آليات جديدة للتبليغ عن الآثار الجانبية لما بعد التلقيح    وزير العدل يشرف على تنصيب رئيس مجلس قضاء قسنطينة والنائب العام لدى ذات المجلس    العدوان الصهيوني على غزة: أصبح من المعتاد إسكات الأصوات التي تتحدث عن الفظائع التي ترتكب في القطاع    فلاحة: السيد شرفة يبحث مع سفير اليابان آفاق توسيع التعاون الثنائي    الجزائر تتألق في المسابقة العالمية الجامعية للرياضيات    العدوان الصهيوني: استشهاد 70 فلسطينيا وإصابة العشرات منذ فجر اليوم    موجة حر وأمطار وزوابع رملية يومي الاحد والاثنين على عدة ولايات من الوطن    الصحراء الغربية : الإعلام الإسباني يفضح زيف الادعاءات المغربية و يؤكد الطابع الاستعماري للاحتلال    البنك الوطني الجزائري: تسجيل ناتج صافي يفوق 48 مليار دج سنة 2024    السيد ناصري يستقبل سفير جمهورية كوت ديفوار بالجزائر    أوبك+ : الجزائر وسبع دول أخرى تقرر زيادة في إنتاج النفط ب 547 ألف برميل يوميا ابتداء من سبتمبر المقبل    كرة القدم/البطولة الإفريقية للمحليين-2024 : المنتخب الوطني يجري أول حصة تدريبية بكمبالا    الألعاب الإفريقية المدرسية (الجزائر2025)/الفروسية: المنتخب الوطني يحصد 5 ميداليات منها 4 ذهبية    وزير النقل يكشف عن قرب تدعيم الرحلات الجوية الداخلية وإنشاء شركة وطنية جديدة    مشاريع تنموية جديدة تعيد الأمل لسكان بلدية مروانة بباتنة    ورشة إفريقية عبر التحاضر المرئي لتعزيز ملفات ترشيح التراث العالمي    شايب سفيان يشيد بمساهمة كفاءات الجالية في الجامعة الصيفية بعين تموشنت    اليوم الوطني للجيش : رابطة مقدسة مع الشعب وعقيدة دفاعية راسخة    الألعاب الإفريقية المدرسية /الجزائر2025/ : الجزائر حاضرة في أربعة اختصاصات في اليوم الثامن للدورة    تترجم نجاح سياسة الدولة في مجال إعادة التربية والتأهيل    معاينة مكثفة لمدى التزام التجار بمعايير النظافة والصحة    طالبنا بموقف أوروبي برلماني لوقف جرائم الاحتلال في غزة    الجزائر تنضم إلى شبكة نظام الدفع والتسوية الإفريقي الموحد    وفاة 13 أشخاصا و إصابة 503 آخرين بجروح    ناصري وبوغالي يهنئان المنتخب الوطني لكرة السلة    اليونيسف : أطفال غزة يحتاجون إيقافاً مستداماً لإطلاق النار    وزارة الثقافة والفنون تنظم ورشة تكوينية دولية حول التراث العالمي بالاشتراك مع صندوق التراث العالمي الإفريقي    شباك موحد خاص ب"قرض الرفيق"    كأس افريقيا للمحليين : أشبال بوقرة بأوغندا للمنافسة على اللقب القاري    "فنار" عنابة.. الحارس الملازم لمكانه منذ قرن ونصف القرن    التقشف ضرورة.. الفاف يهدد وقرارات تاريخية منتظرة    الجزائر تعود إلى مصاف الكبار في قطاع الطاقة    اختتام التظاهرة الثقافية بانوراما مسرح بومرداس..