وسط ترقب الدوري السعودي.. ميلان يضع بن ناصر على لائحة البيع    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في برنامج على أمواج اذاعة القرأن : شيوخ السلفية يعتبرون جماعة درودكال خوارج
نشر في الشروق اليومي يوم 22 - 01 - 2008


حمّل من هنا الجزء الأول من الحصة...
حمّل من هنا الجزء الثاني من الحصة...
دعا شيوخ السلفية من الأردن والسعودية والجزائر عناصر جماعة دروكدال إلى التوبة والرجوع إلى جادة الصواب، وأجمع هؤلاء في تصريحات نقلتها إذاعة القرآن الكريم على تحريم استباحة دماء الأجانب المعاهدين في الجزائر، كما أكدوا أن عدم حكم الحكام بما أنزل الله لا يستلزم الردة والكفر، لأن عدم الإلتزام ببعض الإسلام ليس كفرا، وهو أثبته بالقرآن والسنة كل الداعية أحمد بلعيد بن أبي سعيد والشيخ نبيل مصطفى عصماني ، والداعية الإسلامي المعروف أبي حازم عدنان عرورو من الرياض ، و فضيلة الشيخ أبي الحارث على حسن عبد الحميد الحلبي ومن الأردن و الشيخ حسن مشهور آل سلمان، والشيخ عبد الملك أحمد رمضان الحجة والدليل من القرآن والسنة معتبرين تدمير الإقتصاد الوطني ضربا لمصالح الأمة الإسلامية.
ودعا المشايخ في حصة بثت أمس على أمواج إذاعة القرآن الكريم بعنوان "التحذير من فتنتي التكفير والتفجير" عناصر تنظيم القاعدة إلى أن تكفير الحكام والمحكومين في الجزائر غير مبني على نصوص ثابتة في القرآن والسنة مشددين على حرمة سفك دماء الأجانب واستباحتها في الجزائر‮ بحجة‮ أنهم‮ مرتدون‮ وصليبيون‮ لأنهم‮ دخلوا‮ بلاد‮ المسلمين‮ مسالمين‮ آمنين‮ على‮ عهد‮ مع‮ أولي‮ الأمر‮ والرسول‮ صلى‮ الله‮ عليه‮ وسلم‮ نهى‮ عن‮ استباحة‮ دماء‮ المعاهدين‮.‬ ووصفوا ما يحدث في الجزائر بالفتنة بين المسلمين، ودعا الدعاة في تدخلهم على أمواج إذاعة القرآن الكريم عناصر تنظيم القاعدة الإرهابيين إلى النزول من الجبل، لأن ما يقومون به ليس بجهاد وإنما هو فتنة في المجتمع الإسلامي‮ وغلو‮ في‮ الدين‮ وعصيان‮ لأولي‮ الأمر‮ من‮ الحكام‮ وخروج‮ عن‮ طاعة‮ الراعي‮.‬
سفك‮ دماء‮ الأجانب‮ الذين‮ يدخلون‮ الجزائر‮ معاهدين‮ حرام
واستضافت الحصة فضيلة الشيخ عبد الغني عويسات من الجزائر العاصمة الذي أكد بأن الوقفة التي يجب أن يقفها كل مسلم عاقل يستمد تصوراته وتعاليمه وتصرفاته من كلام ربه سبحانه وتعالى، مضيفا بأن هذه الفتن التي تحصل وما تزال يجب أن نحذر من أصولها وجذورها ونسد ذرائعها ونقطع دابرها ونبين ما يغذيها، ووصف ما يحدث في الجزائر بالفتنة، ولا بد من رفع ما يعتري الناس من سوء النقول والمفاهيم الخاطئة والفاسدة العلم الصحيح الذي يفهم الناس الأمور على حقيقتها أهل العلم، هم الذين يتولون إرشاد الناس، لأن الدعوة إلى إله لا تكفيها تلك الغايات وإنما الذي ينفعها هو ما قاله الله تعالى ينبغي نشر العلم الصحيح الذي يسكت هؤلاء الجهّال يبين للمستدرجين المغرر بهم المستعطفين، الحقيقة لقد استغلت عواطفهم الجياشة وحماسهم لأغراضهم الخاطئة، واستند الداعية إلى قوله تعالى "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه‮ جهنّم‮ خالدا‮ فيها‮ وغضب‮ الله‮ عليه‮ ولعنه‮ وأعدّ‮ له‮ عذابا‮ عظيما‮".‬
