لأنّ المصائب لا تأتي فرادى، فإنّ الرئيس الفرنسي الذي يواجه متاعب جمّة في إفريقيا، تعترضه داخليا تحدّيات كثيرة، آخرها تعزيز المعارضة لسيطرتها على مجلس الشيوخ. تستعد المعارضة اليمينية الفرنسية للاحتفاظ بهيمنتها في مجلس الشيوخ، في انتكاسة أخرى لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون الحاكم. وخلافا لمجلس النواب في الجمعية الوطنية، لا يتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ بالاقتراع العام المباشر ولكن من قبل نحو 150 ألف ناخب يُعرفون باسم "الناخبين الكبار". ويتمتع مجلس الشيوخ ببعض السلطة خصوصا في ما يتعلق بالقضايا الدستورية، إلا أنه يفتقر إلى صلاحيات مجلس النواب في الجمعية الوطنية. وقد بدأ مساء الأحد فرز الأصوات في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ الفرنسي، حيث يتوقع أن تحافظ المعارضة اليمينية على هيمنتها التاريخية ما يشكل انتكاسة أخرى لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون الحاكم. ويعكس هذا المجمع الانتخابي نتائج الانتخابات المحلية والذي يفتقر فيه حزب النهضة بزعامة ماكرون إلى القاعدة الشعبية وكان أداؤه سيئا باستمرار. ويشكل توزع الأحزاب في مجلس الشيوخ ارتدادا للسياسة الفرنسية التقليدية حتى العقد الماضي قبل أن يسيطر ماكرون الوسطي واليسار المتشدد وكذلك المتطرف. وخسر حزب ماكرون غالبيته في الجمعية الوطنية في الانتخابات البرلمانية لعام 2022، لكنه اعتمد للمصادقة على سلسلة من القوانين، بينها إصلاح نظام التقاعد، على مادة مثيرة للجدل تسمح بتمرير مشاريع القوانين بدون تصويت.