على الرغم من مضي حوالى أربع سنوات كاملة إلا أن عائلة "غوافرية" المقيمة ببلدية عين بن بيضاء بأقصى الجهة الشمالية الشرقية لولاية قالمة لازالت تطالب بكشف الحقيقة الكاملة لقضية مقتل ابنها عبد العزيز البالغ من العمر 26 سنة في ظروف لازالت غامضة بالنسبة لها وللجهات القضائية. وحسب نص المراسلة الموجهة إلى الرابطة الولائية لحقوق الإنسان والتي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها. فإن وقائع هذه القضية اللغز ترجع إلى تاريخ 10 سبتمبر من سنة 2003 وفي حدود حوالى الساعة الثامنة والنصف من ليلة ذلك اليوم عندما كان المرحوم غوافرية عبد العزيز متواجدا بالمشتة التي يحرس فيها ممتلكات العائلة، قبل أن يتعرض إلى اعتداء بسلاح ناري تسبب في قتله بعد تلقيه لست 06 طلقات نارية كاملة في أنحاء مختلفة من جسمه، وبعدها تم ذبحه بطريقة وحشية من الوريد إلى الوريد. وخلال التحقيق الابتدائي في هذه الجريمة النكراء، وجهت العائلة وقتها أصابع الاتهام إلى أحد الأشخاص الذي يقيم بالقرب من مسرح وقوع الجريمة وكان على خلاف دائم ومستمر مع الضحية، وقد دعمت عائلة المرحوم اتهامها هذا بما اعتبرته دليلا ماديا قاطعا بعد أن عثر أحد الرعاة على بندقية الضحية مخبأة بالقرب من مسكن الشخص المشتبه فيه، وعلى الرغم من ذلك -تضيف المراسلة- فإن المحققين في الجريمة غضوا الطرف عن هذا الاشتباه ورفضوا التحقيق مع الشخص المشكوك فيه من طرف العائلة على أساس أنه متهم، بل بالعكس فقد تم سماعه في هذه القضية على أساس أنه شاهد فقط. ورغم إصرار أهالي المرحوم على مطالبتهم بضرورة إجراء الخبرة الباليستكية على بندقية المشتبه فيه ومقارنتها مع نوعية العيارات التي تم إطلاقها على الضحية والتي كان العيار القاتل فيها ذلك الذي أصابه على مستوى القلب حسب ما تثبته الخبرة الطبية، كان هذا لإزالة كل لبس والتأكد من أن بندقية المشتبه فيه ليست من السلاح المستعمل في ارتكاب هذه الجريمة، إلا أن المحققين أصروا على أن الضحية عبد العزيز ذهب ضحية عمل إرهابي قامت به جماعة رضا لعبيدي، لكنه وخلال مجريات التحقيق -تضيف المراسلة- فإن الإرهابي المتهم في هذه القضية قد توفي سنة 2002، أي تقريبا سنة كاملة قبل وقوع جريمة قتل غوافرية عبد العزيز. وعلى الرغم من كل الأدلة المقدمة في ذلك الوقت إلا أن المحققين أصروا على غلق ملف القضية وتحويله إلى العدالة ضد المسلح المتوفي سنة قبل وقوع الجريمة، وهو ما اعتبرته عائلة الضحية شيئا من الخيال ومن المستحيل، لتبدأ في رحلة الجري في أروقة المحاكم ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة قصد إزاحة الستار عن خلفيات هذه الجريمة، ومنه كشف الحقيقة التي تم طمس معالمها في بداية التحقيق بإلصاق التهمة في شخص متوفي سنة كاملة قبل الحادثة، ومنه توقيف القاتل الحقيقي الذي لازال حرا طليقا ودون حتى أن يخضع للتحقيق. عصام بن منية