الصحراء الغربية: المطالبة بإيفاد بعثات دولية لتوثيق الانتهاكات المرتكبة من قبل الاحتلال المغربي    اليوم الوطني للمجاهد: تدشين عدة مرافق عمومية وتكريم مجاهدين بولايات وسط البلاد    الجيش الوطني الشعبي: إرهابي يسلم نفسه وتوقيف 3 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 62122 شهيدا    الجمهورية الصحراوية تشارك في مؤتمر طوكيو للتنمية بإفريقيا "تيكاد 9"    بطولة افريقيا لرفع الاثقال (اشبال وأواسط): الجزائر تحصد 22 ميدالية منها 6 ذهبيات بعد يومين من المنافسة    دخول جامعي: السيد بداري يجتمع برؤساء الندوات الجهوية للجامعات    المخزن وخيانة فلسطين    خريطة جديدة؟    إبراز الدور المحوري لمؤتمر الصومام    عرقاب يستقبل الأمين العام لمنتدى الدول المُصدّرة للغاز    تأهّل غير مُقنع    الجيش الوطني يساهم في إخماد النيران    الدولة ملتزمة بالمضي في مسار الاستدراك التنموي    مشاورات لتفعيل مقاربة تسيير تشاركية    حملاوي تبرز أهمية التكوين    فرق الزرنة النسوية تقتحم الأعراس    الإسلام يدعو إلى البناء الجماعي الهادئ    موقع تيمقاد يستقطب 50 ألف زائر    وهران: افتتاح الجولة الثانية لمهرجان الراي بحضور جمهور لافت    هذه الحكمة من جعل الصلوات خمسا في اليوم    حريصون على بناء جزائر قوية مستقلة بقرارها    رصيد وطني يلهم الأجيال للاستمرار في تعزيز مكانة الجزائر    إيداع 4 أشخاص الحبس المؤقت    20أوت.. محطة مزدوجة بارزة في تاريخ الجزائر    "شان-2024": المنتخب الجزائري يواجه نظيره السوداني في الدور ربع النهائي    سوناطراك: حشيشي يستعرض مع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز سبل تعزيز التعاون الثنائي    الشريط الساحلي بتلمسان قِبلة واعدة للمصطافين    الحملات التحسيسية تدفع إلى تخفيض أسعار الكراريس    بنفيكا البرتغالي يصر على حسم صفقة عمورة    بن ناصر يقترب من العودة إلى أولمبيك مرسيليا    مناطق لجذب الأجانب وتعزيز الوجهة المتوسطية    الكاتبان عزيز موات وخيدر وهاب يستحضران الذكرى    إدانة استيلاء الكيان الصهيوني على التراث الفلسطيني    عملان جزائريان في فئة روايات الفتيان    ذاكرة الثورة تروى في مكتبة المطالعة    بحث عن الخصوصية شكلا ومضمونا وحنين لأبطال رافقوا يوميات الجزائريين    مجيد بوقرة يبرر تراجع أداء لاعبيه في "الشان"    توقف الدفع الإلكتروني عبر منصّة فرع "عدل" مؤقتا    تأجيل دخول الأساتذة وموظفي التكوين المهني    برنامج "عدل 3" : تمديد آجال تحميل الطعون إلى غاية 6 سبتمبر    حادث سقوط حافلة بوادي الحراش..وكيل الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء يعقد ندوة صحفية    البارا-جودو (الجائزة الكبرى -الجيزة 2025): ميداليتان برونزيتان للجزائريين ولد قويدر وشتوان    لن يجري تغييرات جوهرية..بيتكوفيتش يحسم قائمة "الخضر" لقمة بوتسوانا وغينيا    الدولة تولي أهمية خاصة لتشجيع الكفاءات الوطنية    سيشكل منصة لا مثيل لها أمام المؤسسات الافريقية والمبتكرين    وفد برلماني يقف على أوضاع مصابي حادث بوادي الحراش    عرض تدقيق النتائج لضمان دقة المعطيات    بداية التجسيد الفعلي للمشروع بعد رفع العراقيل    قتلة الأنبياء وورَثتُهم قتلة المراسلين الشهود    فتاوى : هل تبقى بَرَكة ماء زمزم وإن خلط بغيره؟    خالد بن الوليد..سيف الله المسنون    مناقصة لتقديم خدمات المشاعر المقدسة في حج 2027    منصة لاستقبال انشغالات المؤسّسات الصحية في أكتوبر المقبل    الوضوء.. كنز المؤمن في الدنيا والآخرة    دعم المراقبة الوبائية للملاريا المستوردة بالولايات الحدودية    حج 2026: وكالات السياحة والأسفار مدعوة للتسجيل وسحب دفتر الشروط    حج 2026: وكالات السياحة والأسفار مدعوة للتسجيل وسحب دفتر الشروط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أضغث أحلام!؟
أوراق متناثرة
نشر في الشعب يوم 04 - 02 - 2014

في سنة 1957، وقبل لقاء طنجة للأحزاب المغاربية بعام، نشر حزب الاستقلال المغربي بزعامة المرحوم علال الفاسي خرطة للمغرب الكبير والمغرب التاريخي..
