الفريق أول السعيد شنقريحة : "القيادة العليا للجيش تولي اهتماما كبيرا للاعتناء بمعنويات المستخدمين"    عطاف يستقبل بالرياض من قبل رئيس دولة فلسطين    مشروع بلدنا سيجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى الجزائر    جدد دعم الجزائر لجميع القضايا العادلة في العالم.. قوجيل يشجب تقاعس المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية    عكس اللوائح .. قرار يصدر "الكاف": هل ستجرى مباراة إياب نصف نهائي بين اتحاد العاصمة ونهضة بركان؟    الجولة 24 من الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس": تعادل منطقي في داربي الشرق بين أبناء الهضاب وأبناء الزيبان بين والساورة تمطر شباك اتحاد سوف بسداسية كاملة    بيانات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي: الإسهام رقم 20 ..عمورة ينافس صلاح وتيسودالي في إحصائية مميزة    بسكرة: ضبط ممنوعات وتوقيف 4 أشخاص    أمن دائرة بابار : معالجة قضايا وتوقيف أشخاص وحجز مخدرات    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    الطاهر ماموني : المحكمة العليا حريصة على مواكبة جهود الدولة في مجال الرقمنة    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    استفادة كل ولاية من 5 هياكل صحية على الأقل منذ 2021    عطاف يستقبل رئيس مفوضية مجموعة "إيكواس"    تقرير لكتابة الدولة الامريكية يقدم صورة قاتمة حول حقوق الانسان في المغرب و في الأراضي الصحراوية المحتلة    ألعاب القوى/ الدوري الماسي-2024 : الجزائري سليمان مولة يتوج بسباق 800 م في شوزو    وزير الداخلية: الحركة الجزئية الأخيرة في سلك الولاة تهدف إلى توفير الظروف الملائمة لإضفاء ديناميكية جديدة    وزير النقل : 10 مليار دينار لتعزيز السلامة والأمن وتحسين الخدمات بالمطارات    العدوان الصهيوني على غزة: سبعة شهداء جراء قصف الاحتلال لشمال شرق رفح    بن ناصر يخسر مكانه الأساسي في ميلان وبيولي يكشف الأسباب    الدورة الدولية للتنس بتلمسان : تتويج الجزائرية "ماريا باداش" والاسباني "قونزالس قالينو فالنتين" بلقب البطولة    جيدو /البطولة الافريقية فردي- اكابر : الجزائر تضيف ثلاث ميداليات الي رصيدها    بوغالي يؤكد من القاهرة على أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    أهمية مركزية لمسار عصرنة قطاع البنوك وتفعيل دور البورصة في الاقتصاد الوطني    محسن يتكفل بتموين مستشفى علي منجلي بخزان للأوكسيجين بقسنطينة    جسدت التلاحم بين الجزائريين وحب الوطن: إحياء الذكرى 66 لمعركة سوق أهراس الكبرى    فايد: نسبة النمو الإقتصادي بالجزائر بلغت 4,1 بالمائة في 2023    حوادث المرور: وفاة 16 شخصا وإصابة 527 آخرين بجروح خلال 48 ساعة الأخيرة    برج بوعريريج : فتح أكثر من 500 كلم المسالك الغابية عبر مختلف البلديات    ندوة وطنية في الأيام المقبلة لضبط العمليات المرتبطة بامتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا    النشاطات الطلابية.. خبرة.. مهارة.. اتصال وتعاون    الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات: مضمار الرياضات الحضرية يستقطب الشباب في باب الزوار    غزة: احتجاجات في جامعات أوروبية تنديدا بالعدوان الصهيوني    42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    توقيف 3 أشخاص بصدد إضرام النيران    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم اللقاء الوطني الأول لصناع المحتوى الكشفي    تفاعل كبير مع ضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة : بن مهيدي يصنع الحدث و غزة حاضرة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    شهد إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية: فلسطين ضيفة شرف المهرجان الوطني للفلك الجماهيري بقسنطينة    رئيس لجنة "ذاكرة العالم" في منظمة اليونسكو أحمد بن زليخة: رقمنة التراث ضرورية لمواجهة هيمنة الغرب التكنولوجية    بطولة الرابطة الثانية: كوكبة المهدّدين بالسقوط على صفيح ساخن    بهدف تخفيف حدة الطلب على السكن: مشروع قانون جديد لتنظيم وترقية سوق الإيجار    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    بلمهدي يلتقي ممثلي المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن مرافقة الدولة لفئة كبار السن    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    على السوريين تجاوز خلافاتهم والشروع في مسار سياسي بنّاء    استغلال المرجان الأحمر بداية من السداسي الثاني    ضرورة وضع مخطط لإخلاء التحف أمام الكوارث الطبيعية    قصص إنسانية ملهمة    "توقفوا عن قتل الأطفال في غزة"    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطلها رعية مصري: قصة خبير الملاهي الذي احتال على الجزائريين بصفة طبيب أعشاب
الشروق تنشر أغرب عملية نصب
نشر في الشروق اليومي يوم 05 - 09 - 2009


من تجارة "الفيديو" إلى خبير في الأعشاب..
