صدر عن منشورات مؤسسة "دار الجنان للطباعة والنشر والتوزيع" بعمّان في المملكة الأردنية، مؤخرا كتاب جديد للباحث الأكاديمي الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، بعنوان: "النِّضال اللُّغويّ وأهمِّيته في خدمة اللُّغة العربية ودراسات أخرى". ناقش الدكتور بوفلاقة في القسم الأول من الكتاب مجموعة من القضايا المهمة التي تتصل بالنضال اللُّغوي والتّطوُّع لخدمة اللُّغة العربيّة، حيث جاء الشق الأول من الدراسة بعنوان: "أضواء على بعض الخدمات التطوُّعية اللُّغويّة التي قدمها الأفراد في مجال إنجاز المعاجم والقواميس والصيانة اللُّغويّة"؛ فقد وقف في هذا الجانب مع مجموعة من الجهود في صناعة المعاجم، وذكر الدكتور سيف الإسلام بوفلاقة أنها تُعدّ فرعاً من فروع اللّسانيات التطبيقية؛ حيث إنها تتصل بالعملية التعليمية، وتطوير اللُّغة العربية، وليس الأمر قاصراً على ميدان مُحدد مثل: المُعجم الثنائي اللّغة؛ بل إنه يشمل كذلك الأحادي اللُّغة، إذ ينهض تأليف المعاجم على أساسين مُتكاملين هما: علم المعاجم، وصناعة المعاجم؛ إذ يتمّ التركيز على أنواع المعاجم، وطرائق إعدادها، ومُكوناتها، وكما يُعرّف (المُعجم). وأوضح المؤلف أن الكتاب الهادف إلى إزالة غموض الدلالة، وإلى إيضاح الجوانب السابقة كلها، أو بعضها، وفي فن صناعة المعجم، أو علم المعاجم التطبيقي ينهض المعجمي بعدة عمليات تمهيداً لإخراج المُعجم، ونشره، مشيرا إلى أن المعاجم والقواميس العربية تنوعت تنوُّع الثقافة العربيّة، كما تعددت الكتب التي سعت إلى تحقيق شروط الكتابة الصحيحة، وإبراز الأخطاء الشائعة، ومعاني الأحرف العربية، وبثّ الوعي اللُّغوي. ومن بين الجهود الفرديّة التي قام بإبرازها مؤلف الكتاب: 1 مُنجِدُ الطُّلاَّب، 2- رائد الطُّلاَّب: مُعْجَمٌ لُغَوِيُّ عَصْريُّ للطُّلاّب رُتِّبَتْ مُفْردَاتُه وَفْقاً لحُروُفها الأُولى، 3- الكِتابة الصّحيحة، 4- مُعجم الأفعال المتعدية بحرف، 5- مُعْجمُ الأغلاط اللّغَويَّة المُعاصرة، 6- مُعْجمُ المُصْطلحَات النحويَّة والصَّرفيّة، 7- الأخطاءُ الشَّائعةُ وَأثرُها في تطوُّر اللغة العربيّة، 8-مُعْجمُ حروف المعاني، 9- المُعرَّب والدخيل في اللُّغة العربيّة وآدابها، 10- معاني الأحرف العربية. أما القسم الثاني من هذه الدراسة فقد عنونه ب«التطوُّع اللغويّ في مجال إنجاز المعاجم والقواميس وتحديثها في ميزان البحث"، وقد جعل القسم الثالث من دراسته للحديث عن: "التطوُّع اللغويّ في مجال خدمة الكتابة العربيّة وتيسيرها". وقد ذكر الدكتور سيف الإسلام بوفلاقة في ختام هذه الدراسة أن السعي إلى النهوض باللغة العربية، وتطويرها لا يُمكن أن يتحقق إلا من خلال وضع خطط تدريسية مُنظمة، والتحفيز على التطوُّع اللغوي، والتشجيع عليه، وتحقيق وسائل ومناهج كفيلة بنشر روح المبادرة والابتكار لخدمة اللُّغة العربية، ومن أجل ضمان اكتساب لغوي سليم للطفل ينبغي العمل والتطوُّع والمبادرة من أجل تيسير قواعد اللغة العربية، وبما أننا نعيش في زمن العولمة، والمعلوماتية، والانفجار التكنولوجي والتقني، فإن أغلب الدارسين ينصحون باستثمار الوسائل التقنية الحديثة، ووضع برامج جاهزة خدمة للتطوع اللغوي، وذلك بغرض الارتقاء بتعليم اللغة العربية، وتعلمها، وتحسين طرائق تدريسها لحمل الناس على الاهتمام بها، فقد أُنتجت العديد من برامج الحاسوب التعليمية، والتي تعود بالفائدة على تعلم اللغة الأم، كما يمكن أن تُسهم في تطوير وتنمية اللغة لدى الطالب، وتُشجع على التطوُّع، وتُقدم تسهيلات. كما تضمن كتاب الباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة مجموعة من الدراسات الأخرى المتنوعة، من بينها: دراسة عن اللغة الموجهة إلى الطفل وأثرها على نموه اللغوي، ودراسة عن كتاب شعر النساء في صدر الإسلام والعصر الأموي، ودراسة عن أدب الرحلة.