شكلت بلدية الحمراية، الاستثناء من بين بلديات ولاية الوادي فيما يتعلق بإنعاش الحركة تنموية في شتى القطاعات، والبنى التحتية والخدمات المختلفة وكذا التحسين الحضري، حيث تتذيل الحمراية الترتيب التنموي، بالرغم من كونها تضم اكبر مناجم الملح في الجزائر، وتقع في مدخل الولاية الشمالي غير بعيد أيضا عن مدخل المقاطعة الإدارية الجديدة المغير أحياء البلدية. وكانت أمس الأول بلدية الحمراية محطة معاينة ميدانية لوالي الولاية، وأعضاء الجهاز التنفيذي، ضمن سلسلة الزيارات لمختلف المناطق بالوادي.
تدني مستوى التهيئة الحضرية يؤرق السكان بالرغم من أن بلدية الحمراية، استفادت من 20 مشروعا في مختلف مجالات التنمية المحلية، سواء ضمن البرامج القطاعية أو البرنامج البلدي للتنمية والمقدر قيمته المالية بأزيد من 12 مليار سنتيم، إلا أن المار ببلدية الحمراية يعتقد أنها حي من أحياء بلدية سطيل أو الرقيبة عاصمة الدائرة التي تنتمي إليها بلدية الحمراية، وذلك نظرا لما تشهده من تدهور للمباني وتصدع للطرقات، وغياب التحسين الحضري عدا اليسير جدا، فلا يوجد في الحمراية، ساحات للعب ولا مساحات خضراء، وبالمقابل تكثر الأكشاك الفوضوية في شكل هياكل حديدية مشوهة للمنظر العام، وطاولات لبيع الشاي والتمور والتبغ والأكلات السريعة غير الصحية على الطرقات.
قرية لمقيبرة .. معاناة لا تتوقف مع العزلة عبر عدد من سكان قرية لمقيبرة بالحمراية، عن رغبتهم الملحة في تسهيل الاتصال بالعالم الخارجي من خلال وسائل النقل العامة والخاصة، التي تقلهم سواء إلى عاصمة البلدية أو الولاية، كون العائق هو وادي إتل الذي يفصل القرية عن العالم ويقطع الاتصال في حال تساقط الأمطار، أو في حال ارتفع منسوب مياه الوادي، كونه المصب الأخير بالقرب من القرية، مما يتسبب في قطع الطريق، ولكن السلطات المحلية بالوادي أكدت أن مشكل وادي إتل تم التكفل به من خلال مشروع انجاز جسر، أسند لشركة من العاصمة لتنفيذه في الأشهر القادمة بغلاف مالي فاق ال 3 ملايير سنتيم، مما سيحد من الحركات الاحتجاجية التي تنظم عادة من قبل السكان، بسبب الوادي، كما استفادت مؤخرا قرية لمقيبرة ب 80 سكنا اجتماعيا، ناهيك عن دعوة السكان الجهات المختصة ربطهم بالهاتف الثابت، وتعميمه كون، حسب البعض منهم، لا توجد سوى خدمة الجيل الثالث، عبر متعاملي الهاتف المحمول، أما مجال قطاع التربية، فنجد تلاميذ المتوسطة لا يتمكنون من الحصول على وجبات إطعام مدرسية خاصة البعيدين عن المدرسة، زيادة على أن أغلب التلاميذ من الفقراء والفلاحين وذوي الدخل الضعيف.
مشاكل التشغيل الفلاحة والسكن تقلق السكان دعا سكان بلدية الحمراية مسؤولي الولاية، لضرورة التدخل العاجل لحل إشكالات التشغيل الفلاحة والسكن، أين طالب الكثير من شباب عقود الإدماج بمنحهم مناصب عمل قارة، فلقد تقدم بهم العمر ولا يزالون في هذه الصيغة من عقود العمل، منهم 14 شابا يعملون في البلدية منذ مدة، في مختلف التخصصات، كما كانت أبرز التدخلات التي قدمها سكان الحمراية، للمسؤول الأول بالوادي خلال جلسة عمل عقدها معهم بالبلدية، منح الفلاحين الشباب القرارات الفردية للإستفادات بمحيطات الامتياز والمطالبة بالكهرباء والمسالك الفلاحية، مؤكدين أنهم يرغبون بالسكن في مزارعهم في حال تم توفير كل الظروف، وأنهم يعوضون البترول بالخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء، فقط نريد الكهرباء والمسالك الفلاحية، ويقول أحدهم هذه عمليات تضمنها الدولة، ونحن نكمل المشوار في الإنتاج. والي الولاية في رده على انشغالات الحضور بالقاعة، قال أن الوادي استفادت ب 128 كلم مسالك وكهرباء فلاحية، ولكن طالها التجميد من خلال سياسة التقشف وعليه قدمنا طلب للمركزية وننتظر الموافقة لإعفائها من التشقف، ناهيك عن طلبات الفلاحين المتعلقة بقرارات الامتياز التي تسهل لهم الحصول على مختلف القروض كالرفيق والتحدي، ولكن في حال غياب الوثائق تبقى العملية معطلة. أما في مجال السكن فهناك 110 مساكن من العهد الاستعماري لا تزال فيها مشاكل إدارية تخص الملكية لم تسو بعد، أين طالب أصحابها والي الولاية التدخل لحلها، فيما أكد مدير أملاك الدولة بالوادي، أنهم يعملون على تذليل مختلف الصعوبات، وسيحصل هؤلاء المواطنون على ملكياتهم، فقط شيء من الصبر وإتباع الإجراءات الإدارية، ودعاهم للتواصل لحل القضية ولكن الملفت للانتباه بالحمراية، كما قال بعض الشباب، الفرصة الكبيرة للعمل، في مجال مناجم الملح ولكنها تحتاج قدرات مالية كبيرة وتسهيلات إدارية أكبر، من مديرية الطاقة والمناجم والوزارة في الحصول على رخص الاستغلال.