تقديم 55 عرضًا مسرحيًا على مدار أسبوع كامل    تصعيد الضغط على المخزن يتواصل    سحب فوري للترخيص ومنع الوكالات من تنظيم العمرة في هذه الحالات    تكريم المتفوقين في شهادتي "البيام" و"الباك"    المحامي سعيد موهوب... المعاق الذي يرافع من أجل الأصحاء    المنتخب الوطني يتوج باللقب العربي    الجلفة تنزل بزخمها ضيفة على عروس الشرق عنابة    أمواج دوّاس تعرض "الفتنة القرمزية"    سؤال واحد أعادني إلى رسم تراث منطقة القبائل    شركة إسمنت عين التوتة تْشيد بنتائج النوابغ    عمار طاطاي مربي الأفاعي والتماسيح يُبهر زوار "نوميديا لاند"    بوغالي يتمنّى مزيداً من النجاحات    فنلندا تستعد للاعتراف بفلسطين    تصعيد الضغط على المخزن    ضبط 600 قرص مهلوس بالسوقر    تجارة : تكثيف الرقابة على المواد الغذائية وشروط السلامة الصحية عبر الوطن    إبداعات تشكيلية تضيء جدران المتحف الوطني للفنون الجميلة    دعم التعاون بين الجزائر وزيمبابوي في صناعة الأدوية    تمديد أجل إيداع وثائق استيراد وسائل التجهيز والتسيير إلى غاية 15 أغسطس الجاري    راجع ملحوظ في معدل انتشار العدوى بالوسط الاستشفائي في الجزائر    فتاوى : الترغيب في الوفاء بالوعد، وأحكام إخلافه    من أسماء الله الحسنى.. الخالق، الخلاق    غزوة الأحزاب .. النصر الكبير    السيدة نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمع "صيدال"    الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات    رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق السويدان للشروق: العملاق الإسلامي سيبعث في العام 2030
نشر في الشروق اليومي يوم 01 - 06 - 2007

قال الداعية الإسلامي المعروف الدّكتور طارق السويدان بأنّ العملاق الإسلامي النّائم سيُبعث في العم 2030. وأوضح السويدان بأنّ عمليّة إيقاظ هذا العملاق الذي يمتد من طنجى على جاكرتا قد بدأت بعد نكسة 67، مُرجعا أسباب بعث هذا العملاق إلى ما سمّاه "التغيير" الذي تعيشه‮ الأمّة‮ الإسلامية‮.‬ وفي هذا الحوار الذي جمعه ب"الشروق اليومي"، يتحدّث السويدان عن راهن الأمّة ومستقبلها، وعن صناعة القيادات فيها، كما استقرأ الهزّات التي مرّت بها الأمّة واستخلص منها الدروس التي ستقود إلى النهضة.
* الشروق‮ اليومي‮: نريد‮ أن‮ نعرف‮ بداية‮ كيف‮ انتقل‮ الدكتور‮ طارق‮ السويدان‮ من‮ هندسة‮ البتروكيماويات‮ إلى‮ هندسة‮ البشر؟
طارق‮ السويدان‮: بسم‮ الله‮ والحمد‮ لله‮ والصلاة‮ والسلام‮ على‮ رسول‮ الله،‮ وشكرا‮ لجريدة‮ الشروق‮ التي‮ منحتني‮ هذه‮ الفرصة‮ الطيبة‮ للتواصل‮ مع‮ إخواني‮ وأخواتي‮ في‮ الجزائر‮.‬ أما ظاهرة الانتقال من تخصص إلى تخصص آخر فهي ظاهرة عامة وليست ظاهرة نادرة. الإحصاءات تشير إلى أن ثمانين في المائة من خريجي الجامعات الأمريكية يعملون في غير تخصصهم، وفي الإدارة أذكر أن الكبار الذين غيّروا وطوروا علم الإدارة لم يكونوا متخصصين في هذا العلم.
