أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، أمس، أن التعليم المهني لا يمتص حاليا سوى 3 إلى 4% من التلاميذ الذين ينتقلون من الطور المتوسط إلى الطور الثانوي، في حين كان من المفروض أن يتكفل بما لا يقل عن 30%. لدى تدخله على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أوضح مباركي أن التعليم المهني يجب أن يتكفل “بما لا يقل عن 30% من التلاميذ الذين ينتقلون من المتوسط إلى الثانوي(...)، إلا أنه في إطار نظام التوجيه المعمول به حاليا، فهو لا يتكفل سوى ب3 إلى 4% من التلاميذ”. وأشار الوزير، إلى أن “مسار التعليم المهني رأى النور مع إصلاح النظام التربوي الوطني لاستخلاف التعليم التقني الذي يضمنه قطاع التربية الوطنية”. وأضاف من جهة أخرى، أن “الكثير من المسارات المتعلقة بالتعليم المهني غير مضمونة في بلادنا”، مذكرا بأن البكالوريا المهنية تعتمد في الحقيقة على التعليم المهني. وأردف قائلا، “أنا متأكد أن كل التسربات المدرسية راجعة إلى هذا المشكل”، معتبرا أن “التوجيه السيّئ” هو السبب الرئيس للفشل المسجل في التعليم الثانوي. واقترح الوزير “تسوية مسألتي التوجيه والتسرب المدرسي بإنشاء مسار ملائم يستجيب لاحتياجات النظام التربوي الوطني”. واعتبر أن رفض التعليم المهني مرتبط كذلك بذهنية المجتمع الذي يفضل التعليم العام. كما أوضح أن عددا كبيرا من التلاميذ الذين فشلوا في البكالوريا، كان بإمكانهم النجاح في مختلف المجالات التقنية، على غرار الكهرباء والإلكترونيك والتكنولوجيا. وفي تطرّقه إلى قطاع التكوين المهني، أكد مباركي أن انشغاله الرئيس، يبقى تطوير طرق التكوين والاختصاصات المفيدة للتنمية الاقتصادية، موضحا أنه يتم إنجاز عمل على مستوى الولايات لتحديد حاجيات كل منطقة. وأوضح قائلا، إن هناك “لجاناً يترأسها ولاة تقيّد الحاجيات الخاصة بكل منطقة”، مضيفا أن الأمر يتعلق خصوصا، بإيلاء المزيد من الاهتمام لبعض القطاعات طبقا للتوجه الاقتصادي الوطني الجديد، منها الفلاحة والبناء والأشغال العمومية والسياحة