الخضر يعودون إلى وهران بعد غياب دام أربعين سنة

احتضنت لقاءات البرازيل ومالي وفولتا العليا

أصبحت مسألة عودة المنتخب الجزائري، للعب في عاصمة الغرب الجزائري مدينة وهران، مسألة وقت فقط، بعد أن أعجب جمال بلماضي، بملعب وهران الجديد الذي سيتم تدشينه في الأسابيع القليلة القادمة، ويأمل الجزائريون في مشاهدة منتخب بلادهم يلعب على أرضه في ملعب محترم بخلاف ملعب الخامس من جويلية الذي سيبلغ من عمر وجوده نصف قرن خلال السنة القادمة، وبخلاف ملعب تشاكر مصطفى بالبليدة الذي لم يعد بقيمة منتخب حاز على لقب أمم إفريقيا ويطمح في بلوغ كأس العالم للمرة الخامسة خلال دورة قطر المونديالية القادمة، ويمتلك حاليا لاعبين ينشطون في أكبر ملاعب العالم مثل ملعب الاتحاد في مدينة مانشستر، وسان سيرو في مدينة ميلانو.
ولأن ملاعب وهران جميعها من العشب الاصطناعي، فإنها صارت بعيدة عن الخضر منذ ثمانينيات القرن الماضي، مع الإشارة إلى أن وهران كانت المدينة الثانية التي احتضنت مباريات المنتخب الجزائري.
ويعتبر ملعب زبانة حاليا أو ملعب 19 جوان سابقا، من أقدم ملاعب الجزائر، وكان يدعى الملعب البلدي، واستقبل هذا الملعب العتيق منتخب البرازيل وكان حينها بطلا للعالم بعد أن فاز باللقب العالمي الثاني في تاريخه في مونديال الشيلي سنة 1962، حيث فاز البرازيليون بثلاثية مقابل صفر، أمام رفقاء ماتام وتحت أنظار أحمد بن بلة، الذي كان هو من اقترح بأن تلعب مباراة الخضر أمام البرازيل في 18 جوان 1965 في يوم صيفي بملعب وهران البلدي، وفي عهد بومدين تم دعوة نادي سانتوس الذي يلعب له الجوهرة بيلي في عام 1969، وكان بيلي في أوج عطائه، أي قبل سنة من مونديال المكسيك 1970 الذي فاز فيه بيلي باللقب الأخير في حياته، وانتهت المباراة التي احتضنها ملعب وهران بالتعادل هدف في كل شبكة، وسجل هدف الجزائر اللاعب سالمي نجم شباب بلكور، ولعب في تلك المباراة ابن وهران فريحة والمرحوم عاشور وبوروبة وسيريدي وكالام، وكانت تلك آخر مباراة في وهران، قبل أن يطلق هواري بومدين على ملعب وهران الذي كان من أسباب الانقلاب على أحمد بن بلة، بملعب 19 جوان الذي هو في الحقيقة تاريخ الانقلاب على أحمد بن بلة، قبل أن يأخذ اسمه الجديد أحمد زبانة رمز وهران الثوري.
وقبيل بداية تصفيات كأس العالم في إسبانيا التي لعبت في سنة 1982، باشرت الجزائر، زرع ملعب 5 جويلية بالعشب الطبيعي، فأغلقته لمدة قاربت السنتين، حيث بدأ الخضر مغامرتهم مع التصفيات بمباراة أمام سيراليون في ملعب وهران، وتأهلوا للدور الثاني، قبل أن تحول المباريات الثلاث المونديالية المتبقية أمام السودان ونيجر ونيجيريا إلى ملعب 17 جوان بقسنطينة، وأبقت على ملعب 19 جوان بوهران لتصفيات كأس أمم إفريقيا التي لعبت في ربيع 1982 في ليبيا، إذ لعب رفقاء بن ساولة مباراتين في وهران، الأولى سحقوا فيها منتخب فولتا العليا، أي بوركينا فاسو حاليا بسباعية كاملة، وتأهلوا بعد التعادل في واغادوغو بهدف لمثله، والثانية سحقوا فيها منتخب مالي بخماسية مقابل واحد، وتأهلوا أيضا لأمم إفريقيا بالرغم من هزيمتهم الثقيلة في باماكو بثلاثية نظيفة، ليودع وهران في سنة 1981 أي منذ أربعين سنة كاملة، فلعبوا بعد ذلك في تلمسان وفي عنابة ولكن وهران بقيت بعيدة عن العين قبل أن تعود أخيرا بملعبها الجميل الذي سيرى النور، ويبدأ عمله قبل ملاعب براقي والدويرة في العاصمة وقبل ملعب تيزي وزو.
يضم المنتخب الجزائري عديد اللاعبين من وهران منهم حلايمية وبونجاح وبلايلي، كما أن غالبية اللاعبين وحتى المدرب الوطني من المغتربين، هم من أصول من غرب البلاد مثل ماندي وفيغولي ومحرز وعبيد والمدرب جمال بلماضي، وتغيير الأجواء إلى ملعب آخر ضروري، ومدينة وهران توفر الأجواء الأوروبية التي تعود عليها المحترفون بفنادقها على وجه الخصوص، وتبقى النقطة السلبية هي أن مركز سيدي موسى لا يوجد سوى في الجزائر العاصمة.
احتمال استقبال المنتخب الجزائري لمنتخبات نيجر وجيبوتي وبوركينا فاسو ضمن تصفيات مونديال قطر، مستبعدة جدا، لأن اللاعبين في حاجة إلى ملعب تعوّدوا عليه وقد يكون ملعب تشاكر، ولكن نقل المباريات الودية إلى وهران ممكن، وغالب الظن هو تحويل ملعب براقي بالعاصمة إلى بيت للمنتخب الجزائري خلال السنوات القريبة القادمة، وتبقى وهران في كل الأحوال ضمن المعادلة الممكنة.
ب.ع