* ‮ ما‮ هي‮ أنجع‮ الطرق‮ للاستثمار‮ في‮ الإنسان؟‮
أنا أعيدك إلى محاضرة بعنوان "الاستثمار الأمثل لطاقة الإنسان" والتي قلت فيها بأن الاستثمار الأمثل يحصل عندما تتوافق ثلاثة أشياء؛ عندما يتوافق تخصصك الدراسي مع وظيفتك ومع العمل التطوعي الذي تمارسه، فشخص تخصصه إعلام ويعمل في عمل إداري ومتطوّع في تحفيظ القرآن، فهذا الإنسان محدود الفعالية. بينما إذا كان لدينا شخص متخصص في الإعلام ووظيفته إعلامية ومتطوّع في لجنة خيرية يساعدهم في المجال الإعلامي، عندها سيكون إنسانا فعالا، فخبراته ستتراكم وسيصبح تطوّره ملحوظا، هكذا يكون الاستثمار الأمثل لطاقة الإنسان، علينا أن نضعه‮ في‮ البيئة‮ التي‮ تساعد‮ على‮ ذلك‮.‬
* ‮ في‮ غالب‮ دول‮ العالم‮ الثالث‮ يعاب‮ عليها‮ ضعف‮ مناهجها‮ العلمية‮ وبالتالي‮ ضعف‮ التخصصات‮ فيها،‮ فكيف‮ سيكون‮ الاستثمار‮ في‮ ظل‮ هذه‮ الظروف؟
الذي يظن أن المدارس والجامعات تعطيه العلم فهو واهم، بل ساذج. فالعلم الحقيقي يأتي من خارجها، أما المدارس والجامعات فتعطينا الأساس والأدوات التي نستعملها للبحث العلمي. أنا أقول للشباب اقرؤوا خارج الجامعات واقرؤوا خارج تخصصكم، فمثلا الآن بدأت تحدث عندنا موجة في‮ قضية‮ الترجمة،‮ وبدأت‮ تساعدنا‮ في‮ تطوير‮ أنفسنا،‮ ولكن‮ مع‮ ذلك‮ مازلنا‮ متخلفين‮ عن‮ الركب‮ لأن‮ حركة‮ الترجمة‮ في‮ العالم‮ العربي‮ رغم‮ تحسنها،‮ إلا‮ أن‮ كل‮ ما‮ يُترجم‮ في‮ العالم‮ العربي‮ في‮ السنة‮ الواحدة‮ أقل‮ مما‮ تُترجمه‮ إسبانيا‮ في‮ سنة‮.‬
*‬‮ في‮ العديد‮ من‮ محاضراتكم‮ لديكم‮ حديث‮ عن‮ القائد‮ وصناعته‮. كيف‮ نصنع‮ قائدا؟
هذا سؤال كبير أطرحه في كتاب كامل اسمه "صناعة القائد" وأطرحه في دورة بعنوان "القيادة في القرن الواحد والعشرين". أولا لابد أن نختار اختيارا صحيحا، فليس كل إنسان يصلح للتدريب القيادي، فهناك بعض الناس لا يصلح لذلك إطلاقا..هناك علامات يجب أن أبحث عنها عندما أكون بصدد تجريب مَن بإمكانه أن يُصبح قائدا. فأبحث عن الذكاء، والجدية والمبادرة والتوازن، وعن البيئة القيادية، فأبناء القادة فرصتهم للقيادة أكثر من غيرهم، وأبناء العلماء والحكام والتجار والعسكريين الكبار ايضا، ثم أبحث عند هؤلاء عن تلك الصفات التي ذكرناها، ثم أمرّرهم على منهجيّة، والدراسات هنا واضحة جدّا، فهي تقول إن العلوم الإنسانية هي التي تصنع القادة وليست العلوم التقنيّة، ثم أتوسّع معهم في