تنطلق، اليوم، الحملة الوطنية لمكافحة التسربات المائية عبر مختلف المحيطات المسقية التابعة للديوان الوطني للسقي وصرف المياه، تزامنا مع إحياء ذكرى الفاتح نوفمبر. تندرج هذه العملية ضمن سياسة الدولة الرامية إلى استغلال أمثل للمورد المائي وتثمينه، لاسيما في القطاع الفلاحي الذي يعد المستهلك الأول بامتياز بنسبة تفوق 70%، حيث تتجلى أهمية العملية في ظل تداعيات التغيرات المناخية التي أسفرت عن تناقص حاد للتساقطات المطرية، ناهيك عن تواجد بلادنا بمنطقة شبه جافة، ما فرض الاستغلال العقلاني للموارد الوطنية للبلاد بمختلف السبل. تأتي هذه العملية، التي تستمر شهرين كاملين، بهدف تجنب ضياع الماء الموجه للسقي، رفع المساحة المسقية وزيادة الإنتاج الفلاحي، ما من شأنه المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على خصوبة التربة وضمان استدامتها، ناهيك عن اقتصاد الماء وتثمين الموارد الطبيعية للوطن. وتعزز هذه الحملة الدور الذي يقوم به الديوان الوطني لسقي وصرف المياه "لونيد"، لاسيما في تسيير الشح المائي للجزائر من خلال ضمان التسيير العقلاني لحاجيات الفلاحين من هذا المورد الحيوي، خاصة وأنه يسير حاليا 44 محيطا على مستوى التراب الوطني، بمساحة إجمالية مجهزة تفوق 290 ألف هكتار وتسقى أغلبها من السدود بمساحة تقدر ب229074 هكتار. وتأتي هذه الحملة، لتضاف إلى سلسلة الحملات التحسيسية السابقة، التي تم القيام بها في السنوات السابقة، لاسيما مع بداية اعتماد تقنيات جديدة للسقي حديثة ومقتصدة للمياه وغير معروفة، ما سمح بتوعية الفلاحين الذين أصبحوا على دراية بأهمية هذه التقنيات، سواء السقي بالتقطير أو الرش المحوري. ويتعامل "لونيد" حاليا، مع عدد كبير من الفلاحين، إذ يتجاوز عددهم 12 ألف فلاح من أجل سقي مساحة 290 ألف هكتار والباب مفتوح أمام هذه الفئة للاستفادة من خدمات الديوان.