الأداء في بعض المقرات العمومية خاصة الإدارية بتيزي وزو،لم يتحسن بعد، هذا ما وقفنا عليه في كل من الوكالة المحلية للتشغيل «انام» الوكالة الوطنية للقرض المصغر، وكذا الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب،فالبيروقراطية هي طريقة تسيير اغلب المقرات بالولاية. بدأنا جولتنا في مدينة تيزي وزو، حيث انتقلنا الى كل من مقر الوكالة المحلية للتشغيل في حدود الساعة الثامنة ونصف صباحا، والمفاجأة ان العديد من الشباب ينتظرون أمام الأبواب التي تزال موصدة في وجههم، وقد قدموا من مختلف مناطق الولاية و بني دوالة - عين الحمام عزازقة - تادميت، حيث يستقبل المقر المذكور آنفا أكثر من 300 شاب وشابة يوميا، ومن مختلف الأعمار معظمهم خريجي الجامعات ومعاهد التكوين ذوي مستويات عالية. أول ما تلاحظه عند مدخل الوكالة هي الأوراق والبيانات الملصقة في مختلف أنحاء المقر لمواعيد ومواقيت الالتحاق بالوكالة، ومراعاة قوانين التنظيم المحدد لذلك، الا ان الواقع ليس ذلك، وقد توقفنا بمكتب التسجيل قصد الحصول على بطاقة طالب الشغل، فبمجرد أن وضعنا أقدامنا في المدخل لاحظنا انه مجهز بمختلف الإمكانيات والآليات وبهدف تحسين والسرعة في تقديم الخدمات لعدد كبير من طالبي العمل، إلا أن البيروقراطية والتكاسل يعطل الشباب الذين يقفون خارجا في طوابير غير منتهية. وقد أردنا أن نقف على القلق الذي يظهر واضحا على طالبي العمل، وما اثار انتباهنا غياب كراسي الجلوس في مقر ضيق لا يتسع مساحته لاستقبال هذا الكم الهائل من الشباب، ليجبر معظمهم الجلوس خارجا على حافة الطريق الرصيف للانتظار، وذلك امام اعين الجميع نظرا لغياب ادنى التنظيم الداخلي بالداخل او تخصيص مساحة لوضع الكراسي لاستقبال المتوافيدن اليه. وقد أشارت الشابة ياسمينة متخرجة من قسم اللغة العربية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، التي هي في صدد البحث عن منصب شغل، لكن الأمور على حد تعبيرها ليس على ما يرام، حيث قالت «منذ يومين وأنا أتتقدم الى هذا المكتب بهدف استخراج بطاقة طالب العمل، لكن لم أتمكن، فالبعض يستعمل علاقته من اجل تسجيل اسمه في القائمة من بين الأوائل، في حين يأخذ البعض ملفاتهم دون ان يحترم دوره». اكملنا جولتنا في المقر الذي تتعالى فيه أصوات الشباب المتذمرين من الوضع، حيث دخل أحد الشباب في شجارعنيف مع احد الاعوان المكلفين بالاستقبال، وسرعان ما كاد الوضع ان يصل الى عراك كبير، لولا تدخل احد المواطنين وهو شيخ طاعن في السن رفقة ابنته وأعاد الهدوء، وفي استفسارنا عن الوضع أكد لنا الشباب ان السبب راجع إلى تمرير احد الموظفات أحد من معارفها امام اعين الجميع ليضيف الشباب في الموضوع بعد ان اقتربنا منه قائلا «نحن لا نقبل هذه الوضعية فيجب تحسين الوضع ورغم كل الامكانيات التي وضعتها الدولة واعادة تهيئة هذا المقر الا أن الوضع اصبح اكثر تعقيدا أمام العلاقات والبروقراطية غير المنتهية التي يمارسها الموظفون. المشكل الذي تعاني منه هذا الوكالة تكمن في التكفل الفوري بفئة الشباب، حيث أن 90 بالمئة من الوافدين الى الوكالة الولائية للتشغيل «انام» يتلقون معاملة سيئة من طرف أعوان الأمن وكذا بعض العمال في الادارة، هذا الوضع لا يقتصر على هذه الوكالة فإن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سجلنا فيها نفس الوضع، فشباب ينتظرون لساعات من اجل ايداع ملفاتهم أين يخضع طابع المعرفة في تمرير الملفات ودراستها ما يجعل الشباب البسطاء في إهمال وينتظرون لسنوات من اجل تمويل مشاريعهم.