الثقافة الإنسانية؛ في الأديان، الفلسفة، الإعلام، السياسة، الإدارة، الاقتصاد، علم النفس، المسرح، الشعر وفي غيرها. الأمر الثاني‮ الذي‮ نركّز‮ عليه‮ بشدّة‮ هو‮ الاحتكاك‮ بالقادة،‮ فالاحتكاك‮ بالقادة‮ ومجالسة‮ الكبار‮ يصنع‮ قادة‮. أما‮ الأمر‮ الثالث‮ فهو‮ إعطاء‮ الفرصة‮ للممارسة،‮ فكلما‮ أعطينا‮ الشباب‮ فرصة‮ ليقودوا‮ كان‮ ذلك‮ أفضل‮ لهم‮.‬
* في حديثكم عن البيئة التي تصنع القادة، ألا ترون أن بعض القادة لم يولدوا في البيئة التي تحدّثتم عنها ولم يكونوا أبناء قادة لكنّهم أصبحوا قادة، مثل الرئيس الجزائري هواري بومدين والرئيس المصري جمال عبد الناصر فهم أبناء فلاحين، هل هذه طفرة أم ماذا؟
نحن نبحث عن هذه البيئة لكي نستثمرها. هناك من أبناء القادة والعلماء تافهون ومنحرفون. لكن لو تتبعّت بدقّة فستجد بأنّ أكثر من 90 بالمائة من أبناء القادة يصبحون قادة. وعندما نأتي للعكس، فهناك من أصبحوا قادة وهم ليسوا من أبناء القادة، فهناك بعض الظروف التي تساعد على ذلك منها، يتيم الأب، فيمكن أن يُصبح قائدا لأنّه يتحمّل المسؤولية مبكّرا، بينما يتيم الام لا يتحمّلها مبكّرا. عندما يكون هناك تحدّ كبير كوجود استعمار، فالفرصة هنا تصبح مواتية لظهور قادة وهو ما حدث مع الأسماء التي ذكرتموها، كما أن هناك حالات أخرى ثبت أنها‮ تصنع‮ قادة‮ مثل‮ الفشل‮. فتراكم‮ الفشل‮ يصنع‮ شرارة‮ لبروز‮ قادة‮.‬
* ‮ في‮ ظل‮ ماض‮ وراهن‮ عربيّ‮ قاتم،‮ هل‮ من‮ الممكن‮ أن‮ يظهر‮ قادة؟
لقد تأمّلت في التاريخ العربي والإسلامي، وأحب أن أقول بأن واقعنا اليوم ليس أسوأ فترة تاريخية تمرّ علينا. لقد مرّت علينا فترات أسوأ بكثير مما نعيشه اليوم، ففترة الطوائف في الأندلس كانت أسوأ من فترتنا هذه، نحن الآن 22 دولة في العالم العربي، بينما في عهد ملوك الطوائف‮ كانت‮ 22‮ دولة‮ في‮ الأندلس‮ لوحدها،‮ الغزو‮ المغولي‮ للأمة‮ كان‮ أسوأ‮ بكثير‮ من‮ أية‮ فترة‮ أخرى،‮ الحروب‮ الصليبية‮ والتمزّق‮ والانهيار‮ الذي‮ حدث‮ حينها‮ كان‮ سيئا‮ أيضا‮.‬ أنا أقول إن الصحوة بدأت في الفترة التي نعيشها ، فلأوّل مرّة منذ 400 سنة تصحوا الأمة. خلال الفترات السابقة صحت الأمّة في بعض الأحيان، في الثورة الجزائرية، في الثّورة الليبية في الثورة المهديّة، كانت صحوات هنا وهناك، لكن لم تكن صحوة عمّت الأمّة، أمّا اليوم فأنّى ذهبت في ربوع هذه الأمة من أندونيسيا إلى أمريكا ستجد صحوة