الطبعة الأولى ل «الوسام الشرفي للتصدير»، التي أقيمت تحت شعار «التزام، إنجازات وآفاق»، أكد رئيس الجمهورية: «أطلب من الوزير الأول استحداث، في أقرب وقت، المجلس الأعلى للتصدير الذي يتكفل بكل مشاكل المصدرين والحوافز والتسهيلات الموجهة لهم». وجدد الرئيس تبون، في هذا الإطار، حرص الدولة على الدعم المستمر ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين الخلاقين للثروة، خاصا بالذكر المصدرين الذين «نعتبرهم سفراء الاقتصاد الوطني». تحية لمجمع «سيفتال» بفتح أول مصنع جزائري 100٪ وبعد أن نوه بنوعية المنتجات الجزائرية في كافة القطاعات، حيّا رئيس الجمهورية جهود مجمع «سيفتال» التي «كللت بفتح أول مصنع جزائري 100٪ لإنتاج زيت المائدة» والذي سيتبع -كما قال- بإنجاز وحدة صناعية ستنتج السكر الجزائري المحلي. ولدى توقفه عند التطور الذي تشهده صادرات فرع مواد البناء، لاسيما الإسمنت، قال رئيس الجمهورية إن الإنتاج الوطني يبلغ 40 مليون طن حاليا وبإمكانه «تغطية طلب عدة دول بنسبة 100٪». من جانب آخر، حث رئيس الجمهورية وزير التجارة على تسريع عملية فتح مناطق التجارية الحرة على مستوى عديد الولايات الحدودية مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر. وأكد الرئيس، أن هذه البلدان تربطها بالجزائر «تقاليد منذ 1962 في التبادل الحر في المواد الفلاحية»، لافتا إلى الخطوات المتخذة سابقا لفتح خطوط بحرية بين الجزائروموريتانيا والسنيغال لدعم التبادل التجاري القاري ودعم الصادرات الوطنية، وكذا الافتتاح المرتقب لبنوك وطنية في عديد العواصم الإفريقية. وأفاد رئيس الجمهورية في ذات الصدد، بأنه سيتم فتح خطوط جوية مباشرة تربط الجزائر بأهم العواصم الإفريقية، مؤكدا على أهمية «الربط المباشر بين الجزائر والقارة الإفريقية»، لتصبح «الجزائر حقيقة إفريقية ولا تدير ظهرها للقارة». واستغرب الرئيس تبون في ذات المنحى، عدم وجود خطوط مباشرة بين الجزائر وأديس أبابا «العاصمة الإفريقية» وداكار وكوت ديفوار». حصة الصادرات خارج المحروقات ستقفز إلى 22٪ قريبا من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر حققت «إنجازات اقتصادية كبيرة» خلال السنوات الأخيرة، ضمن مقاربة جديدة تشجع المبادرة والتصدير. مضيفا، أن صادرات البلاد خارج المحروقات بإمكانها أن ترتفع في غضون سنة إلى ما نسبته 22٪ من مجموع الصادرات، مقابل 3٪ فقط قبل سنوات قليلة. وأوضح الرئيس تبون، أن الجزائر «التي لم تتجاوز صادراتها خارج المحروقات في 2018 و2019 ما نسبته 3٪ من إجمالي الصادرات، تحقق اليوم 11٪ وبنهاية 2023 أو بداية 2024 ستصل هذه النسبة الى 16 بل إلى 22٪». وأضاف، أن رقم 13 مليار دولار كصادرات غير نفطية والمسطر كهدف للسنة الجارية، هو على «وشك التحقيق»، ما يعني أن «الأمور رجعت لنصابها، كون الجزائر لا مديونية لها وهي حرة في قراراتها السياسية والاقتصادية». وقال الرئيس تبون بهذا الخصوص، إنه «بفضل السياسة الاقتصادية الجديدة بدأت صادراتنا في الارتفاع وما حققناه يعد معجزة، حيث ارتفعت هذه النسبة بخمس مرات عما كنا نسجله منذ 40 سنة»، مبرزا أن ما تم تحقيقه اليوم من «إنجازات كبيرة في مجال التصدير والاستثمار واقتصاد المعرفة، مبني على مقاربة متكاملة وشاملة لتطوير الاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال». وفي تطرقه إلى مسعى الجزائر في تنويع الاقتصاد والخروج من التبعية لمنتج وحيد يتم تصديره (المحروقات)، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر «دخلت مرحلة جديدة بعيدة عن منطق الاقتصاد الريعي الذي يقتل المبادرة ويقوم على الاتكال على برميل النفط ودخلنا سياسة الابتكار». وأعرب في هذا الشأن، عن تفاؤله بقدرات المؤسسات الجزائرية في مجال التصدير مستقبلا، مبرزا دور المؤسسات الناشئة في هذا الإطار. وحيّا الرئيس تبون بالمناسبة بشكل خاص المؤسسات المصدرة، على النجاحات والنتائج التي مافتئت تحققها في السنوات القليلة الماضية، لاسيما في قطاع الصناعة بمختلف فروعه وكذا الفلاحة، حاثا إياها على المزيد من العمل لرفع نسبة الإدماج الصناعي وإطلاق مشاريع من شأنها أن تساهم في تقليص واردات البلاد. ونوه السيد الرئيس في ذات الصدد، بما سجلته المؤسسات الجزائرية في ميدان صناعة الزجاج وكذا مواد البناء، خاصة صناعة الإسمنت من تنويع الإنتاج وارتفاع الصادرات، وكذا فرع الصناعات الكهرومنزلية الوطنية. وتابع الرئيس تبون، أن الجزائر، التي كانت تستورد كامل احتياجاتها من الزجاج بمختلف أصنافه، أصبحت تنتج اليوم 90٪ من الزجاج محليا، داعيا المؤسسة المتوسطية للزجاج MFG وشركة «إيريس» المتخصصة أيضا في الإطارات المطاطية للسيارات، إلى العمل للمساهمة في مشاريع صناعة السيارات في الجزائر في إطار المناولة. ولفت الرئيس أيضا إلى «الحركية الإيجابية» التي يعرفها نشاط التصدير في البلاد، مؤكدا أن ذلك من شأنه إعطاء دفع للنشاط الاستثماري والتصنيع «مع ما يحمله ذلك من خلق للثروة ومناصب الشغل ورفع الناتج الداخلي الخام للبلاد». وقد أشرف رئيس الجمهورية بالمناسبة، على تكريم 13 مصدرا، منهم مؤسسة «إيريس» Saterex-IRIS، التي حازت على «الوسام الشرفي للتصدير»، الى جانب تكريم فرع لمؤسسة «صافكس» كأحسن هيئة مرافقة للتصدير. وعلى هامش التظاهرة، زار رئيس الجمهورية معرضا خاصا بالمؤسسات المتوجة بالأوسمة وكذا الهيئات المرافقة لها في مجال التصدير، تم تنظيمه بالمناسبة، أين تلقى عروضا عن نشاط المؤسسات المعنية وآفاق تطورها.