بعد إعلان التقويميين نهاية الأسبوع الفارط عن اعتماد وزارة الداخلية نتائج مؤتمرهم المنعقد باسم حركة الإصلاح الوطني في الفاتح مارس الجاري، وقبل أيام من انتهاء آجال تقديم الترشيحات، تقربنا من الشيخ عبد الله جاب الله للاستفسار عن الوضع الذي بلغه النزاع بين الفريقين، خاصة وأن جاب الله كان قد قدم طعنا إداريا لدى وزير الداخلية حول المؤتمر ينتظر الرد عليه هذه الأيام. جاب الله أجب على أسئلة "الشروق اليومي" في انتظار ما سيسفر عنه لقاءه الثاني مع وزير الداخلية المنتظر لنهار اليوم أو غد. أعلن التقويميون قبل أيام أنهم حصلوا على الاعتماد الرسمي من وزارة الداخلية، كيف تعاملتم مع هذا الإعلان؟ تقدمنا بطعنين مؤسسين تأسيسا لا يقبل الرد، طعن متعلق بالرخصة التي منحت لهؤلاء الأفراد، وقد بين الطعن عدم قانونية الرخصة.. منحت للجنة تحضيرية ليست لها صفة وليست صاحبة حق وسلمت لأشخاص تمّ فصلهم تنظيميا من الحركة بتاريخ 14 / 12 / 2004 وأكد القضاء ذلك بحكم قضائي نهائي صدر من مجلس قضاء الجزائر في 06 / 12 / 2006. وطعن متعلق بالمؤتمر المزعوم الذي تمّ عقده فاتح مارس بدون احترام الإجراءات المتعلقة بذلك سواء من حيث توجيه الدعوة أو من حيث اختيار الأفراد و تمكين أصحاب الصفة من المشاركة، وقد دامت الأشغال ساعتين ونصف.. وقدمنا بذلك طعنا مفصلا وقعه أصحاب الصفة ووقعوا على توقيعاتهم والملف موضوع بين يدي الإدارة، ونحن ننتظر جوابهم لحدّ الساعة ولم نتلق بعد أي رد. ألم يجب وزير الداخلية على طعنك الإداري مثلما كنت تنتظر؟ لقد طلبت الأسبوع الماضي مقابلة وزير الداخلية وكان لي اتصال مع رئيس ديوانه وأكد أن الوزير سيستقبلنا خلال أيام ونحن في انتظار تحديد الموعد، لكن أعتقد أنه اليوم أو غدا. وماذا عن الصيغة التوفيقية التي تحدث عنها رئيس الحكومة بلخادم؟؟؟؟ لازالت القضية مطروحة لدى مجلس الدولة وإذا أرادوا أن يعلقوا تعاملهم مع الحركة فعليهم أن ينتظروا قرار مجلس الدولة، لكن بالنسبة لنا هذا دليل على عدم قانونية و عدم شرعية الرخصة والمؤتمر. أما الصيغة التوفيقية، فهذا أمر يحتاج إلى نقاش وبحث وهو ما لم يتم لحد اليوم، ولعله سيكون موضوع من مواضيع النقاش مع الوزير في اللقاء المنتظر. ألا تخافون انقضاء الآجال؟ هذا سؤال مهم، لأن المشاركة في الانتخابات تحتاج إلى استعداد كبير وإعداد أكبر، لأن تحضير القوائم يحتاج إلى جهد متميز وفيه من المشاكل والإحراجات ما لا يخفى على أحد، ومن ثم فالوقت بالغ الأهمية والمتبقي جدّ قصير وسيطرح عديد الإحراجات أمامنا، ولكن مع هذا سيحث هذا الأمر على العمل بقاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله". إن الأولوية عندنا اليوم، هي معالجة قضية الحركة، أما مسألة الانتخابات، فمتروكة لاجتهاد الولايات، وإذا وقع الاتفاق مع الوزارة لتمكيننا من المشاركة فسندرس الأمر دراسة وافية تفضي إلى ضمان المشاركة. من التحق من القياديين بالتقويميين؟ أنا معلوماتي هو أن الصف متماسك وثابت على موقفه وخياره ورافض للمؤامرة وتداعياتها ومصمم على ذلك وقد رفعنا شعار "لا وهن، لا ضعف، لا استكانة". هل لا زلتم تنادون لمؤتمر جامع بعد كل ما جرى؟ دعونا مرارا لمؤتمر جامع، والمؤتمر الذي كنا ننوي عقده مؤتمر جامع بالأساس، وكانت النية توجيه الدعوة لكل المعنيين الوارد ذكرهم في القانون الأساسي والنظام الداخلي ولا نزال على هذا الرأي. حتى من تم اقصائهم بقرار قضائي؟ قد كان جوابي واضحا وقد علّمنا الإسلام أن التسامح والعفو أفضل من الانتقام وأن اللين في القول وحسن الكلام أفضل من الشدة والغلظة، و السعي في جمع الشمل ووحدة الصف أفضل من الفرقة والخلاف، ونحن نرفع هذه المعان في سلوكنا وعلاقاتنا ومواقفنا، لأننا نبتغي بهذا العمل الأجر والثواب وليس لنا من هدف آخر متعلق بأغراض هذه الدنيا... لماذا انتظرتم عشية الانتخابات لحل مشاكل الحركة المعلنة منذ سنة 2004؟؟ إن المسؤولية في ذلك ملقاة على عاتق الوزارة فقد تقدمنا بعده طلبات للترخيص بعقد المؤتمر، كان أولها ديسمبر 2004 وثانيها بداية جويلية 2005 وثالثها بداية أكتوبر 2006 ورابعها فبراير 2007. يقال إن ما يحصل لجاب الله حاليا هو عقاب له على موقف تبناه من المصالحة، باحتضان قياديي الفيس العائدين من المنفى؟؟؟؟ أنظر إلى مثل هذه العقبات والتحديات بنظرة قرآنية إسلامية بحتة وهي ابتلاء، والابتلاء وسام شرف يعلق في جبين صاحبه إذا صبر عليه وواصل العمل على الطريق الذي ارتضاه لنفسه، مما تقوم له الأدلة وتنهض به الحجج. لذلك فأنا لست قلقا ولا محتارا ولا مضطربا، بل مطمأن النفس وهادئ البال وقوي العزيمة على الاستقرار في النضال. بدأت في هذا العمل بفضل الله منذ قرابة 40 عاما (1969)، وقد عرفنا في مسيرتنا العديد من العقبات، كان معظمها من النظام ولم تتوقف المسيرة ولم تنل من عزيمتنا، وما يواجهنا اليوم هو نوع من أنواع العقبات ولن يوقف المسيرة بإذن الله.لأن العدوان الواقع علينا لا يقرّه الإسلام ولا الديمقراطية. الشيخ جاب الله تتمسك بالديمقراطية و المنشقين عنك يشتكون استبدادك برأيك وغياب الديمقراطية في تسييرك للحركة؟؟؟ من القواعد الأخلاقية المعروفة بين العلم والتقى والرأي والتجربة أن القول السيء الذي يقال من الخصوم تبريرا للخصومة لا يلتفت إليه. وهؤلاء ما قالوا ما قالوه إلا بعدما قرّروا الذهاب في الخصومة حين قربت مواعيد عقد المؤتمر وتشكلت لجانه وتحددت فترة انعقاده، ولذلك فمثل هذا الكلام لا يلتفت إليه، لأنهم لو كانوا صادقين لقالوا في السنوات الأولى لتأسيس حركة الإصلاح ولو كان حقا لوافقهم عليهم الأعضاء القياديين جميعا وفي طليعتهم أعضاء مجلس الشورى الوطني، ولعل المتتبع لبيانات مجلس الشورى الوطني والمكاتب الولائية والندوة الوطنية للإطارات فبراير 2005 والتي حضرها 900 إطار مسؤول في الحركة وندوة المنتخبين أوت 2005، 1100 منتخب يجد أن كل بيانات تلك المؤسسات والندوات قد فندت مزاعم هؤلاء وردتها. لماذا يحصل لك هذا في كل مرة؟؟؟هل يبني جاب الله الأحزاب لتنزع منه؟ أما قولك لماذا يحصل هذا، فتلك ببساطة سنة في سنن الله في الجماعات والتنظيمات تشكو منها التنظيمات في الجزائر وغيرها في هذا الزمن وغيره، وفي قصة طالوت عبرة لمن كان له فقه - وهي عائدة إلى غلبة أغراض الدنيا ومطامعها على البعض، تدفعهم للسير في مسارات بعيدة عن الدين والخلق وخارجه عن الأطر التنظيمية وقواعد سيرها، لأن من يملك رأي مخالف يطرحه داخل مؤسسات الحركة ويقنع به. يقولون انك لا تمنح احد فرصة التعبير عن رأيه؟ أما قوله أنني لا أعطيهم فرصة فمن الكذب الواضح، لأني لا أحضر اجتماعات مجلس الشورى واكتفى بإلقاء خطاب افتتاحي، فكيف يقال عن شخص لا يحضر اجتماعات أكبر المؤسسات أنه يمنعهم من إبداء آرائهم ويصادر مقترحاتهم؟ لماذا لا تحضر مجلس الشورى و أنت رئيس الحركة؟ يمنعك القانون أم تنازل منك؟ إن عدم حضوري لمجلس الشورى الوطني كان برغبة مني حتى لا يحس أعضاء المجلس وهم يناقشون المواضيع المطروحة عليهم بأي حرج، ومع هذا سمح هؤلاء المغرر بهم لأنفسهم بترويج أكاذيب عني بالاستبداد واحتكار الرأي ومصادرة الرأي الآخر. ويقولون أنك تصرفت في أموال الحركة مثلما تكون ملكا لك؟ من أكبر الافتراءات المروجة بغرض النيل من المصداقية ونقول إزاءها حسبنا الله ونعم الوكيل، لأن أموال الحركة في حساب جاري بالبنك وهي تسير بالقيد المزدوج مثلما ينص القانون، وتتم لدى محاسب مالي معتمد والذي يتولى مناقشة التقرير المالي والأدبي في كل دورة عادية مجلس الشورى وقد دأب على ذلك بمتوسط 3 مرات في السنة وقد ناقش خلال 5 سنوات 15 مرة التقريرالأدبي والمالي وقد كان يعقد اجتماعاته أيامها تحت رئاسة أحدهم وبحضورهم جميعا ولم يثر مثل هذا القول خلال كل تلك السنوات. إذن نقول أن منهم من يدس المشوشين على الشيخ جاب الله في كل مرة، وقد سبقت قبلها تجربة النهضة؟ معركتي ليست مع هؤلاء فهم أنفسهم ضحايا المكر والكيد وقد نفذ الماكرون إليهم من باب الطمع والحرص على مصالح الدنيا. فقد جبن الماكرون لمواجهتي بشكل مباشر فلجأوا إلى حربنا بالوكالة، فمعركتي الحقيقة إنما هي مع التيار التغريبي الإستئصالي النافذ في القرار، وهي معركة مشروع ومبادئ وقيم، أما نحن فمهما وضع أمامنا من عقبات فنحن مستمرون في الدعوة والعمل والنضال ومهما كثرت العداوات فنحن مستمرون وصابرون. والنصيحة عندنا مقدمة على الإشاعة والفضيحة والتسامح والحب مقدم على الإنتقام والبغض. وستستمر باذن الله في أداء الواجب بكل الوسائل اللازمة والمناسبة لأننا دعاة أصحاب حق ودعاة خير وعدل وطلاب أجر وثواب عند الله لأشخاصنا ونصر وتمكين لمشروعنا. هل تعرف أعداءك؟ إنني لا أعرف هؤلاء بأشخاصهم ودواتهم وما عندي من معطيات يسمح بالظن الغالب لا يسمح بالجزم واليقين، ولا يهمني كثيرا معرفة أشخاصهم ويكفيني من ذلك أنني أعرف سياساتهم ومواقفهم وصورا من أنواع مكرهم وكيدهم وأملي أنه يأتي اليوم الذي يذهب فيه هؤلاء إما بجريان سنة الله عليهم في الخلق، وإما بالتوبة والإنابة للحق. لكن تواجدكم في البرلمان القادم مرهون؟ لعل من أهم دواعي وأسباب التكالب على الحركة وتنامي الكيد لها حتي أخذ أشكاله وصورة الأخيرة هو ما تتمتع به الحركة بقيادتها الشرعية من مصداقية شعبية واسعة، فلما قربت الإنتخابات وفشلت أنواعها السابقة في النيل من مصداقيتنا بل جاءتهم بنقيض ما أرادوا، وازدادت شعبيتنا خافوا من أن تحصل لهم المفاجأة في الإنتخابات فلجأوا إلى مالجأوا إليه من إجراءات تهدف إلى إبعاد الحركة عن المشاركة وإضعاف قدرتها في المشاركة والمنافسة. ومثل هذه الممارسات غير ديمقراطية وممارسات مبنية على سوء الظن في وطنية الآخرين، لو أرادوا لعلموا عمق وطنيتنا وقوة غيرتنا على هذه الدولة ومصالح هذه الشعب وشدة حبنا واحترامنا للآخرين - وان فوزنا هو قوة إضافية للدولة والوطن تزيد في مصداقيتهما وترفع من قدر التجربة الديمقراطية في الداخل والخارج وتعمق من ثقته الشعب في نوايا السلطة في تنظيم هذه الانتخابات. حاورته : غنية قمراوي:[email protected]