خلطات بالملايين باستخدام أعشاب بأسعار متدنية من السمار
من تجارة الفيديو كليب بمصر إلى أشهر خبير في الأعشاب بالجزائر
وداعا للعقم، حل لجميع مشاكل العقم لدى الرجال والسيدات خلال21 يوما، وداعا للفياغرا، وداعا للضعف الجنسي، وداعا لكل أنواع السرطانات التي حيرت العالم وهزمت أشهر علماء الطب في كبرى الجامعات ومراكز البحث...
*
*
هذا ما يدعيه الرعية المصري أبو السعود الذي يعتبر نفسه خبيرا في الطب البديل، ولأن الموضوع خطير وخطير جدا فهو يلغي كل ما توصل اليه الطب الحديث، ويحول تاجرا في الفيديو كليب ومتعهد حفلات الملاهي إلى طبيب يقصده ذوي الأمراض المستعصية التي عجز عنها الطب، كان لا بد للشروق أن تحقق في صدق ادعاءاته بخصوص الأعشاب التي يستخدمها، وهل فعلا يستوردها من الخارج، أم يقتنيها من أسواق الحراش والسمار؟
*
وعليه نزلت الشروق إلى الميدان واتصلت بزبائنه وشركائه والمتعاملين معه من العشابين، كما تحدثت إلى ضحاياه ممن أوهمهم بالخلاص من أوجاعهم، لكن وصفاته أدخلتهم في أزمات صحية أخطر... وكان هذا التحقيق الذي يحكي قصة متعهد الحفلات وتاجر أشرطة الفيديو الذي تحول بقدرة قادر إلى طبيب يجري فحوصا سريرية لمرضاه!
*
*
من هنا كانت البداية
*
يقول (شريكه السابق) للشروق: زوجتي تعاني من ورم منذ مدة، وكانت ترى أن علاجها في الطب البديل، حيث اهتمت بالبحث فيه إلى درجة أن أصبحت على دراية كبيرة بالأعشاب نتيجة الاطلاع والاهتمام والبحث، وقد اتصلت بهذا الشخص عن طريق الهاتف وهو في مصر، على أساس العلاج، قال لها انه يبحث عن وكيل معتمد بالجزائر، واقترح عليها أن يكون زوجها هو الشخص المطلوب، وعرضت علي الأمر، ووافقت من الناحية المبدئية، واتصلت به واتفقت معه على صيغة الشراكة.. وطلب مني شراء خط هاتفي حتى يتم عرض هذا الرقم عبر القنوات الفضائية التي يتعامل معها فكان له ذلك.
*
وانطلق المشروع، حيث عملنا لمدة سنة وسوقنا منتجات للتداوي بالأعشاب الطبية عن طريق "شركة توينز للتجارة والتسويق"، لكن بعد سنة تحول النشاط إلى "شركة توينز للتداوي بالأعشاب الطبية"، ليصبح بعد 9 أشهر خبيرا في التداوي بالأعشاب الطبية، وطبيبا مختصا، ويقوم بفحوصات سريرية!
