انطلقت بقسنطينة يوم الأحد فعاليات الملتقى الدولي، حول "الفكر الإصلاحي الحديث وتحديات العصر" الذي يعد آخر ملتقى ينظم من طرف دائرة الملتقيات من 10 إلى 12، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وبمناسبة يوم العلم الموافق ل16 أفريل. حيث سجلّ مشاركة متميزة لأساتذة وباحثين مهتمين بالحركات الإصلاحية في العالم العربي والإسلامي، من قطر، تونس، المغرب، فرنسا والجزائر، وأوضح نائب رئيس دائرة الملتقيات ورئيس اللجنة العلمية الدكتور عبد الله بوخلخال أن إشكالية الملتقى تدور حول تحديات الإصلاح الحديث حيال تحديات العصر بحكم أن الحركات الإصلاحية تطلعت إلى تجديد الدين في نفوس وعقول المؤمنين في سياق مشروع نهضة عربية وإسلامية شاملة تطال كافة المجالات والفضاءات والتخصصات، ليبقى الدين النبراس الذي يضيء معالم المسالك إلى الحداثة والعالمية، ويهدف إلى تخطي ثنائية الشرق والغرب التي لا تزال تتحكم في العلاقات بين الإسلام والغرب لأن الإسلام دين للناس كافة. وقد تضمنت محاضرة الدكتور عبد القادر بخوش من جامعة قطر، التي عنونها ب "نحو إحياء فقه مراجعة الأفكار والمفاهيم للحركات الإصلاحية في العالم العربي والإسلامي" دراسة نقدية لبعض الأفكار التي أتت بها حركات الإصلاح في العالم العربي والإسلامي، حيث أشار إلى أن هناك مصطلحات وظفت بطريقة سيئة في المجتمع العربي والإسلامي، والتي كانت نتيجتها أننا بإمكاننا أن نستقي من فكر الشيخ عبد الحميد ابن باديس، مالك بن نبي وغيرهما من العلماء والمصلحين لحل الإشكالات القائمة من خلال آرائهم، فالحركات الإصلاحية المعاصرة تسببت في غلو وتطرف ديني لا زالت البلدان العربية تعيشه، ويرى أن الحل يكمن في قراءة علمية واعية يقوم بها الباحثون، والدوائر الأكاديمية، للفكر الإصلاحي للعلامة ابن باديس ومالك بني نبي ثم بعد ذلك يحاولون توظيفها لتكون حلا لهذه الإشكالات. أما مبارك بوعصب، أستاذ التاريخ من المغرب، فوقف على جوانب من جهود علال الفاسي الإصلاحية على المستوى السياسي والنضالي، والمستوى الفكري والتنظيري، كما حلل هذا المشروع وكيف وظف لخدمة الإصلاح السياسي والاجتماعي، وكيف سعى علال الفاسي إلى تأصيله مع الانفتاح على تجارب الأمم الأخرى.