خرجت عشرات المواطنين المنضوين تحت لواء "حركة مواطنة" بينهم قيادات ومناضلون من أحزاب، الأحد، في وقفة احتجاجية بساحة "أودان" وسط العاصمة، وسط استنفار أمني، تراوح بين محاولات المنع أحيانا والتساهل أحيانا أخرى، فيما بدا تكتيك لتفادي حدوث انزلاقات، حيث قطع أعوان الشرطة الشارع المؤدي إلى ساحة البريد المركزي في نقطة تماس مع نفق الجامعة بعربات مصفحة ليتم محاصرة المتظاهرين. اكتست ساحة "أودان"، منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، حلة زرقاء بتواجد أمني، فيما تكفلت طائرة الهيليكوبتر التابعة للوحدة الجوية للأمن، بإيقاظ السكان بعد أن ظلت تحوم على ارتفاع منخفض في السماء، تحسبا للمسيرة التي دعت إليها حركة "مواطنة"، فعلى مستوى ساحة "أودان" والشارع المؤدي إلى ديدوش مراد اصطفت المدرعات وشاحنات نقل قوات مكافحة الشغب والسيارات الرباعية الدفع لفرقة البحث والتحري، دون الحديث عن جزء كبير من عناصر الأمن الذين كانوا بالزي المدني، مرت الدقائق، وظل الجميع يترقب وصول المشاركين في المسيرة والذين توافدوا في حدود الساعة العاشرة صباحا، قبل أن ينضم إليهم عدد من قيادات الأحزاب والشخصيات المعارضة. التجمع لم يجذب الكثير من المشاركين، مقارنة بمسيرات الجمعة، في وقت ردد فيه المتجمعون شعار "الجزائر حرة ديمقراطية"، "نريد التغيير"، فيما حاصرت قوات مكافحة الشغب ساحة أودان، مما تسبب في التوقف التام لحركة المرور، وبالمقابل اعتقلت قوات الأمن في بداية الوقفة عددا من المشاركين، قبل أن ينضم عشرات الحاضرين للتجمع ويرفعوا شعارات تطالب بالديمقراطية، في حين أكدت مصالح الشرطة أنه سيتم إطلاق الموقوفين فور فض الاعتصام. احتجاج "مواطنة" الذي شارك فيه سياسيون وحقوقيون على غرار سفيان جيلالي، رئيس حزب الجيل الجديد، والمحامية زبيدة عسول رئيسة حزب الإتحاد من أجل التغيير والرقي، والأستاذ عبد الغاني بادي، والحقوقي مصطفى بوشاشي، لم يكن على شاكلة مسيرة الجمعة، حيث أكد عدد من المواطنين الذين انتقلوا إلى ساحة أودان من باب الفضول ل"الشروق"، أن الشعب "لا يريد تحزيب المظاهرات"، بل "التغيير" بطريقة سلمية ولحساب الجزائريين.