من جهته قال الدكتور إبراهيم بن عامر راحيلي أستاذ جامعي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالعربية السعودية، وهو دكتور في الشريعة الإسلامية، بأن "لا يختلف أهل العلم في أن التفجيرات التي تحدث في الجزائر هي من الأمور المحرمة في الشرع لأن فيها سفك لدماء الأبرياء المحرمة، قتل الأبرياء واعتداء على الآمنين وهذا الفكر أجمعت نصوص الشريعة على تحريمه وهو خروج عن أئمة المسلمين، مثلما هو ثابت في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن خروج الخوارج الذين يمرقون من الدين ويقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ليتقربوا به إلى الله، فإن ما يحصل في بلاد المسلمين من تفجير وقتل محرم، وإذا كان هؤلاء يفعلون ذلك ليتقربوا به إلى الله فإننا نقول لهم أن هذا محرم وواجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله ويرجعوا إلى السنة وأن يلزموا جماعة المسلمين، وإذا أرادوا أن يوجهوا شيئا أو ينكروا شيئا فليوجهوا ولينكروا برفق وليّن ويبينوا لولاة الأمر ما يرون انه مناسب. وأما الإعتداء على الآمنين وقتل الأبرياء وقتل المسؤولين وقتل الشرطة فهذا كله محرم ولا يتنازع في هذا اثنان من أهل العلم وإنما قد يشكك في هذا بعض أهل الجهل.
عدم‮ الحكم‮ بما‮ أنزل‮ الله‮ لا‮ يرقى‮ إلى‮ درجة‮ تكفير‮ الحكام‮ والمحكومين‮ وعامة‮ المسلمين
كما تطرق الداعية لمسألة استهداف المرتدين والصليبيين من الأجانب الذين دخلوا إلى الجزائر بعقد الأمان واستباحة دمائهم، فقال بأنه لا يجوز قتل الآمنين والمعاهدين، مستدلا بالسنة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنه من قتل معاهدا فإنه بريء منه"، ومن ثم لا يجوز للمسلمين قتل المعاهدين من أهل الذمة من النصارى ومن غيرهم الذين يدخلون الجزائر بعهد من ولي الأمر ولا يجوز الإعتداء عليهم، وإذا بدر منهم شيء من المخالفات يرفع أمرهم إلى ولاة الأمر هم الذين يقومون بمعاقبتهم أو بإخراجهم من بلاد المسلمين، أما الإعتداء عليهم في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، فإن هذا شيء محرم، واستدل فضيلة الشيخ ابراهيم بن عامر راحيلي بقوله صلى الله عليه وسلم "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم" ولو أن رجلا من المسلمين أمن هؤلاء لا يجوز لعموم المسلمين أن يعتدوا عليه.
وبالنسبة للعمليات الإنتحارية فقال المتحدث في تدخله بأنه لا شك في أن هؤلاء الذين يفجرون أنفسهم يرتكبون عدة مخالفات للشريعة أولها أنهم قتلة لأنفسهم، والنبي صلى الله عليه وسلم، قال بأن كل من قتل نفسه بحديدة فإنه يتوجه بها في نار جهنم وكل من قتل نفسه بسيف يعذب به يوم القيامة، كما يرتكبون مخالفة قتل المسلمين وقتل المعاهدين ومخالفة الخروج عن ولاة الأمر وإشاعة الفوضى والفتنة في بلاد المسلمين، ويعينون على تصنت الكفار على المسلمين بسبب فعلهم، فجرائمهم متعددة وهي جرائم مركبة من عدة كبائر من كبائر الذنوب.
