التضامن مبدأ ثابت للجزائر المغرب يستغل المأساة الإنسانية لتصفية حسابات اعتبرت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن قرار استقبال اللاجئين السوريين العالقين بالحدود المغربية، “أنبل عمل تقوم به الجزائر تجاه العمل الإنساني”، منددة ومتأسفة لاستغلال المأساة الإنسانية من قبل المغرب لأغراض سياسوية. وأكدت بن حبيلس أمس أن الجزائر تتعامل مع اللاجئين السوريين في إطار إنساني وليس ك “ملفات” تطبيقا لمبادئ سياستها الراسخة. قالت بن حبيلس من منبر “ضيف الشعب” إن تصفية الحسابات مع الجزائر من قبل المغرب، يمكن أن”تكون بطرق معمول بها وحضارية وليس باستغلال المأساة الإنسانية”، خاصة وأن اللاجئين السوريين المقدر عددهم بنحو 41 لاجئا يوجد ضمنهم أطفال صغار منهم من لم يتجاوز السنة، ونساء إحداهن حامل تحتاج إلى عملية قيصرية لتضع حملها”، بالإضافة إلى أن المنطقة المتواجدين فيها صحراوية، “ ونحن في شهر رمضان، فالجانب الديني والإنساني يحتم على بلادنا تقديم المساعدة الممكنة لمن هم في حاجة” ومواقف بلادنا معروفة وثابتة في هذا المجال”. أضافت بن حبيلس أن اتخاذ مثل هذا القرار وفي هذا الظرف بالذات “يبين مرة أخرى أن الجزائر بلد مضياف وأن سياسة الجزائر في هذا المجال تمتد جذورها من ثقافتها وقيمها “، وأحسن دليل على ذلك الأمير عبد القادر، والعمل الإنساني الذي قام به في حادثة دمشق سنة 1862، حين تعرضت مجموعة من المسيحيين إلى محاولة إبادة جماعية من قبل المسلمين فاستنجدت به وقد استجاب لندائها، ودافع عنها وأنقذ حياتها، وعندما سُئِل عن عمله هذا أجاب قائلا إنه نابع من عقيدته المحمدية ودفاعا عن الحقوق الإنسانية، ولفتت إلى أن عبارة الحقوق الإنسانية نطق بها الأمير عبد القادر قبل أن ينطقها “جان هنري دونانت “مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر سنة 1863. أوضحت بن حبيلس أن الجزائر اتخذت كل التدابير والتسهيلات، لاستقبال والتكفل بهؤلاء اللاجئين، مفندة أن يكونوا قد تعرضوا للطرد من طرف السلطات الجزائرية، وإنما حاول البعض منهم دخول المغرب، لأن لديه أهل أو أقارب هناك، ومنهم من لديهم عائلات بأوروبا، أرادوا أن يتوجه إليها عن طريق هذا البلد، مؤكدة أن “الجزائر التي تحتضن 40 ألف لاجئ سوري والتي تعتبرهم ضيوفا، لا يمكن أن تطرد نساء وأطفالا في شهر الصيام وفي ظروف قاسية كهذه “. وأبرزت في سياق الحديث أنه منذ الإعلان عن هذا القرار تم الاتصال بمكتب هيئتها المتواجد بولاية بشار، مؤكدة أن كل الاستعدادات والتدابير اتخذت لاستقبالهم في أحسن الظروف، حيث تم تحضير وتكييف مركز إيواء لائق، بالإضافة إلى طاقم طبي لضمان التغطية الصحية لهم نظرا للمأساة التي عاشوها على الأراضي المغربية، مفيدة أن الأشقاء السوريين إذا أرادوا مغادرة الجزائر فلا مانع من ذلك والمرجع هو بيان وزارة الخارجية. وليس هذا فحسب تضيف بن حبيلس، فالسلطات الجزائرية عملت على ضمان مستقبل اللاجئين السوريين المتواجدين بالجزائر من خلال الإيواء والتغطية الصحية والتعليم للأطفال من خلال الالتحاق بالمؤسسات التربوية وكل ذلك مجانا والأمن مضمون. وذكرت في الأخير بالعلاقة الوطيدة بين الجزائروسوريا سواء كانت تاريخية أو ثقافية، وأشارت إلى الموقف السوري تجاه الثورة التحريرية إبان الاحتلال الفرنسي، حيث كانت سوريا من أوائل الدول التي ساندت القضية الجزائرية.