*
ويقول شريكه إن أبو السعود دخل إلى الجزائر على انه مسوق للأعشاب، وليس خبيرا أو طبيبا مختصا في العلاج بالأعشاب الطبية، مضيفا "أنا من اشترى له تذكرة السفر من هنا من الجزائر، في رحلة مصر الجزائر، عبر الخطوط الجوية الجزائرية، والوصل مازال عندي، اشتريت له التذكرة بتاريخ 28 جانفي 2007، على أن تكون الرحلة يوم الاثنين 29 جانفي 2007، دفعت الثمن بالعملة الصعبة (أورو)، نقدا، ثم أرسلت له شيفرة التذكرة وهي (BPVDRW) ليتسنى له استخراج التذكرة هناك من مصر.
*
*
الخبير وعويشة والحراز
*
"لا هو دكتور، ولا خبيرا في أي شيء، لا يعرف أي شيء، ولا يداوي ولا يعرف أي وصفة" تقول السكرتيرة المستقيلة، وتضيف "كتبت له أكثر من 10 كتب تتحدث عن الطب البديل والتداوي بالأعشاب.. كان يطلب مني كتابة الوصفات، والدواعي المرضية التي توصف لأجلها، ولأي الأمراض تصلح هذه الوصفات".
*
وحتى يتمكن الخبير المصري من الدخول إلى المجتمع الجزائري، استعمل الإعلام المكتوب، وعقد أبو السعود اتفاقية مع اسبوعبة جزائرية دينية، يمنح بموجبه خصما ب 50 بالمائة من سعر الدواء لكل واحد جمع 10 قصاصات من الجريدة، حيث يقدم استشارات أسبوعية عبرها، تدور حول فكرة "أنت تسأل والخبير يجيب"، ويقول انه يكشف أسرار حمية اختيار جنس المولود، وانه بإمكان أي شخص أو أي امرأة التحكم في جنس المولود، ومعرفة جنسه، كما ورد في هذه الأسبوعية في العدد 133، وفي العدد 130 يكشف نظاما غذائيا يعالج به العقم عند الرجال والنساء.
*
أما شريكه السابق فيقول "أنا وزوجتي اقترحنا عليه العمل بالتحاليل الطبية، وهو الأمر الذي لم يكن يعرفه سابقا، وطلب مني في احدى المرات قبل ذهابه إلى مصر أخذ عينات من الأعشاب التي طمس اسمها واستحال معرفتها باسمها العلمي، بأخذ عينات لها في أكياس صغيرة كي يعود بها إلى مصر عند (الحراز) ويستفسره عن اسمها ونوعيتها".
*
ومن الأدوية التي يستعملها، مجموعة روان، وفي كل وصفة علاج يصل السعر ما بين 15 إلى 20 مليونا، فمثلا "روان التبويض" يتكون من طلع النخيل، حبوب اللقاح، غذاء الملكة، زيت القمح، جسنج، العسل، ويحتوي العلاج على ثلاث جرعات بقيمة 19 مليون سنتيم.
*
هذا الأمر تؤكده سكرتيرته المستقيلة، حيث كان يستغل حاجة المرضى للعلاج فيبيعهم الخلطات بأسعار باهظة، فمثلا، بالنسبة لروان السحري سعره في أول الأمر كان في حدود 5000 آلاف دينار، ثم أصبح 10 آلاف دينار، ثم ارتفع إلى 15 ألف دينار للعبوة الواحدة، وهي عبوة بسعة 150 إلى 200 غرام.
*
*
الأعشاب يقتنيها من السمار بأسعار متدنية
*
تقدم أبو السعود إلى مديرية الصيدلة بوزارة الصحة بتاريخ 22 مارس 2008 يطلب الموافقة على التصريح للمنتج (روان السحري) كمكمل غذائي بالفيتامينات والمعادن، لكن تبين أن هذه الأعشاب يتم اقتناؤها من سوق الجملة بالسمار بالعاصمة، وهي متوفرة بأسعار معقولة جدا، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول الأسعار.