وختم الدكتور تدخله بنداء يحرم فيه تعاون المسلمين مع هؤلاء حيث قال في هذا الصدد "لا يجوز لمسلم أن يعين هؤلاء أو التعاطف معهم مستدلا بقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" داعيا المسلمين إلى التعاون مع ولاة الأمر في قمع هؤلاء واصفا إياهم بالمفتونين في قتل المسلمين أو التواطؤ معهم أو الرضى بصنيعهم وأضاف "من رضي بصنيعهم فهو شريك لهم في الإثم ومن أعانهم في شيء فهو معين لهم". واستدل الداعية بما ورد عن عمر رضي الله عنه لما بلغه أن جماعة من الناس في اليمن قتلوا رجلا قال لو تمالأ عليه‮ أهل‮ صنعاء‮ لقتلتهم‮ به‮ فهؤلاء‮ إذا‮ كانوا‮ يتمالؤون‮ على‮ قتل‮ مسلم‮ أو‮ معاهد‮ فإنهم‮ يؤخذون‮ به‮ ومن‮ أعانهم‮ فهو‮ شريك‮ لهم‮ ومن‮ تعاطف‮ معهم‮ فهو‮ شريك‮ لهم‮ بقدر‮ تعاطفه‮ معهم‮.‬
وبخصوص إصدار فتاوى الردة والتكفير على المجتمع وعلى ولاة الأمور وعلى الدولة وعلى الشعب قال الدكتور بن عامر بأن "التكفير ليس بالأمر الهين التكفير أمر عظيم وهو حكم شرعي وقد ذكر العلماء أن التكفير حكم شرعي لا يجوز لأحد أن يتكلم فيه إلا بحكم شرعي وليس كافرا إلا من كفره الله ورسوله والمسلم هو من حكم الله ورسوله بإسلامه"، مضيفا بأن "كبار العلماء هم الذين يصدرون مثل هذا الحكم ولا ينزلونه على أي احد إلا بتوفر شروط محددة في الإسلام وضوابط، أما هؤلاء الذين يكفرون المجتمعات والحكام وعامة المسلمين فهؤلاء يكفرونهم بغير تكفير‮ بل‮ يتوهمون‮ بأن‮ كل‮ من‮ وقع‮ في‮ معصية‮ فهو‮ كافر‮.‬
وفي ختام تدخله دعا الدكتور العلماء إلى القيام بواجبهم في التحذير من هؤلاء كما حث ولاة الأمر إلى إعطاء الفرصة لهؤلاء للرجوع والتوبة، وأن يعلنوا لهم العفو عنهم إن تابوا رغم القدرة عليهم، وان يناقشوا من قبض عليه ويجادلوه بالتي هي أحسن حتى يتبين لهم الحق وترتفع‮ هذه‮ الفتنة‮ من‮ بلاد‮ المسلمين‮.‬
الغلو‮ في‮ الدين‮ والجهل‮ المركب‮ أسباب‮ تكفير‮ عموم‮ المسلمين
كما تدخل فضيلة الأستاذ نبيل مصطفى العصماني الذي حرص على التوضيح بأن أسباب التكفير الجماعي الذي تعاني منه الأمة الإسلامية هو الغلو، ومن أسباب هذا الغلو الجهل المركب وليس الجهل البسيط، هؤلاء الناس، حسبه، يظنون أنفسهم على شيء وهم ليسوا على شيء، لأن جهلهم على ضربين اثنين، وهو أنهم يجهلون الحجة من جهة ويجهلون كيفية إقامتها على الخصم من جهة أخرى، أي على من يعادونه، مضيفا بأن الأحاديث تحث على إتباع منهج السلف الصالح في فهم القرآن والسنة وأن لا نقتصر فقط على اللغة العربية في فهمها وعلى العلوم الأخرى فقط، وتطرق الداعية إلى شرح لفظة الكفر التي قال