إسلامية وعودة إلى الدين، وستجد مؤسسات إعلامية وبنوك إسلامية، وهذا الأمر لم يكن من قبل. فأذكر أنني ومنذ ثلاثين سنة فقط عندما أدخل إلى المسجد يستغرب الشيوخ دخولي وكانت هذه ظاهرة عامّة في الأمة كلّها‮. أما‮ اليوم‮ فالشباب‮ يملؤون‮ المساجد‮. إن حركة التاريخ مثل حركة البورصة، مرّة صاعدة ومرّة نازلة، كذلك الأمة فهي في فترات معينة تكون في تطوّر وفي مرات أخرى يكون العكس، لا أريد أن ننظر بتشاؤم مطلق ولا بتفاؤل مطلق، يجب أن نجمع النظرتين. ولكنّني أقول إنّنا لو رسمنا خطّا بيانيا فسنجد أن الأمّة بدأت تصحوا‮ بعد‮ نكسة‮ 67‮.‬
* كيف‮ ذلك؟
كانت تلك النكسة صفعة شديدة للأمة. وتأمّل أن الانهيار بدأ بعد حصار فينا من قبل العثمانيين، ولكن من أيّامها لم تقم لنا قائمة في كلّ المجالات، إلى سنة 1967 لمّا ضيّعنا القدس، ومن بعدها بدأنا نصحو. التغيير بدأ في ذلك الوقت وحينها بدأ يظهر عمل على جميع الأصعدة،‮ والشباب‮ صار‮ يجري‮ وراء‮ المعرفة‮ والتمسّك‮ بدينه‮.‬
*‬‮ كيف‮ ترون‮ العمل‮ السياسي‮ الإسلامي‮ في‮ العالم‮ العربي‮ و‮ الإسلامي؟
من الأخطاء الكبيرة في تحليل التاريخ أن نقيس النجاح والانحطاط بالعمل السياسي. لم يحدث في التاريخ تغيير سياسي إلا وسبقه تغيير فكري واجتماعي، وأعطيكم مثالا؛ لما انهارت الأمة بسبب الغزو الصليبي وتحرّك الخطباء والخليفة العباسي آنذاك يُعلنون الجهاد ولا يُحرّكون الجيش،‮ هذا‮ أكبر‮ دليل‮ على‮ أن‮ التغيير‮ الفكري‮ لم‮ يكن‮ موجودا‮ وإلا‮ وحدثت‮ استجابة‮ في‮ الجيش‮ وفي‮ الأمّة‮ عموما‮.‬ أنا أسأل، من الذي أوجد صلاح الدّين؟هل جاء من فراغ؟ صلاح الدين جاء من تربية نور الدّين زنكي، ومن الذي ربّى نور الدّين زنكي؟ عماد الدّين زنكي. من الذي ربّى عماد الدّين زنكي؟إنّها حركة الصّحوة التي قام بها الإمام الطّرطوشي والإمام الغزّالي. لقد بدأت تلك الصحوة بإحياء الفكر وإحياء لعلوم الدّين، وهي حركة تأثّر بها أبناء الحكّام، فغيّروا وقادوا الجهاد وكان من نتائجهم انتصار صلاح الدين، هكذا جاء صلاح الدين. صلاح الدين لا يأتي من الفراغ ومن دعوات "اللهم ارزقنا صلاح الدّين".. صلاح الدّين يأتي عندما نتغيّر "كما تكونوا يُولّى عليكم"، هذه فلسفة كبيرة، والتغيير قد بدأ في مجالات عديدة في الأمّة، صحيح أننا لا زلنا متخلّفين في العديد من الميادين لكنّنا بدأنا في ميادين أخرى. وخذ العمل السياسي مثلا، فلو تأملنا اليوم في الأمة لوجدنا أن الحركة الإسلامية بعدما كانت مضطهدة في السجون‮ هي‮ الآن‮ تشارك‮ في‮ السياسة‮ وأحزابها‮ إما‮ الثانية‮ أو‮ الثالثة‮ في‮ البلد،‮ هل‮ كان‮ هذا‮ الواقع‮ موجودا‮ قبل67؟ أنا‮ أقول‮ إن‮ التغيير‮ السياسي‮ هو‮ آخر‮ ما‮ سنحصده‮ بعد‮ حركة‮ تغيير‮ فكرية‮ واجتماعية‮ حقيقية‮.‬
