نصرالدين السهيلي، مخرج تونسي، بزغ نجمه عن جدارة واستحقاق هذا الموسم بعد أن اقترن اسمه بمسلسل “أولاد الحلال” الذي تبثه قنوات الشروق، حيث يرجع له فضل كبير، في النجاح الذي حصده العمل. تقربنا منه لمعرفة رأيه حول نجاح المسلسل وفيما إذا كان يتوقع نجاح العمل. أجاب نصر الدين السهيلي بكل بساطة، أن أي عمل توفر له الإمكانيات المادية والبشرية، والظروف المناسبة، لابد له أن يلامس النجاح والتألق، وفي “أولاد الحلال”، اجتمع خيرة الممثلين الجزائريين، على عمل واحد كوّنوا عائلة مشتركة، رفقة أهالي الحي الشعبي، فتبنَوا العمل وكان النجاح. كما سألنا المخرج والممثل السهيلي عن الفكرة بحد ذاتها، من أين جاءت وأين تولَدت، فأفاد أن فكرة المسلسل مستمدة من قصة السيناريست رفيقة بوجدي، ليتم مراجعته فيما بعد من طرف الممثل عبد القادر جريو واسماعيل سوفيط، ورغم أنها فكرة خيالية لكنها مستنبطة من واقعنا المعاش، فهناك الكثير من الأحياء الشعبية، ليس في الجزائر فقط بل في أغلب الدول العربية، يعاني سكانها الويلات، في صمت وفي غياب محيَر للمسؤولين، فقد حاول طاقم العمل النزول من الأبراج العاجية والالتحام بواقع الشارع. المعادلة الصعبة، كانت كيف يحافظون على لذة الحكي وما يقدمه من خيال جامح والتحلي بالواقعية مع شيء من الموضوعية، حتى يتلقفه المشاهد بكل أريحية وكأنه يطل من شرفة الحي، وليس مشاهدة على التلفاز. وقد ساعد احتراف المخرج المتخرج من معهد الفنون والديكورEad، اختصاص الإخراج السينمائي لأنه في الأصل ممثل مسرحي، وساهم في بلورة العمل الفني، ودغدغة مشاعر المشاهدين، فقد سبق له المشاركة في عديد الأعمال المسرحية بالمسرح التونسي، وأدى أيضا عدة أدوار في أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية تونسية. مؤكدا أنها المرة الأولى التي يتعامل فيها، مع ممثلين من الجزائر، ولم يخف انبهاره بما يكتنزه الفنان الجزائري من إمكانيات رهيبة في الأداء والتقمص، وفي هذا الصدد قال “صراحة انبهرت بالمستوى العالي الذي يتميز به أغلب الفنانين، الذين شاركوا معنا في العمل الفني، أولاد الحلال، وهي المعطيات التي جعلتني أستغرب كيف لكل تلك الطاقات الإبداعية الرهيبة، لم تمنح لها الفرصة بعد لاقتحام العالمية، من أوسع الأبواب، مشيرا إلى بعض الأسماء التي هزَت كيانه وجعلته يعشق العمل ويبذل قصارى جهوده لإنجاحه، فمثلا جريو، يملك قلبا حنونا وهو عاطفي للغاية، بإمكانه زلزلة الأعمال الدرامية،عزيز بوكروني، جوهرة نفيسة ومعدن نادر، أعتقد شخصيا أنه لم ينل إلى حد الساعة نصف ما يستحق، الأستاذة حشماوي رائعة في الحضور وتقمّص الشخصية، أحمد بن عيسى، قامة فنية ثقيلة، كما فاجأني محمد خساني بقدرته على الاستيعاب وتغيير الملامح بين الجد والهزل، أحمد مداح، بركان سينفجر قريبا، احذروا هذا الممثل الخطير، قد يكون دينزل واشنطنالجزائري، ولا يسعني المقام للحديث عن كل الأسماء، بصراحة كلهم رائعون وتركوا في نفسي أثرا لن يزول”. ويعود المخرج سهيلي ليتحدث عن أفضل ذكرى وقعت له خلال أيام التصوير، حين التقى صدفة بقريب له، لم يلتقيا منذ سنوات، وكان ذلك بسوق لاباستي بوهران، فكان العناق والبكاء، حتى بكى معهم كل المارة، أما أسوأ لحظة عاشها، تتعلق بتصوير آخر لقطة من المسلسل بوهران، وبعدها الشروع في جمع وسائل العمل، معلنين على انتهاء عملية التصوير ومغادرة المدينة الجميلة وهران، التي عشقها لحد الجنون، وصار يعتبر نفسه فردا من أفرادها، ويتمنى من المولى عزَ وجل أن يسهل الأسباب ليعود لها ذات يوم، حتى وإن كان من باب السياحة فقط.