بأنه لا يجب الإقتصار على المعنى اللغوي لها، بل لا بد من العودة إلى معناها في الكتاب والسنة، وقال بأنها قد لا تعني الخروج عن الدين، مؤكدا أنه من أهم الأدلة التي يستند إليها هؤلاء في تكفير المجتمعات سواء كانوا حكاما أو محكومين والتي زاغوا بها عن فهم السلف قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" التي يأخذونها، حسبه، من غير فهوم عميقة، وهي آية تكررت وجاءت خاتمتها بألفاظ ثلاثة، وهي فأولئك هم الكافرون...فأولئك هم الظالمون ...فأولئك هم الفاسقون، مضيفا أن هؤلاء من فرط جهلهم حين يحتجون باللفظ الأول من الآية فقط، أنهم لم يلموا على الأقل ببعض النصوص الشرعية من السنة والقرآن التي جاء فيها ذكر لفظة الكفر، فأخذوها بغير نظر على أنها تعني الخروج من الدين مطلقا وانه لا فرق بين الذي وقع في الكفر وبين اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الملل الأخرى، بينما الأصح أن لفظة الكافرون في الكتاب والسنة لا تدل على معنى واحد مثلها مثل لفظتي "الفاسقون والظالمون"، فكما أن وصف الظالم والفاسق لا يلزم بالضرورة ارتداد عن الدين وخروج عن الملة بالكلية، فكذلك من وصف بالكافر سواء بسواء، وهذا التنوع في المعنى اللفظي الواحد هو الذي تدل عليه اللغة والشرع، ولذلك كان من الواجب على من يتصدى لإصدار الاحكام على المسلمين سواء كانوا حكاما أو محكومين أن يكون على علم واسع بالكتاب والسنة وعلى ضوء السلف والصالح، فلا بد، حسبه، من الدقة في فهم هذه الآية، فقد تعني الكفر العملي وهو الخروج بالأعمال عن بعض الإسلام، لكن لا يخرج صاحبه عن الملة مطلقا، وهو ما يذهب إليه ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون جميعا على انه إمام فريد في التفسير، حيث أكد هذا الأخير بأن لفظة الكفر في الكتاب والسنة قد تعني غير الكفر الناقل عن الملة كالفسق والظلم، ولذلك جاءت أحاديث كثيرة تصف بعض الأعمال بالكفر ثم نجد القرآن أو السنة لا يحكم على صاحبه بذلك، بل قد يصفه بالإيمان كقوله صلى اله عليه وسلم "سباب المسلم
فسوق وقتاله كفر"، فهل سب المسلم يخرج صاحبه عن الملة، وجاء أبلغ من هذا وهو قوله عليه الصلاة والسلام "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضا"، فرفض كفار من صيغ المبالغة على وزن فعال وهي أشد وأعظم من قولنا الكافرون، ومع هذا وذاك يضيف الداعية قال الله تعالى‮ "‬وإن‮ طائفتان‮ من‮ المؤمنين‮ أقتتلوا‮" حيث‮ يصف‮ الطائفتين‮ المقتتلتين‮ بالإيمان،،‮ إذا‮ الفاسقين‮ والظالمين‮ ليسوا‮ خارجون‮ عن‮ الملة،‮ ولا‮ المسلم‮ الذي‮ يسب‮ مسلما‮ يعتبر‮ كافرا‮.