*
تم التعرف على المحل الذي تقتني منه توينز للأعشاب، احمد، شاب وسيم في سن 24 تقريبا، استقبلنا في محله بصدر رحب، وهو القائم بالمحل الذي يتعامل معه "الخبير المصري"، أكد أن الشركة المصرية الجزائرية توينز التي مقرها بالقبة تتعامل معنا في اقتناء الأعشاب، يقول: يقتني كل أسبوع تقريبا حوالي 40 كيلوغراما من حبوب اللقاح، وحوالي 20 كيلوغراما من الزنجبيل، و10 كيلوغرام من حبة البركة، و10 كيلوغرام من البابونج، وعندما سألته هل أخذ من عندكم عسلا؟ قال لا لم يكن يأخذ، لكنه في المرة الأخيرة طلب تحضير كمية معتبرة من عسل كرنكا سان فرنسيسكو، الذي لا يتعدى ثمنه حدود 665 دينار.
*
ويضيف احمد "ان تكلفة المنتج الذي يسمى (روان السحري) في سوق الجملة للسمار، عسل نحل طبيعي، 3000 دينار للكلغ، حبوب اللقاح الهندي، 1450 دينار للكلغ، حبة البركة 380 دينار للكلغ، جيسينغ كوري، 4800 دينار للكلغ، طلع النخيل مصري، 6000 دينار للكلغ.
*
*
عسل سان فرانسيسكو بدل عسل السدر الجبلي
*
وعن العسل الذي يستعمله، "في البداية كان يستعمل عسل السدر الجبلي الذي يحضره من مصر، بعد مدة تخلى عنه، وأصبح يستعمل عسل كرنكا سان فرانسيسكو على انه عسل السدر الجبلي، وكان يكلفني بشرائه من عند تجار للجملة بالمنظر الجميل، فكنت اشتري له كميات كبيرة من هذا العسل بسعر 620 دينار للكيلوغرام" هكذا يقول احد العمال.
*
وفي هذا الموضوع، تقول السكرتيرة السابقة لأبو السعود والتي اشتغلت عنده لمدة سنة تقريبا، انه كان يستعمل العسل الجبلي في أول الأمر، نعم هذا صحيح، لكنه أصبح يستعمل عسل نونورس، وهو عسل اصطناعي مصنوع من السكر، ويقتني كميات كبيرة من هذا العسل في عبوات 1 كلغ، يقوم باقتنائها من سوق الجملة بالمنظر الجميل بالقبة، خاصة بعد ما استقال شريكه.
*
وعندما أردنا التأكد من هذا الآمر بالذهاب إلى صاحب المتجر، بعد عملية بحث وتنقيب وصلنا إلى تاجر الجملة، حيث أكد انه يقتني هذا النوع من العسل من عنده، لكن للأمانة التجارية كما يقول، رفض أعطاءنا الكميات التي كان يأخذها، وقال إن الشخص الذي يرافقك هو كان يأتي لشراء هذا النوع من العسل، اساله فهو يجيبك.
*
*
السكر.. السرطان والعقم
*
ولأجل معرفة تأثير الخلطات التي يصفها اتصلت "الشروق اليومي" بعدد من زبائن أبو السعود، ومنهم "عبد الكريم " الذي قال إنه أخذ ثلاث جرعات للعلاج من العقم لمدة 6 أشهر، وهي: روان السحري وروان النخيل، روان السعادة، منقوع شراب، في كل جرعة كنت آخذ هذه الأدوية، كنت أعاني من نقص في الحيوانات المنوية نتيجة كوني مصاب بدوالي الخصيتين بالجهة اليمنى، ووجود أوعية دموية في القناة المنوية حسب التحاليل الطبية، كان عند 4،6 ملايين حيوان منوي، وبعد العلاج أصبح معدوما، ثم ارتفع قليلا، أي في حدود 5 ملايين، وعند مطالبته باسترجاع المال كما وعد من قبل، لأن العلاج لم يأت بنتيجة، رفض، لأن عدد الحيوانات المنوية ارتفع، لكن هذا الارتفاع ضئيل جدا ولن يأتي بنتيجة.
