انطلقت أمس الاثنين أكبر حملة وطنية للحد من العنف الممارس ضد الأطفال في الجزائر، بمشاركة العديد من الوزارات والجمعيات الطفولية والنسائية وذوي الاحتياجات الخاصة... بالإضافة إلى منظمات دولية ناشطة في الجزائر، وحملت المبادرة شعار "لنحمي أطفالنا"، وتستمر عاما كاملا، حيث تركز على حملات التوعية في جميع ولايات الوطن، بالإضافة إلى سنّ قوانين وإجراءات عملية لتكريس حقوق الأطفال على الواقع، بعد ارتفاع حالات العنف الممارس على الطفولة في الجزائر إلى مستويات قياسية. أكد رئيس الشبكة الجزائرية للطفولة "ندى" عبد الرحمان عرعار انطلاق أكبر حملة وطنية لحماية الطفولة في الجزائر، بمشاركة خمسة فاعلين أساسيين وهم شبكة "ندى" التي تضم أزيد من 100 جمعية طفولية، الكشافة الإسلامية الجزائرية، شبكة وسيلة للدفاع عن حقوق المرأة، الاتحاد الوطني للمعاقين، اليونسيف، بالإضافة إلى كل من وزارات التربية والخارجية والشباب والصحة، على أن تستمرّ الحملة سنة كاملة وتستقطب المزيد من الفاعلين، حسب المتحدث، الذي كشف أن الحملة ستتطرق لمختلف المشاكل التي تعانيها الطفولة في الجزائر، بحّث الهيئات الوصية على الخروج من الجانب النظري بسّن القوانين على الأوراق، إلى الميدان بالتطبيق الفعلي لهذه القوانين، التي جاء أغلبها متأخرا، ومنها ما لم يتم ترسيمه، حيث أكد عرعار أن الجزائر لا تعاني من مشكل القوانين بل تعاني من مشكل تطبيق هذه القوانين، في ظل غياب التنسيق بين الهيئات الوصية ومختلف الفاعلين في مجال حماية الطفولة. وعن التنسيق بين الجمعيات والمنظمات التي ساهمت في هذه المبادرة، قال عرعار، إن كل جمعية ستتولى العمل على مكافحة آفة وخطر يعاني منه أطفال الجزائر، فشبكة ندى ستتولى مهمة العمل على محاربة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، والكشافة الإسلامية الجزائرية ستتكفل بالجانب الحقوقي والقانوني لواقع الطفولة في الجزائر، بينما ستتولى شبكة وسيلة العمل على مكافحة العنف المنزلي ضد الطفولة وتوعية الأمهات بالإجراءات القانونية وما يتضمنه القانون الجزائرية من جديد في حقوق الأطفال، بينما سيتكفل الاتحاد الوطني للمعوقين بشريحة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث الحقوق وتحسين واقعهم في مختلف المجالات، وبالنسبة للوزارات المشاركة في الحملة فستتولى مهمة تجسيد حقوق الأطفال في الواقع عن طريق تطبيق القوانين، خاصة فيما يتعلق بتحسين ظروف التمدرس والرياضة والصحة...". من جهته أكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم "أن هذه الحملة لن تكون إعلامية فقط بل ستكون واقعية وميدانية طيلة 365 يوم، عن طريق التنسيق الفعلي بين مختلف الفاعلين بتسطير برنامج سنوي يمتد إلى مختلف قرى ومداشر ومدن الجزائر، وتهدف المبادرة إلى تعزيز سبل حماية الأطفال في البيت والحي والشارع والمدرسة.. وذلك عن طريق تنمية الحس الجماعي المواطنين بالتكافل والتعاون من أجل حماية الأطفال بالابتعاد عن عقلية "تخطي راسي"، حيث يكون الجار مربيا والتاجر مربيا والمعلم مربيا ..."، وأضاف أن أكبر مشكل تواجهه الجمعيات الطفولية هي مواجهة اليأس والإحباط لدى الشباب، خاصة أصحاب السوابق العدلية والبطالين، باعتبارهم أكثر المتسببين في حالات العنف والجرائم البشعة ضد الطفولة، وأكد أن المشكل لا يكمن فقط بتشديد العقوبات بل بالتكفل الفعلي بانشغالات الشباب بداية من حسن الاستقبال والحوار وتعزيز آليات ميدانية لدفع الشباب نحو الإيجابية والإنتاج. وكشف بن براهم أن الطفولة في الجزائر تعاني من أوضاع مزرية قد لا يسمع عنها المسؤولون من وراء المكاتب، فمظاهر التسول والتشرد والإجرام باتت تستقطب يوميا عشرات الأطفال في المدن الداخلية التي تعاني من نقص فادح في البنى التحتية للتكفل بالأطفال على غرار الملاعب وقاعات الرياضة ومساحات الاستجمام، ما يدفع الأطفال إلى احتضان الشارح والوقوع في أنياب الاحتراف، حيث أكد المتحدث عن 300 ألف طفل يتوجه لسوق العمل سنويا، و30 بالمائة منهم يعانون سوء التغذية، بينما يحتضن الشارع أزيد من 20 ألف طفل متشرد يحترفون التسول والإجرام.