وقال نفس المتحدث "قد نجد حاكما كافرا يحكم في الكثير من الأشياء بحكم الإسلام ولكن ذلك لا يجعله مسلما بل الذي يجعل الإنسان مسلما هو قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم تأتي الأعمال مصدقة لذلك القول ولذلك الإعتقاد، ولذلك لا يجب أن نكفر الحكام والمجتمع، مشددا على ضرورة التفريق بين الكفر الإعتقادي والكفر العملي والفسق الإعتقادي والفسق العملي والظلم الإعتقادي والظلم العملي، وليس مثلما يحدث هؤلاء الذين يكفرون الحكام ويكفرون أعوان الحكام ثم يكفرون من يعمل معهم ومن يطبخ لهم وحتى السائق الذي يسوق لهم يكفرونه وهو ما‮ وصفه‮ الداعية‮ بالتكفير‮ العام‮ الذي‮ لا‮ يحكم‮ به‮ إلا‮ الخوارج،‮ مضيفا‮ بأن‮ العذر‮ بالجهل‮ كائن‮ والجهل‮ حتى‮ بمسائل‮ الإيمان‮ ويجب‮ أن‮ لا‮ يكفر‮ الإنسان،هكذا،‮ مطلقا‮.‬
ووجه الدعاة نداءا إلى عناصر تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي أصبح يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من أجل التوبة والرجوع إلى جادة الصواب، ووجهوا نداء إلى أميرهم المدعو أبي مصعب دروكدال ومن معه ممن مازالوا في شعاب الجبال أن يسلموا أتفسهم.
وفي هذا الصدد قال فضيلة الشيخ نبيل مصطفى العصمان "مع كل أسف هؤلاء الأغمار توجوا جهلهم بهذه التفجيرات التي لا تمت للإسلام مستدلا بالحديث الذي ثبت عن مقداد ابن الأسود أنه قال "قلت يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلي فضرب إحدى يدي فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت بالله أفأقتله بعد أن قالها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقتله فقلت يا رسول الله غنه قطعها ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحا "لا تقتله، فإنك إن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله"وأكد المتحد بان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمدح القتال في واقعة الجبل ولم يمدح القتال بين طائفتين مسلمتين حتى وإن كانت واحدة منهما على صواب والأخرى على خطأ ولم يمدح كل أي من الصحابة في مسائل القتال إلى الحسن لأنه رجل أصلح بين الناس.
وشدد المتحدث على انه لا يجب التعرض للأجانب في الجزائر والإعتداء عليهم حتى وإن كان بيننا وبين دولتهم وأما إذا خالف أو كان يتجسس فليس نحن الذين نعاقبه بل يقوم به ولي الأمر، أما الأستاذ فعليه أن يبقى أستاذ والشرطي عليه أن يبقى شرطيا والطبيب عليه أن يبقى شرطيا‮ ولا‮ تستند‮ الأمور‮ إلى‮ غير‮ أهلها‮ لأن‮ ذلك‮ يؤدي‮ بأمة‮ محمد‮ صلى‮ الله‮ عليه‮ وسلم‮ إلى‮ الهلاك,‬
وأضاف بان مسألة طاعة ولي الأمر واجبة وفرض على كل الرعية كما أكد بان العلم الشرعي يجب أن يأخذ عن أهل العلم فليحذر الإنسان أن يأخذوا العلم من هنا هناك أو من عند أي شخص يرونه ملتزما مثلما يحدث حاليا حيث يطلق على كل من يلبس قميصا ويسدل لحيته "شيخ في العلم أو أخ" وعلى كل من ترتدي الحجاب أو الجلباب "أخت" يجب أن لا نسأل العلم من عند أهل العلم ويجب أن نسأل التفسير من عند أهل التفسير والحديث من عند أهل الحديث والفقه من عند أهل الفقه ولا نسأل الحديث من عند أهل الفقه والتفسير من عند أهل الحديث لان ذلك يتسبب في الفتن.