*
أما حسان من مدينة تيزي وزو فقال إن له أخا كان يعالج عند أبو السعود، حيث يعاني من مرض السكري، حيث اقترح علينا العلاج بمبلغ 20 مليون سنتيم، وأخذ 2 مليون سنتيم كتسبيق مقابل الجرعة الأولى للعلاج، لكن الذي حدث بالضبط يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي يوم 26 من شهر أوت، شرب الدواء، صباحا ثم عاود في المساء، فدخل في غيبوبة ونقلناه على جناح السرعة إلى مستشفى تيزي وزو، ليتم إنعاشه، لأن الدواء الذي سلم له به كمية كبيرة من السكر، ويتساءل الأخ الأكبر عن دور وزارة الصحة، وكيف تسلمه رخصة للعلاج.
*
*
وعود كاذبة لزبائن التدليك بفقدان 1 كلغ في جلسة واحدة
*
أما المختصة في التجميل والتنحيف والاسترخاء، حكيمة، تقول (طوال المدة التي عملت فيها معه لم اقتنع بمستواه المهني الطبي، ويمكنني القول أن عمليات التخسيس التي يقترحها غير ناجحة، فهو يكذب على مرضاه ويقول لهم أن بإمكانهم فقدان 1 كلغ خلال الجلسة الواحدة، فمثلا علاج الكلف ليس له أي منتوج يعالج الكلف عكس ما يقول، وهو يبيع منتجات لا فائدة منها مثل "السنفرة لتبييض الوجه" وعندما لا تنجح أي حالة مرضية في العلاج، يقترح على المريض جلسات مجانية لتبييض البشرة، أو التدليك أو التخسيس).
*
وتضيف مدلكة توينز، (أنا من اشترى له كل تجهيزات مركز التجميل والتدليك، لم اقتنع بالعمل لديه، فهو ليس طبيبا، كنت دائما في خلاف معه، لذا قدمت استقالتي وأوضحت الأسباب التي دفعتني للاستقالة، منها انعدام النظافة، وعدم الاهتمام بانشغالات المرضى، هذا الرجل لا علاقة له بالأعشاب، كنت أتقاضى أجر 15 ألف دينار لقاء عملي هناك ومن دون تأمين، ولست وحدي، فكل العمال هناك دون تأمين).
*
تسكت قليلا، وتتكلم عن بعض المرضى الذين تعاملت معهم، ولم يسفر العلاج معهم عن أي نتيجة، ومع ذلك يصر على أن يوهمهم بقدرته على العلاج، وتعطي بعض الأمثلة:
*
تقول أنها استطاعت أن توقف حساسية الوجه لشابة، لكنه فشل في إيقاف الحساسية التي كانت تعاني منها في باقي الجسم، لأنها كانت حالة مرضية عامة، ولم ينجح في ذلك فأصبح يجرب عليها الأدوية وجعلها مختبر تجارب، كل هذا مقابل 40 ألف دينار جزائري.
*
فتاة أخرى في عمر الزهور، من خارج العاصمة، تعاني من تشوه في نصف جسمها، على مستوى الأوعية الدموية، مما يتسبب لها في تحجر الدم في الجلد فيظهر على شكل بقع حمراء، وهي حالة مرضية تعاني منها منذ الولادة، ورغم ذلك قال لها انه يستطيع معالجتها.
*
أما عن التدليك وزيته وأسعاره بتوينز، تحدثنا "حكيمة" عن أسعار تدليك الاسترخاء الذي نقوم به في حدود 1000 دينار للجلسة الواحدة، أما تدليك التخسيس لإنقاص الوزن فهو في حدود 3000 دينار للجلسة، وعن أنواع الزيت التي يستعملها في التدليك، فهي زيت الزيتون وزيت النعناع وهي متوفرة في السوق المحلية وبأسعار معقولة جدا، لكن في (توينز) الأمر يختلف، فزيت النعناع يكلف 12 ألف دينار، بينما في السوق المحلية لا يفوق ثمنه 1200 دينار، إلى جانب هذا نستعمل كريمة "تشيرلي" التي يصل ثمنها عنده إلى 3000 دينار، بينما في السوق لا تتجاوز 100 دينار.
*
وفي هذا السياق، تقول السكرتيرة المستقيلة، كان يشتري بعض المواد من السوق مثل "جال دوش، دوف، غسول، كريمات الوجه، جال التخسيس"، ويطلب منا نزع الغلاف الخارجي لهذه المنتجات ويعيد بيعها على أساس انها منتجات مستوردة من مصر أو من الصين.
