في حراكها الدّبلوماسي المتواصل بخصوص الصحراء الغربية، جدّدت مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية، دعوتها العاجلة إلى الأممالمتحدة من أجل وضع آلية مستقلّة لرصد حالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة من الصّحراء الغربية، فيما أكّدت جنوب أفريقيا على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير لإنهاء الاستعمار، وتحرير آخر مستعمرة في القارّة الأفريقية. حملت مجموعة جنيف، المغرب، مسؤولية الوضع المتردي لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، بسبب الرفض، غير المبرر ولا المقبول لوصول البعثات الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان للعام التاسع على التوالي. وفي بيان شفهي تلته بعثة ناميبيا بالنيابة عن المجموعة، خلال البند الثاني من أشغال دورة مجلس حقوق الإنسان 55، أعربت المجموعة عن بالغ قلقها إزاء الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في إقليم الصحراء الغربية المحتل، وطرد المراقبين الدوليين المستقلين. عرقلة تقييم الوضع الحقوقي أبرز البيان، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة، قد أشار في أكتوبر 2023 إلى مخاوف مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، مشدّدا على أنّ "عدم الوصول إلى المعلومات المباشرة والرصد المستقل والمحايد والشامل والمستمر لحالة حقوق الإنسان يضر بإجراء تقييم شامل لحقوق الإنسان في المنطقة". وفي هذا الصدد، أكّدت المجموعة أنّه "من المؤسف وبشدة عدم الاستجابة لحد الآن إلى النداءات الموجهة من مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة ومفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، لوضع آلية مستقلة لرصد حالة حقوق الإنسان، لتبقى بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، البعثة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي ليس لديها ولاية للإبلاغ عن حقوق الإنسان". استهداف متعمّد للمدنيّين وقالت المجموعة إنّ "الافتقار إلى رصد وتوثيق حقوق الإنسان في الصحراء الغربية هو نتيجة مباشرة لرفض سلطة الاحتلال". وفيما يخص الوضع في الأراضي المحررة وجدار الذل والعار المغربي في الصحراء الغربية، أثارت المجموعة انتباه مجلس حقوق الانسان مرة أخرى إلى الانتهاكات العديدة للقانون الدولي الإنساني الناجمة عن الاستخدام غير القانوني والعشوائي للطائرات بدون طيار المسلحة (درون) ممّا أدى إلى وفيات وإصابات بين المدنيين. وفي ختام البيان، دعت مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية، مجددا، جميع الدول لاحترام الوضع المعترف به دوليا للإقليم والامتناع عن التورط في أي أعمال من شأنها أن تقوض حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وسيادته الدائمة على موارده الطبيعية. جنوب أفريقيا تطالب بتقرير المصير إلى ذلك طالبت جنوب افريقيا خلال أشغال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، مجددا بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، لإنهاء الاستعمار وتحرير الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في القارة الافريقية. وجدّد مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدةبجنيف، مكسولوسينكوسي، في بيان شفهي "التذكير بالقلق الذي يساور حكومة بلاده من عدم تمكن المفوضية السامية لحقوق الإنسان من الوصول إلى الأراضي المحتلة للصحراء الغربية، رغم العديد من الطلبات والدعوات لهذا الغرض". وأمام الوضع الكارثي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ومنع دخول المراقبين المستقلين والصحافة الدولية، حثّت جنوب أفريقيا، المفوض السامي على "إرسال بعثة لتقييم حالة حقوق الإنسان الخطيرة في الصحراء الغربية". جدير بالذكر، أنّ جنوب افريقيا قد دعت على لسان وزيرة خارجيتها ناليديباندور، خلال ندوة نظمت بجنيف الأسبوع الماضي، كل الدول الأطراف في الأممالمتحدة إلى تكثيف الجهود بهدف تمكين الشعبين الصحراوي والفلسطيني من حقوقهما العادلة والتصدي لكل أشكال النهب للموارد المرتبطة دائما بالاحتلال.