الإلكترونيك، الإعلام الآلي، المخابر الرقمية تعزز احترافية الجيش نظمت المدرسة العليا للاشارة بالقليعة «عبد الحفيظ بوصوف»، أمس، زيارة موجهة للإعلام المحلي للتعريف بتخصصاتها ومخابرها العلمية وقاعات التكوين. وسمحت الزيارة المدرجة في إطار توجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وتنفيذا لمخطط الاتصال، للإعلاميين الناشطين بتيبازة، التعرف على مستوى وأنماط التكوين المعتمد بها، إضافة إلى اكتشاف مختلف الأشواط المقطوعة طيلة السنوات الأخيرة في مجال عصرنة مناهج التكوين. قال قائد المدرسة العميد فريد بجغيط: «الهدف الأسمى من الزيارة يكمن في عرض البرنامج التكويني للمدرسة والوسائل البيداغوجية، التي سخرتها قيادة الجيش لمواكبة المستجدات التكنولوجية الحاصلة في مختلف المجالات». حظي ممثلو الصحافة الوطنية في مقدمتهم «الشعب»، بتفقد مختلف المخابر العلمية على مستوى المجمع البيداغوجي، والتي تشمل عدّة مواد تكوينية في تخصصي الإلكترونيك والإعلام الآلي، بحيث لفتت مخابر التقنيات الرقمية والتجارب والقياسات والإلكترونيك والكيمياء والهوائيات والدارات المطبوعة اهتمام الزوار. ما لفت الانتباه أكثر في ذات المخابر تقنيات التدريس العالية، والتي تعتمد على وجه الخصوص على وسائل بيداغوجية جدّ متطورة، لاسيما ما تعلق منها باللغات الأجنبية والبرمجيات وأجهزة الإرسال والاستقبال التي تستعملها الوحدات القتالية، كما تعتبر قاعة السيطرة بالمدرسة إحدى الهياكل الإستراتيجية التي تسعى لتمكين الضباط من تسيير أمثل للمعركة مع التحكم التام في القوات باعتبار الاتصالات وسيلة رئيسية لها. وإذا كانت المدرسة العليا للإشارة بالقليعة تضمن تكوينا متخصصا لمختلف درجات ضباط أسلاك الجيش الوطني الشعبي وجيوش الدول الشقيقة والصديقة وفقا لبرنامج تكويني يعتمد على نظام «أل.أم.دي» وتحت وصاية كل من وزارتي الدفاع الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي، فإنّ حرص القائمين على المدرسة على التكوين المكمل من خلال تزويد المكتبة العلمية المحلية بمكتبة رقمية من 2200 عنوان وأجهزة حاسوب تحمل برمجيات حساسة بمعية أكثر من 10 آلاف كتاب باللغة الأجنبية و5 آلاف كتاب آخر باللغة الوطنية، يبقى من بين المسائل التي تحظى باهتمام أكبر بحيث يتمكن الطالب من خلال التقنيات المعتمدة التواصل مع أساتذته عن بعد سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. تجدر الإشارة إلى أنّ مدرسة الإشارة بالقليعة أنشئت لأول مرّة خلال الحرب التحريرية بالحدود الغربية للوطن قبل أن تتحول إلى العاصمة غداة الاستقلال وتمرّ بعدّة مراحل تنظيمية وفقا للتطورات الحاصلة بالجيش وإلى القليعة سنة 1986 وذلك على أنقاض مدرسة أشبال الثورة التي أنشئت غداة الاستقلال مباشرة واستقر بها الحال كمدرسة عليا للإشارة وفقا لمرسوم رئاسي برقم 08 / 65 صادر في أكتوبر 2008. وتنظم المدرسة دورات تكوينية للقيادة والأركان لمختلف أصناف الضباط ناهيك عن تكوين ضباط متخصصين في الإشارة على مدار 3 سنوات لنيل شهادة الليسانس، وذلك عقب انتهاء فترة التكوين القاعدي بالأكاديمية العسكرية لشرشال. ما يميّز التكوين هو تسجيل أوّل دفعة لشهادة الماستر خلال الموسم الحالي على أن تضمن المدرسة مختلف درجات التكوين وفق نظام «أل.أم.دي» مستقبلا.