سننهي الموسم بقوة ومباراتنا مع آرسنال وتشيلسي يتحدد وجهة اللقب يتحدث صخرة دفاع مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي في هذا الحوار الذي خص به الموقع الرسمي للفريق، عن النتائج التي حققها الشياطين الحمر هذا الموسم، ويقول إنّ الفريق قطع خطوات نحو التتويج باللقب وسيعمل على إنهاء الموسم بقوة والفوز بجميع المواجهات للبقاء في الصدارة، كما يؤكد أنه يكره الهزائم ولا يتحملها إطلاقا، فضلا عن العديد من الأمور الشخصية التي يكشف عنها لأول مرة. تحدثت في نهاية الموسم الفارط عندما كنتم تتأهبون لخوض آخر جولات السباق من أجل التتويج بالبطولة لكنها كانت خيّبة أمل كبيرة بالنسبة لكم؟ هذا صحيح، ففي الموسم الماضي كانت خاصا جدا بالنسبة لنا، لأننا كنا منشغلين بسباق التتويج لقب البطولة الذي لم تكن تفصلنا عنه سوى نقطة واحدة فقط، لذا لا أعتقد أننا كنا سيئين إلى هذه الدرجة أو أننا قصرنا في مهمتنا ولم نؤدها على أكمل وجه، وفي الحقيقة لقد كانت لنا بعض التعثرات المفاجئة وانهزمنا في مواجهة واحدة أو مواجهتين بطريقة مفاجئة وساذجة، وانهزمنا أيضا أمام في المباراة التي جمعتنا بتشيلسي، وهي المواجهة التي أعتقد أننا لم نكن نستحق الخسارة فيها بالنظر إلى الوجه الطيب الذي ظهرنا به فيها وسيطرتنا على كل مجرياتها في وقت اكتفى المنافس بالدفاع والتسجيل من لقطة واحدة، ولو فزنا بتلك المواجهة لكنا قد ضمنا التتويج بالبطولة في الأخير، وعلى كل حال في كل موسم ومهما كانت النتائج التي تحققها تخرج دائما في الأخير بمجموعة من القواعد والدروس التي يتعلمها اللاعب في مسيرته الكروية. وما هي الدروس التي استخلصتموها في الأخير؟ في الحقيقة لم نكن في قمة مستوانا خلال الموسم الفارط، فنحن لم نكن نلعب بالطريقة التي ينبغي علينا اللعب بها، وكانت لدينا العديد من النقائص التي حاولنا تصحيحها هذا الموسم، لأن مانشستر يونايتد فريقا كبيرا وعريقا، وله تقاليد كروية علينا إحترامها ومن بينها الطريقة التي نلعب بها، والتي تعتمد على السرعة والكرات القصيرة مع الضغط في الهجوم سواء داخل الديار أو خارجها. أمّا هذا الموسم فقد تحسنت الأمور تنوعا ما، وحتى وإن لازلنا بعيدين عن المستوى الذي أحلم شخصيا، إلا أننا تحسنا في بعض الجوانب وأصبحنا نلعب بأكثر فعالية واندفاع بدني، وهو ما مكننا من تحقيق العديد من النتائج الإيجابية والبقاء دون هزيمة لمدة طويلة. لكن الفريق خسر بعض المواجهات في الفترة الأخيرة فكيف كان ردّ فعلكم اتجاه ذلك؟ في الحقيقة أعترف لكم أنّي لاعب يكره الخسارة مهما كان نوعها، وحتى في التدريبات أو المباريات الودية لا أتحمل الخسارة، وقد تتفاجؤون إذا قلت لكم إنّي حتى في الألعاب الإلكترونية لا أتحمل الهزيمة أيضا، فكيف تريدني أن أقبلها في مباريات من أعلى مستوى ومع الفريق الذي أعشقه حتى النخاع، كما أنّي في السابق كنت أبكي لمدة طويلة بعض المواجهات حزنا على خسارتنا، وهنا أذكر أننا لعبت إحدى الدورات الكروية في الحي عندما كنت صغيرا، والفريق كان يضم خمسة لاعبين فقط، حيث أخذني أبي لوحدي وحدثني عن ضرورة تقبل الهزيمة بعدما قمت بالصراخ على جميع زملائي يومها، إلى درجة أنّي تسببت في بكاء زميل لي بعدما اتهمته بالتخاذل وعدم اللعب بكل قوة من شدة الخوف من التدخلات فوق الميدان، لكنني لم أكن أقصد ذلك بطبيعة الحال، وإنما طبعي وشخصيتي هي التي دفعتني للقيام بمثل ذلك التصرف لأنّي أتحمل الخسارة أبدا. وكيف تتعامل إذن مع هزائم فريقك؟ اللاعب ومهما كان طبعه عليه أن يخضع لقواعد اللعبة التي يمارسها، وكرة القدم لعبة جماعية تحتمل الخسارة مثلما تحتمل الفوز، ومثلما نفرح بالانتصارات علينا أحيانا أن نكون رياضيين ونقبل الهزائم بكل روح رياضية، لكنني شخصيا أجد صعوبة في ذلك ولا أتحمل الهزيمة، لذا لا أظن أنّي سأتغيّر بعد كل السنين الطويلة التي قضيتها في الميادين خاصة وأني في نهاية مشواري، وحتى أكون صريحا معكم، عندما أصل إلى الدرجة التي أصبح أرضى فيها بالهزيمة ويزول هذا الإحساس عنّي سأتوقف عن اللاعب وأعتزل الميادين بصورة نهائية. هل تمكنت في السابق من إبكاء فيدا؟ (يضحك)، أجل أعتقد ذلك، فهو الآخر لاعب لا يتحمل الخسارة أبدا وهما كانت طبيعة المواجهات، إنه مثلي يتطلع دائما إلى تحقيق الفوز، وينتمي إلى فئة اللاعبين الذين يحبون الفوز حتى في التدريبات أو المباريات المصغرة في الأحياء أو حتى في الألعاب الإلكترونية، وفي الحقيقة نحن نتحدث دائما حول هذه النقطة في غرف تغيير الملابس، وبالخصوص مع كارينغتون، وبعد أي هزيمة نقوم بتحليل المواجهة والتعرف عن الأسباب التي دفعت بنا إلى الخروج خائبين من تلك لمواجهة حتى نتفادى تكرار نفس الأخطاء في المستقبل. بقدر كرهك للهزائم فقد تمكنت من تحقيق بعض التحولات هذا الموسم فهل ينطبق ذلك على الفريق؟ أظن أنّ النتائج التي حققناها هذا المسوم والانتصارات العديد التي سجلناها تبقى تعبر عن نفسها وكفيلة للحديث عن الفريق ومستواه، فقد أكدنا في العديد من المناسبات أننا نملك سلطة القرار وقادرون على قلب الموازين في أي لحظة من اللحظات، كما أنّ كل الأندية التي تواجه مانشستر يونايتد الآن تدرك تمام الإدراك أنّ المواجهة لا تنتهي إلا بعدما يقوم الحكم بالإعلان عن صافرته، وما عدى ذلك فنحن قادرون على الضرب بقوة حتى في الثواني الأخيرة، لأن قاعدتنا وفلسفتنا هي مواصلة اللعب بنفس العزيمة إلى غاية النهاية، بغض النظر عن عدد الأهداف التي نتأخر بها في النتيجة أو الدقائق المتبقية في لوح الترقيم، وهذه الفلسفة أصبحت مرتبطة بالفريق وتعكس تاريخه منذ سنوات عديدة، وهنا أضيف شيئا آخرا حول هذه النقطة. بطبيعة الحل ما هو؟ لو تنظرون إلى الإحصاءات الخاصة بالبطولة الإنجليزية الممتازة وتدققون في النتائج، تدركون أنّ مانشستر يونايتد هو الفريق الذي حقق أكبر عدد من الانتصارات في الدقائق الأخيرة، وهذا سرّ من أسرار نجاح الشياطين الحمر وأمر لا يمكن لأي فريق آخر القيام به مثلنا لأنه من منتوج الفريق لوحده. صراحة هل تلمسون في بعض الأحيان نوعا من التخوف لدى منافسكم بعدما تتمكنون من العودة في النتيجة وتدارك تأخركم؟ في الحقيقة، في كل مرة نكون فيها منهزمين ونتمكن من ترجيح الكفة وتعديد النتيجة، ألمس لدى منافسينا أنهم يدركون تمام الإدراك أننا لن نكتفي بالتعديل فقط، وإنما سنواصل ضغطنا واللعب بنفس الطريقة حتى نسجل هدف الفوز. صراحة لم يسبق لنا وأن عدنا إلى الوراء بعد تعديلنا للنتيجة، لأنه لا نفكر بهذه الطريقة والتعادل لا يرضينا على العموم حتى في المواجهات التي نخوضها خارج الديار، فنحن دائما نتطلع إلى تحقيق الفوز وتسجيل الأهداف، وقد تمكنا من تحقيق ذلك في العديد من المناسبات، وحتى الأندية التي تواجهنا تعلم ذلك وتدرك أننا لن نستسلم ونفقد الأمل مهما حصل. وما دور السير أليكس فيرغسون من كل ذلك؟ أنت في صلب الموضوع، فالسير أليكس فيرغسون أصبح رمزا من رموز مانشستر يونايتد، والرجل الذي تمكن من غرس ثقافة الفوز في أذهان اللاعبين بفضل العمل الكير الذي يقوم به في الفريق منذ سنوات طويلة جدا، وبالتالي فهو صاحب الفضل في المنطق الذي نعتمد عليه وبحثنا المتواصل عن الفوز مهما كانت الظروف التي نلعب فيها، وصراحة هذا الأمر هو الذي جعلني ألعب في مانشستر وأبقى في هذا النادي رغم كل العروض التي وصلتنا من أكبر الأندية الأوربية، لأنّي لاعب يهوى الفوز ولا يتحمّل الخسارة تماما مثل مانشستر. المرة الأخيرة التي أنذرت فهيا تعود إلى مارس 2009 خلال المواجهة التي جمعتكم بليفربول فكيف تفسر هذا الأمر؟ أظن أنّ الأمر له علاقة بالطريقة التي أدافع بها، لأنّي لا أرتمي على المهاجمين. أنتظر دائما اللحظة المناسبة من أجل التدخل والاعتداء عليهم في الحدود القانونية التي تسمح بها اللعبة، فأنا دائما أبحث عن استعادة الكرة بطريقة نظيفة وذكية وليس ارتكاب الخطأ، وحتى أكون صريحا معكم إلى أبعد الحدود، فالحظ لعب دورا كبيرا في بقائي دون إنذار، وحتى بعض الحكام كانوا جد متسامحين معي عندما كان اللقطة تستلزم الحصول على بطاقات صفراء، بذل القول إنّ الأمر لا يتطلب وجود سرّ معيّن، وإنما العمل خلال التدريبات منن أجل تحسين طريقة تدخلاتك على المهاجمين، والبحث دائما عن استرجاع الكرات في أحسن الوضعيات وبطريقة نظيفة حتى تبقى بدون إنذارات، هذا كل ما في الأمر. لكن الأغرب هو أنك لم تكن كذلك في طفولتك؟ (يضحك)، هذا صحيح، فعندما كنت صغيرا لم أكن رياضيا بالدرجة التي أنا عليها الآن، وكنت سريع النرفزة وخاصة بعد تعرضنا للخسارة، وأتذكر أنّي تعرضت للطرد من قبل الحكم في إحدى المناسبات بعدما تشاجرت مع احد لاعبي المنافس أثناء المباراة، وكان ذلك في إحدى دورات ما بين المدارس، وحتى عندما كنت أدرس لم أكن مشاغبا كثيرا، حتى وإن كنت كثير الكلام في القسم. الكثير يؤكدون أنّ مواجهتكم لآرسنال وتشيلسي ستحدد اللقب رغم أنّ الموسم بقي فيه سبع مباريات أخرى قادرة على تحديد وجهة اللقب؟ صحيح، فنهاية الموسم ستكون صعبة جدا علينا، ونحن مطالبون بالتفوق على آرسنال وتشيلسي إن كنا نريد البقاء في الصدارة وتعزيز حظوظنا في التتويج باللقب، لكن الفوز بهذين المواجهتين لا يجلب لنا أكبر عدد من النقاط، وإنما ست نقاط فقط مثلما هو عليه الحال في المواجهات الأخرى، التي ينبغي علينا الفوز بها أيضا مهما كلفنا ذلك من ثمن، وصراحة نهاية الموسم عادة ما تكون حاسمة ومحددة لمصير كل الأندية سواء تلك التي تتصارع على تحقيق البقاء أو التتويج باللقب واحتلال المراتب الأولى، لأن الجميع سيرمي بكل ثقله ويستخدم كل أوراقه الرابحة، كما أن النقاط ستزداد قيمتها أكثر فأكثر مع مرور المباريات، وهنا يظهر عامل الخبرة الذي سيصنع الفارق بكل تأكيد لصالح أكثر الأندية تجربة في مثل هذه المواقف الحاسمة. لكن مانشستر أكبر الأندية خبرة في الدوري الإنجليزي؟ صحيح، وهذا عامل سنعمل على استغلاله وتوظيفه لصالحنا من أجل صنع الفارق والتتويج في نهاية الموسم، كما أننا ندرك مسبقا أن التتويج باللقب سيلعب خلال المواجهات الكبيرة والأخيرة، وبالتالي علينا أن نكون في المستوى ونحقق كبر قدر من الانتصارات في الفترة المقبلة، حتى لا نهدر كل ما قمنا به وتذهب أتعابنا طيلة المسوم أدراج الرياح، لذا أؤكد لكم أننا سنحاول إنهاء الموسم بقوة والحفاظ على الصدارة حتى آخر جولة، وهذا الأمر يتطلب منا الفوز بجميع المواجهات المتبقية لنا، وسنعمل على إنهاء هذه المهمة بنجاح. رؤوف. ب/ بتصرف عن موقع مانشستر