مسيحيون جزائريون يؤدون صلاتهم تعرض مسجد قرية "بوذافال"، التابعة إداريا لبلدية عين الحمام بولاية تيزي وزو الأسبوع المنصرم، إلى عملية حرق شبه كلية من طرف شخص مختل عقليا. * هذه العملية التي تضاف إلى سلسلة الهجمات التي تعرض لها المسجد في وقت سابق من طرف بعض الأطراف النصرانية التي تنشط بالمنطقة وما جاورها، تعد سابقة في تاريخ القرية. * وحسب ما علمته الشروق اليومي من مصادر جد مقربة، فقد حاول بعض المتنصرين من المنطقة وبمساعدة أفراد آخرين من المناطق المجاورة، وفي عديد من المرات تشويه مدخل المسجد السالف الذكر، هذه المحاولات، حسب مصادرنا، تمثلت في تشويه شبه كلي لباب المسجد عبر رسم عديد من الصلبان وعبارات ممجدة لعيسى عليه السلام. * وقد نفذت، حسب شهادات عديد من شهود عيان من القرية، من طرف بعض الشباب المتنصرين الذين ينشطون لصالح بعض الجهات المسيحية ولصالح قناة الحياة التنصيرية التي تنشط بشكل قوي بالمنطقة في الآونة الأخيرة، هذه التصرفات التي استنكرها العام والخاص من سكان المنطقة بشدة، حيث أنهم كانوا يعمدون وفي كل مرة على مسخ تلك الصلبان والعبارات من باب المسجد، ففي الليل يقوم المتنصرون بالكتابة على أبواب المسجد، وفي الصباح يقوم المصلون ومواطنو القرية بمسحها وإعادة الأمور إلى حالها، لكن هذه المرة تعدت الأمور حدود الكتابة ووصل الأمر إلى إضرام النيران في المسجد وبدأت أصابع الاتهام تتوجه نحو هؤلاء النصرانيين. * وحسب شهادات مواطنين من عين المكان، فقد قامت بعض الأطراف المجهولة بالتسلل إلى داخل المسجد ليلة الإثنين الماضي، عبر نافذة المسجد بعد أن تم كسرها إلى الداخل، لتقوم بعدها بإضرام النيران في بعض اللوازم المكتبية المتواجدة بالداخل، ومن ثمة في البساط الأرضي قبل المغادرة، دون إثارة أي حس ولا حركة تثير الانتباه. * ولم تمض إلا بعض الساعات حتى نشبت النيران في جميع البساط الأرضي وأحرقته عن آخره، لتنشب فيما بعد في اللوازم المكتبية التي كانت متواجدة بالداخل ومن ثمة بدأت النيران تصعد إلى الجدران، وفي هذه الأثناء وبعد أن تعالت النيران تدخل المواطنون وقاموا بإخماد النيران بعد أن تمكنت من إحراق حوالي 20 % من محتويات المسجد. * ومن أجل الاستفسار حول ما حدث تلك الليلة، وعن خلفيات هذه العملية حاولت الشروق اليومي التقرب من مصالح مديرية الشؤون الدينية لولاية تيزي وزو من أجل الاستفسار، حيث اتصلت بمدير الشؤون الدينية السيد "صايب محند أويدير"، فأكد أن الشخص المسؤول عن عملية حرق مسجد قرية "بوذافال" والذي هو في حقيقة الأمر عبارة عن مصلى، متواجد حاليا، على مستوى مستشفى الأمراض العقلية بواد عيسي. * وأضاف أن عملية الحرق تمت من طرف الشخص المختل عقليا، بحيث احترق البساط تقريبا كليا وبعض الجوانب من أسوار المسجد، وقال "محند أويدير" أن والي الولاية السيد "حسين معزوز" ولدى سماعه بالخبر اتخذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل التدخل الفوري في هذه الحالة وأمر بتزويد المسجد منذ بداية الأسبوع الماضي، بجميع المستلزمات التي احترقت، وقد تم ترميم جميع ما احترق عن آخره، مؤكدا أن المصلين يصلون بالمسجد وصلوا صلاة الجمعة في ظروف جد عادية. * وبخصوص ما تداول على لسان بعض الأشخاص حول إمكانية تورط بعض الأطراف أكد مدير الشؤون الدينية أن شهادات المواطنين أثبتت أن المتسبب في عملية الحرق مختل عقليا، وهو في مصحة الأمراض العقلية.