* ‮ من‮ الناحية‮ الاجتماعية،‮ ألا‮ ترون‮ أننا‮ أصبحنا‮ مقلّدين‮ للغرب‮ في‮ كلّ‮ شيء،‮ كيف‮ يأتي‮ التغيير‮ بناء‮ على‮ هذا‮ المعطى‮ الخطير؟
الذين يغيّرون الأمم هم 2 بالمائة فقط من البشر، وأنا تهمّني هذه القلّة. نحن نعرف أن الذين حجّوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم هم 114 ألف شخص، لكن جميع من ذُكرت أسماؤهم في السير وفي الأحاديث الصحيحة والضعيفة هم 2500فقط، وهذه القلّة هي التي غيّرت. الذين‮ يقودون‮ التغيير‮ هم‮ المفكّرون‮ والجادّون،‮ أما‮ التافهون‮ فلا‮ يغيّرون‮. وأصحاب‮ الإيديولوجيات‮ الصحيحة‮ هم‮ الذين‮ يُغيّرون‮.‬
* ‮ هناك‮ تغيير‮ حاصل‮ الآن،‮ لكن‮ لابد‮ من‮ وسائل‮ خاصة،‮ وسائل‮ الإعلام‮ منها‮ قناة‮ الرسالة‮ التي‮ تشرفون‮ عليها،‮ كيف‮ ستساهم‮ هذه‮ القنوات‮ في‮ التغيير؟‮
التغيير‮ بسيط،‮ إذا‮ كنت‮ تريد‮ أن‮ تبني‮ بيتا‮ ما‮ الشيء‮ الذي‮ يأخذ‮ منك‮ الكثير‮ من‮ الوقت،‮ أليس‮ بناء‮ الأساس؟‮ نحن‮ في‮ قناة‮ الرسالة‮ عُمرنا‮ اليوم‮ عام‮ وشهرين‮ بالضبط‮ بينما‮ التحضير‮ أخذ‮ منا‮ سنة‮ وستة‮ أشهر‮.‬ قبل يومين كنت مع ضيوف من قناة جديدة ستنطلق بعد أشهر اسمها قناة "الفتوى" ويقوم عليها الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة ومجموعة من كبار العلماء، فقلت لهم سأهديكم هدية أهديها لكل من يريد إنشاء قناة إسلامية في العالم، فأهديتهم نظاما كاملا لإدارة القناة والذي‮ أخذ‮ منا‮ سنة‮ وستة‮ أشهر‮. الآن‮ أنا‮ وفرت‮ عليهم‮ الوقت‮ في‮ إنشاء‮ قناة‮ إسلامية‮ لأن‮ أي‮ تجربة‮ جديدة‮ تأخذ‮ وقتا‮.‬ يجب أن ننظر إلى القضية من باب المنهج العلمي، أنا لا أؤسس لقناة إسلامية بل لإعلام إسلامي تكون فيه القناة أداة، الآن كل من يريد تأسيس قناة إسلامية سأهديه القرص الذي يحمل نسخة عن نظام الإدارة. تخيل لو تعاملنا بنفس الطريقة في كل مجالات الحياة ماذا سيحدث؟ في بداية إنجاز مشروع قناة الرسالة، فضلنا الإجابة عن أسئلة رئيسية: ما هو هدفنا من القناة ومن هو الجمهور الذي نسعى إلى الوصول إليه، هل سأخاطب جميع الناس بنفس الدرجة، وهل سأركز اهتمامي على الشباب. حددنا‮ في‮ قناة‮ الرسالة‮ أن‮ أربعين‮ في‮ المائة‮ من‮ الوقت‮ خصصناه‮ للشباب‮ بما‮ يعادل‮ عشرة‮ ساعات‮ يوميا‮ من‮ البث‮.‬ اليوم‮ لم‮ يعد‮ يكفي‮ انجاز‮ الأعمال‮ على‮ أساس‮ النية،‮ لا‮ بدّ‮ من‮ منهج‮ علمي‮ رصين‮.‬
