وضع المنتخب التونسي حدا لطموح العرب في كأس إفريقيا الحالية بعد إقصائه في الدور ربع النهائي أمام المنتخب الغاني الذي يتجه نحو استعادة مجده الضائع على اعتبار انه لم يتوج باللقب القاري منذ دورة ليبيا 1982. وتعد هذه المرة الأولى التي ستغيب فيها المنتخبات العربية عن الدور نصف النهائي في العشر سنوات الأخيرة التي عرفت سيطرة دول شمال إفريقيا على هذه المنافسة بعد تتويج تونس بدورة 2004 ومصر بالثلاث دورات الأخيرة. وخيبت المنتخبات العربية الأربعة الآمال التي كانت معلقة عليها سيما المنتخب المغربي الذي كان أضعف منتخب عربي في هذه الدورة بعد كسبه لثلاث نقاط فقط في الدور الأول، وهو الذي كان مرشحا للتتويج باللقب قبل بداية الدورة، في الوقت الذي غادر فيه المنتخب الليبي ايضا من الدور الأول، لكن برصيد أربع نقاط. واكتفى المنتخب السوداني بالتأهل الى الدور الثاني بعد غياب طويل عن هذه المنافسة، بعد ما خانت التجربة صقور الجديان في أمم إفريقيا، بينما استسلم نسور قرطاج أمام النجوم السوداء. وعرفت الدورة الحالية لأمم افريقيا غياب كل من مصر والجزائر بعد فشلهما في التأهل خلال التصفيات، وهو ما انعكس سلبيا على المشاركة العربية، بالنظر للخبرة التي يتمتع بها كلا المنتخبين في هذه المنافسة، بعد ما توج المنتخب المصري بآخر لقب، ووصل المنتخب الوطني الى الدور نصف النهائي. وكشف عزالدين آيت جودي المدرب السابق للمنتخب الوطني الأولمبي ان المنتخب التونسي استفاد كثيرا من تجربة منتخب المحليين، وكان بإمكانه بلوغ المربع الذهبي، لأن مباراته امام غانا لعبت على تفاصيل صغيرة. وأوضح آيت جودي في تصريح للشروق امس ان المنتخب المغربي خرج من الدور الأول، لأن لاعبيه اعتقدوا انهم فازوا بكأس افريقيا قبل لعبها، بينما قال ان نتائج كل من السودان وليبيا كانت منتظرة بسبب نقص تجربتهما في مثل هذه المنافسات. بلومي في تصريح للشروق:"المنتخبات الإفريقية تتطور، بينما لازال عرب إفريقيا يتخبطون في نفس المشاكل، رغم اني اعترف ان الظروف السائدة في الكثير من الدول اثرت سلبا على منتخباتهم".. وشدد آيت جودي ان كأس افريقيا الحالية أثبتت ان المدرب المحلي بإمكانه قيادة المنتخب الوطني لبلاده: "انا اعتز كثيرا بالنتائج التي حققها سامي الطرابلسي رفقة المنتخب التونسي، كما ان المنتخب السوداني تأهل إلى الدور الثاني بقيادة مدرب محلي ايضا". وارجع لخضر بلومي اللاعب الدولي الأسبق الخروج الجماعي للمنتخبات العربية من المونديال الإفريقي الى التفكير الضيق لجل اللاعبين العرب الذين كثيرا ما يقدمون مصلحتهم الخاصة على المصلحة العامة. وقال بلومي في تصريح للشروق: "المنتخبات الإفريقية تتطور، بينما لازال عرب إفريقيا يتخبطون في نفس المشاكل، رغم اني اعترف ان الظروف السائدة في الكثير من الدول اثرت سلبا على منتخباتهم". وبدا صاحب الكرة الذهبية الافريقية سنة 81 متشائما حول مستقبل منتخبات عرب إفريقيا التي قال أنها تحتاج الى أربع او خمس سنوات لتجاوز المرحلة الحالية. من جهته أثنى المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان على الأداء الذي المنتخب التونسي في "الكان" رغم خروجه في الدور ربع النهائي، مشيدا في ذات السياق بالأداء المقدم امام المنتخب الغاني، حيث قال: "تونس قدمت فريقا شابا ومتوازنا، وأمام غانا كانت أخطر وأظهر الفريق تفوقا واضحا، خاصة من الناحية البدنية". وأكد سعدان ان إقصاء ليبيا مبرر بالنظر لمستوى الكرة هناك وعدم استقرار البلاد، في الوقت الذي اعتبر فيه خروج المغرب بالخيبة الكبيرة للدورة، لأنه يملك قدرات فنية كبيرة بالنظر للاعبين الذين يضمهم الفريق، غير ان نقص خبرة غيرتس في مثل هذه المنافسات حرمت المغرب من الذهاب بعيدا في هذه المنافسة. واعتبر محمود الجوهري المدرب السابق للمنتخب المصري ان غياب بعض المنتخبات أثر سلبا على المستوى العام لأمم إفريقيا وخص بالذكر كل من الجزائر ومصر.