تجري اليوم بالغابون مراسم تنصيب الجنرال برايس أوليغي نغيما "رئيسا انتقاليا" أمام المحكمة الدستورية. أكّد أولريك مانفومبي، الناطق باسم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات" التي تضم قيادات الجيش، أن الجنرال أوليغي قرر أيضا إنشاء "مؤسسات انتقالية على مراحل". كما قال إن البلاد "ستحترم كل التزاماتها" الداخلية والخارجية، وذلك بعدما أسدل ضباط في الجيش الستار على حكم عائلة بونغو الذي دام 55 عاما. ووسط أجواء احتفالية في الدولة الغنية بالنفط، عيّن قادة الجيش قائد الحرس الجمهوري الجنرال برايس أوليغي نغيما "رئيسا للمرحلة الانتقالية" في الغابون. وينتظر سكان الغابون والمجتمع الدولي معرفة المدة التي ستبقى فيها البلاد تحت الحكم العسكري والكيفية التي ستعاد من خلالها السلطة إلى المدنيين. على عكس ما جرى في النيجر، تعاملت فرنسا بهدوء مع انقلاب الغابون، ورغم إدانة الانقلاب والدعوة لاحترام نتائج الانتخابات، فإن باريس لم تحشد الأصوات الدولية والإقليمية للوقوف ضد المجلس العسكري الانتقالي، ولم تلوح بالتدخل العسكري. في رد على تساؤلات بهذا الشأن، يقول باحثون سياسيون، أن الغابون لم تخرج فيها مظاهرات تندّد بالوجود الفرنسي كتلك التي شهدتها النيجر، وهتف فيها المتظاهرون ب«تسقط فرنسا". ويقول هؤلاء الباحثين، " إن باريس لا تخشى حتى الآن مِن قادة انقلاب الغابون؛ فهم لم يطالبوا بخروج قواتها، ولم يهدِّدوا مصالح شركاتها الموجودة في قطاعي المنغنير والنفط، وتحظى بمعاملة تفضيلية". ويضيفون" أن المعارضة الغابونية تبدو أكثر خطورة على مصالح باريس من الانقلابيين، وسبق لها التظاهر ضد زيارة ماكرون في مارس الماضي، كما خرج زعيم المعارضة ليصف الانقلاب بأنه "ثورة القصر" (في اعتقاد منه أن أسرة الرئيس تقف وراء الانقلاب لتتجنّب احتجاجات المعارضة على فوزه بالانتخابات، ثم تعود للحكم بطريقة أخرى). هذا وتقول بعض القراءات السياسية أن الوضع الصحي للرئيس الغابوني، علي بونغو، وتاريخ أسرته التي تحكم البلاد منذ 53 عاما، أحد عوامل ضعف ضغط فرنسا على قادة الانقلاب، فكيف لباريس أن تدافع عن شخص مصاب بجلطة دماغية ورث السلطة من أبيه، وهو الأمر الذي كان سيشكل إحراجا لباريس. كما تشير مختلف القراءات السياسية، إلى أن الوضع في النيجر أكثر تهديدا بالنسبة للمستعمر القديم، فالقادة العسكريين في نيامي يمارسون أقسى درجات الضغط لإخراج القوات الفرنسية وحشد الشعب ضد باريس، وهو ما لا أثر له في الغابون.