تعرف محلات بيع الإكسسوارات والحلي المقلدة أو ما يعرف ب«البلاكيور" بكل أنواعها إقبالا متزايدا من طرف النساء والفتيات اللاتي وجدن في هذه الحلي ضالتهن خصوصا بعد ارتفاع أسعار المعادن النفيسة من ذهب وفضة، وهو ما أدى إلى عزوف العديد منهم عن شرائه واللجوء إلى غيره والتي تبدو في الوهلة الأولى حقيقية وأصلية، كما أن أثمانها منخفضة جدا وفي متناول الجميع. ففي السابق، كانت المجوهرات ضرورة حتمية بالنسبة للعروس يوم عرسها، لاسيما وأنه يعد جزء هام في "التصديرة" التي تتشكّل من عدة فساتين، على رأسها الأزياء التقليدية التي لا يمكن ارتداؤها بدون هذه الأخيرة، على غرار محزمة اللويز.. مسايس الذهب السنسلة.. القرطة .. كرافاش بولحية وشنتوف الذهب وغيرها من أسماء المجوهرات الجزائرية المعروفة.. حيث كانت من أساسيات مهر العروس الجزائرية التي كان يتوجب على الرجل توفيرها حين يقدم على الزواج. ولكن بسبب غلاء المعيشة، أضطر المواطن البسيط للتحايل على المصاريف الكثيرة دون أن يفرّط فيما تقتضيه التقاليد من مظهر، وبالفعل أصبحت مقولة "ليس كل ما يلمع ذهبا" واقعا معيشا، فبالنظر إلى التغيّر الذي فرضته عوامل عديدة، فقد أصبح للزواج مثلا متطلبات أخرى ليست أقل تكلفة من الذهب، وأهمها توفير المسكن الفردي، وحتى السيارة، فضلا عن الأجهزة الكهرومنزلية التي أصبحت ضرورة قصوى. انتعاش تجارة "البلاكيور" هذا وقد دفع ارتفاع أسعار الذهب إلى انتعاش تجارة "البلاكيور" أو ما يعرف بالذهب المقلد، حيث تشهد محلات بيع هذا النوع من المجوهرات المنفذ الوحيد للنسوة والفتيات المقبلات على الزواج، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع قمنا بزيارة استطلاعية لبعض المحلات أين وقفنا على تهافت النسوة على هذه الأخيرة، حيث أكدت سيدة أن إقبالها على شراء هذا النوع من المجوهرات أو "الفانتيزي" يعود لارتفاع سعر الذهب الذي لم يعد بمقدور الشخص البسيط اقتناءه خاصة مع متطلبات الحياة كثيرة، وتضيف "كلما تأتي مناسبة أشتري حلي وأقراط وخواتم "بلاكيور" وأمضي بها إلى العرس ولا حرج في ذلك". هذا وأكدت سليمة، أنه فيما مضى وجب على العروس أن تأخذ من بيت والدها مجموعة من المجوهرات أيضا وعدم الإكتفاء ب«الصداق" فقط حينها كان ثمن الذهب معقولا، كما أن لباس المرأة التقليدي كان يتطلب وجود مثل هذه المجوهرات الثقيلة.. لكن التقليد حاليا طغت عليه الحداثة وباتت تتماشى معه كل الأنواع وليس شرط الذهب الخالص"، مضيفة إلى جانب ذلك أن "أسعار الذهب اليوم لا تسمح باقتنائه". وأوضحت أخرى، بقولها "أنا ليس لدي مانع في أن أرتدي ذهبا مقلدا، بالعكس ففي يوم زفافي تزينت بمجموعة كبيرة من "البلاكيور" لأني لم أستطع اقتناء الذهب الحقيقي.. رغم أنه كان بودي أن ألبس الذهب الخالص ولكن الظروف والمصاريف أنهكتني، واليوم أنا محتفظة به وأرتديه في المناسبات والأفراح دون حرج". ولنفس السبب بررت الكثيرات ضعف إقبالهم على شراء الذهب، حيث تقول أحداهن والتي هي بصدد التحضير لزفاف ابنتها أن التهاب أسعار الذهب صعب عليها إيجاد ما يتوافق مع إمكانياتها المادية فقد كان الذهب النكهة التي تضفي على الأعراس طعما خاصا لكن اشتريت لابنتي الأساسيات فقط أما الباقي فقد أكملت ب«البلاكيور". الذهب يتراجع.. بعد أن أضحت محلات بيع مجوهرات والاكسيسوارات المقلدة قبلة هامة للعديد من الفتيات في مختلف الأعمار، أرجع أغلب البائعين سبب هذا الإقبال لعدة اعتبارات أهمها السعر المعقول مقارنة بالذهب، وأكد رضا صاحب محل لبيع هذا النوع من المجوهرات المقلدة، أنه رغم المنافسة الشديدة التي تواجهه إلا أن الإقبال عليه معتبر من طرف النساء بصفة عامة، مشيرا إلى أن المجوهرات بمختلف الأنواع لا تستهوي المراهقات فقط بل وحتى النسوة اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر، وعن الأسعار المعروضة أوضح البائع أنها تتراوح بين 3000 دج و6000 دج و ذلك حسب حجم ونوعية المجوهرات والأطقم. في مقابل ذلك، أقر صاحب محل لبيع المجوهرات الأصلية والخاصة بالذهب أن محله يعرف إقبالا محتشما من طرف الزبائن خاصة النساء اللواتي لا يستغنين عن هذا الجوهر النفيس باعتبارهن الزبون رقم واحد، فالارتفاع المحسوس الذي عرفه سعر الذهب وعدم استقرار أسعاره دفع بالعديد من النسوة إلى العزوف عن اقتنائه رغم كثرة حفلات الخطوبة والزفاف وغيرها من المناسبات العائلية في مثل هذه الأوقات من كل سنة، أين أكد على تسجيل تراجع أكبر من قبله في نسبة المبيعات في السنوات الثلاث الأخيرة.