الغلو‮ في‮ الدين‮ والجهل‮ المركب‮ أسباب‮ تكفير‮ عموم‮ المسلمين
كما تدخل فضيلة الأستاذ نبيل مصطفى العصماني الذي حرص على التوضيح بأن أسباب التكفير الجماعي الذي تعاني منه الأمة الإسلامية هو الغلو، ومن أسباب هذا الغلو الجهل المركب وليس الجهل البسيط، هؤلاء الناس، حسبه، يظنون أنفسهم على شيء وهم ليسوا على شيء، لأن جهلهم على ضربين اثنين، وهو أنهم يجهلون الحجة من جهة ويجهلون كيفية إقامتها على الخصم من جهة أخرى، أي على من يعادونه، مضيفا بأن الأحاديث تحث على إتباع منهج السلف الصالح في فهم القرآن والسنة وأن لا نقتصر فقط على اللغة العربية في فهمها وعلى العلوم الأخرى فقط، وتطرق الداعية إلى شرح لفظة الكفر التي قال بأنه لا يجب الإقتصار على المعنى اللغوي لها، بل لا بد من العودة إلى معناها في الكتاب والسنة، وقال بأنها قد لا تعني الخروج عن الدين، مؤكدا أنه من أهم الأدلة التي يستند إليها هؤلاء في تكفير المجتمعات سواء كانوا حكاما أو محكومين والتي زاغوا بها عن فهم السلف قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" التي يأخذونها، حسبه، من غير فهوم عميقة، وهي آية تكررت وجاءت خاتمتها بألفاظ ثلاثة، وهي فأولئك هم الكافرون...فأولئك هم الظالمون ..
.فأولئك هم الفاسقون، مضيفا أن هؤلاء من فرط جهلهم حين يحتجون باللفظ الأول من الآية فقط، أنهم لم يلموا على الأقل ببعض النصوص الشرعية من السنة والقرآن التي جاء فيها ذكر لفظة الكفر، فأخذوها بغير نظر على أنها تعني الخروج من الدين مطلقا وانه لا فرق بين الذي وقع في الكفر وبين اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الملل الأخرى، بينما الأصح أن لفظة الكافرون في الكتاب والسنة لا تدل على معنى واحد مثلها مثل لفظتي "الفاسقون والظالمون"، فكما أن وصف الظالم والفاسق لا يلزم بالضرورة ارتداد عن الدين وخروج عن الملة بالكلية، فكذلك من وصف بالكافر سواء بسواء، وهذا التنوع في المعنى اللفظي الواحد هو الذي تدل عليه اللغة والشرع، ولذلك كان من الواجب على من يتصدى لإصدار الاحكام على المسلمين سواء كانوا حكاما أو محكومين أن يكون على علم واسع بالكتاب والسنة وعلى ضوء السلف والصالح، فلا بد، حسبه، من الدقة في فهم هذه الآية، فقد تعني الكفر العملي وهو الخروج بالأعمال عن بعض الإسلام، لكن لا يخرج صاحبه عن الملة مطلقا، وهو ما يذهب إليه ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون جميعا على انه إمام فريد في التفسير، حيث أكد هذا الأخير بأن لفظة الكفر في الكتاب والسنة قد تعني غير الكفر الناقل عن الملة كالفسق والظلم، ولذلك جاءت أحاديث كثيرة تصف بعض الأعمال بالكفر ثم نجد القرآن أو السنة لا يحكم على صاحبه بذلك، بل قد يصفه بالإيمان كقوله صلى اله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، فهل سب المسلم يخرج صاحبه عن الملة، وجاء أبلغ من هذا وهو قوله عليه الصلاة والسلام "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضا"، فلفظ كفار من صيغ المبالغة على وزن فعال، وهي أشد وأعظم من قولنا الكافرون. ومع هذا وذاك يضيف الداعية قال الله تعالى‮ "‬وإن‮ طائفتان‮ من‮ المؤمنين‮ اقتتلوا‮"‬،‮ حيث‮ يصف‮ الطائفتين‮ المقتتلتين‮ بالإيمان‮.. إذن‮ الفاسقون‮ والظالمون‮ ليسوا‮ خارجين‮ عن‮ الملة،‮ ولا‮ المسلم‮ الذي‮ يسب‮ مسلما‮ يعتبر‮ كافرا‮.