*
*
عندما يتحول خبير الملاهي إلى خبير في الأعشاب
*
والشروق في خضم تحقيقها الميداني التقت بناشط جزائري في مجال تنظيم الحفلات "يماك" شركة كريستال للانتاج التلفزيوني، يعرف أبو السعود معرفة جيدة، حيث تعرف عليه في مصر منذ أكثر من 5 سنوات، وتعامل معه، حيث قال للشروق "تعرفت على أبو السعود سنة 2001، لم يكن يتاجر بالأعشاب في ذلك الوقت، فمن أين له الخبرة في الطب البديل والتداوي بالأعشاب، إن الرجل كان يعمل في التليفزيون المصري في تسعينيات القرن الماضي، ثم طرد منه، فتحول إلى متعهد حفلات، ثم استقل وأسس شركته الخاصة "توينز للدعاية والإعلان وتنظيم الحفلات والمهرجانات"، فكان يتحصل على الكليبات من التليفزيون المصري عن طريق أصدقائه، ثم يعيد بيعها إلى القنوات الفضائية، أنا كنت اشتري منه".
*
ويضيف صاحب شركة كريستال "هذا الشخص هو خبير في شؤون الملاهي وليس خبيرا في الأعشاب، ولا علاقة له بالطب البديل، الرجل كان مقيما بين ملهى ألف ليلة وليلة في الجيزة مقابل هيلتون رمسيس، والباريزيانا في شارع الهرم الذي تملكه الرقاصة والممثلة لوسي، وهو معروف في الأوساط المصرية كمتعهد حفلات وبائع أشرطة فيديو".
*
ففي سنة 2003، فوضت شركة توينز للدعاية والإعلان وتنظيم الحفلات والمهرجانات، لمالكها وصاحبها ومديرها العام إبراهيم أبو السعود، فوضت شركة كريستال للإنتاج السينمائي والتلفزيوني الجزائرية، بتسويق أغاني فيديو كليب في الجزائر، ووضع ضمن البرامج التليفزيونية، بحيث لا يحق لأي مؤسسة جزائرية استغلالها أو تسويقها إلا من قبل شركة كريستال، ومن هنا يتضح أن الخبرة التي يتكلم عليها أبو السعود في مجال التداوي بالأعشاب والطب البديل لا أساس لها من الصحة.
*
*
أبو السعود مصر على ادعاءاته بعلاج الأمراض المستعصية
*
كل هذه الحقائق والاتهامات نقلتها الشروق إلى الرعية المصري الذي يعتبر نفسه خبيرا في الطب البديل، حيث اعترف بأنه دخل عالم الأعشاب سنة 2000 وقبل ذلك كان يشتغل في الإعلانات بالقنوات الفضائية، ورفض ذكر المخابر التي يقتني منها أدويته، وأكد كل إدعاءاته بعلاج الأمراض المستعصية والتي سبق للشروق نشرها في عدد سابق، حيث أعاد التأكيد على أنه يستورد العسل من مصر واليمن وليبيا، معتبرا أن العسل الجزائري لا تتوفر فيه الشروط اللازمة فهو عسل غير نقي، لأنه لا يوجد معمل لتحليل العسل وإزالة الشوائب منه.
*
كما أكد أنه يستورد الأعشاب من مصر والصين والهند، بينما وقفت الشروق عند صاحب محل الأعشاب الذي يقتني أبو السعود احتياجاته من عنده.
*
هي قصة احتيال كبرى على مئات العائلات الجزائرية باسم الطب البديل في انتظار تحرك الجهات الأمنية لكشف مزيد من الانحرافات.
*
*
الخبير المزعوم يهدّد صحفية الشروق
*
قام المدعو ابراهيمي أبو السعود بتهديد الزميلة الصحفية خديجة حسيني، على إثر الحقائق التي نشرتها في عدد سابق بخصوص تحايله على بعض الجزائريين وإيهامهم بقدرته على علاج الأمراض المستعصية مقابل مبالغ مالية ضخمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.