الخريطة تشمل جزء كبيرا من غرب افريقيا حتى نهر السينغال والجنوب الغربي الجزائري وجزء من الجنوب حتى شمال مالي.
الأمر هنا يتعلق بمشروع الحدود المتحركة، وهي الفكرة التي تتقاسم الرباط وتل أبيب تبنيها وتطبيقها..
في تلك الفترة لم تستطع المغرب فعل أي شيء او القيام بأية مغامرة لتحقيق الحلم، فالجنوب كان خاضعا للاستعمار الفرنسي في موريطانيا والاسباني في الصحراء الغربية ونهر السينغال كان جزء من غرب افريقيا التي كانت كلها تحت الاستعمار الفرنسي، مثلها مثل منطقة الساحل بما فيها من النيجر ومالي وتشاد بقيت الجزائر التي قظم المشروع أجزاء واسعة من غربها وجنوبها وقد دخلت ثورتها السنة الرابعة (1958)، وكان مؤتمر طنجة المذكور يستهدف دعم هذه الثورة وتأكيد أواصر الشعوب المغاربية وتضامنها ومصيرها المشترك.
فوجئ وفد جبهة التحرير الوطني بطرح الوفد المغربي وأساسا حزب الاستقلال لمسألة الحدود بين البلدين، كان المغاربة يسعون الى الحصول على تعهد وكانت إجابة الوفد الجزائري الذي كان يضم المرحومين فرحات عباس وعبد الحميد مهري أن الشعب الجزائري يخوض الآن ثورة ولا يمكن لأي أحد أن يقرر باسمه قبل أن يسترد سيادته وأن القضايا الخلافية مع أي طرف من الأشقاء سيؤجل النظر فيها حتى استقلال الجزائر.
هذه المقدمة ذكرت بها فقط حين اطلعت الخيمس الماضي على خبر استقبال ملك المغرب لاثنين من زعماء مايسمى حركة تحرير «أزواد» شمال مالي وهما أمينها العام والناطق الرسمي باسمها، وأكيد فإن خطوة أو مبادرة كهذه ليست بريئة ليس فقط تجاه جمهورية مالي التي تحاول استرجاع استقرارها إنما حتى لبلدان الجوار وأساسا الجزائر.
تذكرت إذن «الخريطة التاريخية» للمغرب الكبير التي تشمل شمال مالي، كما تذكرت مسعى المغرب الدائم في خلق القلاقل باستمرار للجزائر، حيث لا يمر أسبوع إن لم يكن يوما او يومين إلا وتخرج فيه حكومة «صديقنا الملك» بتلفيقات واتهامات وتصرفات مثل حكاية طرد اللاجئين السوريين أو نسب تصريحات مكذوبة لوزير خارجية مصر حول قضية الصحراء الغربية.
أعرف أن منطقة الساحل كلها موبوءة وأعرف أن هناك أطرافا تسعى لتعفينها، لكن ما أعرفه أيضا أن المغرب لم يكن في يوم من الأيام مهتم باستقرارها أو أمنها ما الهدف من هذه «المكرمة الملكية»؟
يبدو أن المغرب وأمام الفشل المتكرر لديبلوماسيته منذ حوالي أربعين سنة عن احتلاله للصحراء الغربية باسم «الحق التاريخي» يسعي كماهي عادته دوما إلى خلط الأوراق وخلق خصم وهمي يعلق عليه كل مشاكله وفشله في إقناع المجتمع الدولي بأطروحاته حول هذا الاقليم الذي هو دوما في وضعية تصفية الاستعمار.
أود أن أذكر أن هذا الثنائي بلال آغ شريف، وموسى آغ طاهر اللذان ساقهما جهاز المخابرات المغربية لإعلان ولائهما أمام صاحب الجلالة معروفان بتلقب الولاءات لديهما ففي وقت من الأوقات، كانت حركتها ما تخضع لتوجيهات القذافي ثم تحولت لتصبح أحد أدوات الأجهزة الفرنسية، كما أن إعلان ما يسمى دولة أزواد شمال مالي منذ سنتين ثم من الدوحة في قطر وماهي اليوم تحت جلابية الملك ترى من يكون الولي غدا؟.
منذ مدة تحاول أجهزة المخابرات المغربية ليس فقط اختراق بعض التنظيمات المسلحة المنتشرة في الساحل، بل سعت الى خلق تنظيمات تدين بالولاء لها وتعمل تحت إشرافها مثلما حدث منذ سنوات حين اختطف تنظيم مسلح مجموعة من الناشطين الاسبان في الحقل الإنساني من مخيمات اللاجئين الصحراويين.
وعلينا، أن نتذكر أن سياسة هذا الجار أصبحت أحد عوامل اللااستقرار في كامل المنطقة ليس فقط من خلال رفضه الخضوع للشرعية الدولية، فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية انما ايضا من خلال سعيه الى تعفين الأجواء في شمال مالي الذي يسعى لاستعادة وحدته الترابية والمصالحة بين مكونات شعبه.
حقا، الأمر يتعلق بأضغاث أحلام.. ولكنها مقلقة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.