‬ وقال نفس المتحدث "قد نجد حاكما كافرا يحكم في كثير من الأشياء بحكم الإسلام، لكن ذلك لا يجعله مسلما، بل الذي يجعل الإنسان مسلما هو قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم تأتي الأعمال مصدقة لذلك القول ولذلك الإعتقاد، ولذلك لا يجب أن نكفر الحكام والمجتمع، مشددا على ضرورة التفريق بين الكفر الإعتقادي والكفر العملي والفسق الإعتقادي والفسق العملي والظلم الإعتقادي والظلم العملي، وليس مثلما يحدث هؤلاء الذين يكفّرون الحكام ويكفرون أعوان الحكام ثم يكفرون من يعمل معهم ومن يطبخ لهم وحتى السائق الذي يسوق لهم يكفرونه، وهو ما‮ وصفه‮ الداعية‮ بالتكفير‮ العام‮ الذي‮ لا‮ يحكم‮ به‮ إلا‮ الخوارج‮.‬
ووجه الدعاة نداء إلى عناصر تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي أصبح يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من أجل التوبة والرجوع إلى جادة الصواب، ووجهوا نداء إلى أميرهم المدعو أبي مصعب درودكال ومن معه ممن مازالوا في شعاب الجبال أن يسلموا أنفسهم.
وفي هذا الصدد قال فضيلة الشيخ نبيل مصطفى العصمان "مع كل أسف هؤلاء الأغمار توجوا جهلهم بهذه التفجيرات التي لا تمت للإسلام"، مستدلا بالحديث الذي ثبت عن مقداد ابن الأسود أنه قال "قلت يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار، فقاتلني فضرب إحدى يدي فقطعها ثم لاذ مني بشجرةن فقال أسلمت بالله أفأقتله بعد أن قالها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقتله، فقلت يا رسول الله إنه قطعها ثم قال ذلك بعد أن قطعها، أفأقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحا "لا تقتله، فإنك إن قتلته، فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله". وأكد‮ المتحدث‮ بان‮ الرسول‮ صلى‮ الله‮ عليه‮ وسلم‮ لم‮ يمدح‮ القتال‮ في‮ واقعة‮ الجمل‮ ولم‮ يمدح‮ القتال‮ بين‮ طائفتين‮ مسلمتين‮ حتى‮ وإن‮ كانت‮ واحدة‮ منهما‮ على‮ صواب‮ والأخرى‮ على‮ خطأ‮.‬
وشدد المتحدث على انه لا يجب التعرض للأجانب في الجزائر والإعتداء عليهم، أما إذا خالف أو كان يتجسس، فليس نحن الذين نعاقبه، بل يقوم به ولي الأمر، أما الأستاذ، فعليه أن يبقى أستاذا والشرطي عليه أن يبقى شرطيا والطبيب عليه أن يبقى شرطيا ولا تستند الأمور إلى غير أهلها،‮ لأن‮ ذلك‮ يؤدي‮ بأمة‮ محمد‮ صلى‮ الله‮ عليه‮ وسلم‮ إلى‮ الهلاك‮.‬
وأضاف أن مسألة طاعة ولي الأمر واجبة وفرض على كل الرعية، كما أكد أن العلم الشرعي يجب أن يُؤخذ عن أهل العلم، فليحذر الإنسان أن يأخذ العلم من هنا هناك أو من عند أي شخص يراه ملتزما مثلما يحدث حاليا، حيث يطلق على كل من يلبس قميصا ويسدل لحيته "شيخ في العلم أو أخ"، وعلى كل من ترتدي الحجاب أو الجلباب "أخت"، يجب أن نسأل العلم من عند أهل العلم ويجب أن نسأل التفسير من عند أهل التفسير والحديث من عند أهل الحديث والفقه من عند أهل الفقه ولا نسأل الحديث من عند أهل الفقه والتفسير من عند أهل الحديث، لأن ذلك يتسبب في الفتن.
أسامة‮. أ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.