*‬‮ ما‮ يلاحظ‮ في‮ القنوات‮ الإسلامية‮ أنها‮ أهملت‮ قضيتين‮ مهمتين،‮ هما‮ الصراع‮ الطائفي‮ في‮ العراق‮ وتقاتل‮ الإخوة‮ في‮ فلسطين،‮ ألا‮ ترون‮ أن‮ ذلك‮ يمس‮ بمصداقيّتها؟
نحن كقناة قررنا منذ البداية عدم الخوض في السياسة كفلسفة عامة لأننا لسنا قناة إخبارية أو قناة سياسية، وبطريقة أوضح، إذا كنت لا تملك الحرية الكاملة فلا تدخل في السياسة، نحن لدينا خطوط حمراء كثيرة يجب مراعاتها، لكن فيما تعلق بالأزمتين في العراق وفلسطين نحن في قناة الرسالة لم نصعّر خدنا لها بل وجهنا نداءات داخل البرامج التي نعدها لتفادي هذه الصراعات الطائفية كما أعددنا حملات إعلامية لها نفس الغرض. لكنها ليست في مستوى الحدث السياسي الذي تتعامل به القنوات السياسية.
*‬‮ هل‮ من‮ الممكن‮ أن‮ توضحوا‮ لنا‮ الخطوط‮ الحمراء‮ لقناة‮ الرسالة؟‮
انتم‮ كجريدة‮ هل‮ تستطيعون‮ كتابة‮ كل‮ شيء؟‮ بالتأكيد‮ لا‮.‬
*‬‮ فيما‮ يخص‮ الإعلانات،‮ هل‮ وصلتم‮ إلى‮ درجة‮ تحقيق‮ الاكتفاء‮ الذاتي‮ واستقلالية‮ مالية‮ في‮ قناتكم؟‮
الإعلانات‮ التي‮ تعرض‮ على‮ القناة‮ قليلة‮ ولا‮ تكفي‮ لتغطية‮ الاحتياجات‮ المالية‮ للمؤسسة،‮ ولذلك‮ نعتمد‮ على‮ الله‮ تعالى‮ ثم‮ على‮ سمو‮ الأمير‮ الوليد‮ بن‮ طلال‮.‬
* ‮ ما‮ هو‮ مستقبلنا‮ نحن‮ كمسلمين‮ في‮ هذا‮ البحر‮ اللّجّي‮ من‮ التغيرات‮ العالمية؟
لدي اطمئنان كامل أنه في حدود العام 2030 ستكون هناك أمّة إسلامية تنافس الأمم والقوى الكبرى الموجودة في العالم إذ ذاك. ستكون هناك خمس قوى عظمى هي؛ أمريكا وسيظهر بقوّة الاتحاد الأوروبي والصين والهند، وسيظهر المسلمون كفيدرالية.
* ‮ ألا‮ ترون‮ أنّ‮ الوقت‮ قد‮ حان‮ لأن‮ يظهر‮ العملاق‮ الإسلامي‮ النّائم‮ بين‮ طنجة‮ وجاكرتا‮ على‮ حدّ‮ تعبير‮ المفكّر‮ مالك‮ بن‮ نبي‮ رحمه‮ الله؟
سيُبعث‮ هذا‮ العملاق‮ النّائم‮ في‮ 2030‮ كما‮ قلت‮ لكم‮ إن‮ شاء‮ الله،‮ فالنّضج‮ الآن‮ بدأ‮ يشتغل‮ وعمليّة‮ إيقاظ‮ هذا‮ العملاق‮ قد‮ بدأت‮.‬
حوار‮:‬حمزة‮.‬ب‮/‬م‮.‬هدنه‮


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.