أحمد شوبير التوتر بين الجمهور المصري والجزائري سببه صغار الإعلاميين والاستهتار بالخضر كلام فارغ لأنه منتخب قوي كل الفرق تعرضت للظلم ومجاملات من الحكام وهذا طبيعي ويجب ألا تتوقف المنتخبات الكبيرة على خطأ تحكيمي في المباراة يعتبر أكثر الإعلاميين المصريين حيادية والجزائريون يضعونه في مصاف مقدمي البرامج التي تتمتع بمصداقية وتعقل قلما تجدهما في إعلامي مثله، يتعامل مع مباراة الفراعنة أمام الخضر باعتبارها مقابلة عربية تجمع شقيقين يجب تناولها بحيادية مطلقة، وإن كانت مصريته تجعله يتمنى ترشح منتخب بلاده إلى كأس العالم 2010 لأنه في النهاية مصري يأمل أن يشاهد لاعبي الفراعنة مع الكبار في جنوب إفريقيا، عندما يطل أحمد شوبير على المشاهد من خلال شاشة قناة الحياة المصرية يقدم للجمهورين المصري والجزائري جرعة من الحياد الكروي ويدعوهم إلى نبذ التعصب وعدم اعتبار المباراة معركة حربية لأن الرابح في النهاية عربي والأصلح سيصل للمونديال. طلب منا أن نجري الحوار معه عبر الهاتف تحدثنا معه وحاورناه حول طريقته المميزة في تناول القضايا الحساسة وطريقة تعامله مع اللقاء الحاسم في تصفيات المونديال فتحدث في كل شيء وعبر عن أمله مثل كل المصريين في أن يترشح الفراعنة للمونديال بعد فوز عريض على الجزائر، لكنه أكد أن وصول الخضر للبطولة لن يمنعه من تشجيعهم كممثل عن العرب. * * في البداية أريد أن أنقل لك احترام وتقدير الشعب الجزائري على حيادك وتعاملك الموضوعي مع مباراة الجزائر ومصر؟ * كل الشكر للجزائريين ولي منهم كل الحب والاحترام لأننا أشقاء والعلاقة بيننا أكبر وأوثق من مباراة كرة قدم لأنها لاتتعدى 90 دقيقة، ننسى بعدها كل التوتر والخلافات لذلك لا يوجد ما يجعلنا نتعصب ونتراشق بالألفاظ، فالعلاقات التاريخية بين البلدين أكبر من أن نغضب للخسارة في مباراة ومن سيصل للمونديال سيمثل العرب وشرف لنا أن يكون منتخب مصر أو الجزائر في جنوب إفريقيا. * كيف تقيّم المنتخب الجزائري الحالي؟ * مستوى لاعبي "الخضر" تطور بشكل ملحوظ بعد مرور منتخب الجزائر بفترة إعادة بناء استمرت لأكثر من ست سنوات فقدوا خلالها هيبتهم العربية والإفريقية، وحتى بعد قرعة التصفيات كانت تصريحات المدير الفني رابح سعدان واللاعبين تدور حول آمالهم في الترشح إلى بطولة الأمم الإفريقية في أنغولا، ثم بدأت عجلة المباريات تدور وفوجئ الجميع بالمستوى المتصاعد للخضر وأداء مباريات بمنتهى القوة وتقديم لقاءات بتركيز عال ومهارات جماعية حتى آخر دقيقة، ومن السذاجة ألا نعترف بقوة الجزائر في هذا الوقت حتى وإن كان قد مر بفترة تراجع تمر بها كل المنتخبات الكبرى. * * لكن لماذا يستهتر المصريون بالمنتخب الجزائري ويقولون أنه ضعيف رغم أن الخضر أكثر لياقة وسرعة وقوة من الفراعنة ويكملون المباراة لآخر دقيقة؟ * لا يمكن الاستهتار أبدا بالمنتخب الجزائري الشقيق ومن السذاجة أن يصف أي شخص في مصر "الخضر" بالضعفاء لأنه ليس من المنطقي أن يصلوا لهذه المرحلة من التصفيات إذا كانوا منتخبا ضعيفا، كما يردد بعض الجاهلين، وأريد أن أطالب من يصدقون هذا الكلام بسؤال أشخاص أصحاب رؤية فنية، فمثلا لو سألت شخصا بقيمة حسن شحاتة عن منتخب الجزائر، سيؤكد لك أنه منتخب قوي وأنه يحترمه جدا ويعرف إمكانات لاعبيه، لذلك يجب أن نترك محللي الفضائيات الذين لم يلعبوا الكرة في حياتهم ليقولوا ما يقولونه لأن جهازنا الفني محترم بقيادة المعلم ويعرف حجم منافسه جيدا. * * وما رأيك في قرار تأجيل البطولة المحلية في مصر استعدادا للمباراة، بينما لاعبو الجزائر سيتجمعون قبل المباراة بخمسة أيام فقط؟ * كل مدرب وله طريقته، ومن حق كل مدير فني أن يتبع الطريقة والأسلوب اللذين يتيحان له تنفيذ خططه وأفكاره في المباراة ونحن في مصر اعتدنا على المعسكرات الطويلة قبل المباريات الهامة، وثبت فعلا أنها تأتي بنتائج ممتازة وتجعل اللاعبين أكثر انسجاما وتركيزا وتبعدهم عن توترات الجو المحيط، وأنا عندما كنت لاعبا أيام تولي الكابتن الجوهري قيادة الفراعنة فنيا، كنت أفضل المعسكرات الطويلة قبل المباريات الهامة، أما في الجزائر فمعظم قوام المنتخب من المحترفين والاتحاد الدولي لكرة القدم يمنع المنتخبات من الحصول على خدمات لاعبيها بوقت طويل، لذلك فمن الطبيعي أن يكون تجمعهم قبل المباراة بأيام قليلة على عكس مصر الذي يلعب التشكيل الأساسي لمنتخبها في الدوري المصري باستثناء حسني عبدربه الذي يشارك مع أهلي دبي الإماراتي. * * وهل يعني عدم دخول الجزائريين في تربص طويل استهتارهم بالمباراة؟ * لا يمكن أن يكون هذا هو تفكير رابح سعدان فهو مدرب قدير يعرف قوة وإمكانيات منافسه المصري، ويعمل له ألف حساب مثلما نعمل نحن لهم ألف حساب، لكن سبق وأن قلت أن كل مدرب وله طريقة والجزائريون يعرفون أهمية المباراة وأن بطاقة الترشح لم تحسم بعد لذلك فمن غير المنطقي أن يعتقد أحد عدم اهتمام الخضر بمثل هذا اللقاء المصيري. * * في رأيك ألا ترى أن الإعلام المصري يغمط (يغفل) حق الجزائريين تماما ويتناسى تعرضهم لظلم تحكيمي في مباراة رواندا وإلغاء هدف صحيح لصالحهم؟ * أولا ليس دور الإعلام تقييم الحكم والبحث في ما إذا أخطأ أم لا، لكن دورنا أن نعرض ما حدث في المباراة وللمشاهد تقييمه، أما مسألة تعرض الجزائر لظلم تحكيمي فهذا أمر طبيعي وكل المنتخبات في العالم تتعرض لأخطاء الحكام وتعاني منها ومن الوارد أن يجامل الحكام الجزائر في مباراة وأن يظلموهم في أخرى، لكن هذا يمر به المنتخب المصري وكل المنتخبات سواء الكبيرة أو الصغيرة ولا أعتقد أن هناك تعمد من أي حكم للوقوع في أخطاء جسيمة تؤثر على مجريات المباراة. * * كيف ترى الحساسية والحرب الكلامية بين معسكري الفريقين المصري والجزائري؟ * للأسف التوتر بين المصريين والجزائريين لا علاقة له بالجماهير ولا بكرة القدم والسبب الرئيسي في الأزمة بعض صغار الإعلاميين، إذا أطلقنا عليهم إعلاميين، ممن يبثون التعصب ويتسببون في زرع كراهية غير مبررة بين الشعبين الشقيقين ومثل هؤلاء يريدون بناء أمجاد وشعبية على حساب علاقة تاريخية بين أشقاء يجب ألا يتم المساس بها أو تعكير صفوها لأن المباراة لا تمثل طبيعة وعمق العلاقة بيننا. لذلك فلنترك جانبا في مصر والجزائر الصغار سواء من الإعلاميين أو من الأطفال والشباب على المنتديات ولا نهتم بمن يتبادلون الألفاظ ويتراشقون بالتشجيع الأهوج بما لا يعبر عن حب الشعب المصري لشقيقه الجزائري. * * كل النقاش في مصر يدور حول اللقاء الفاصل إذا خرجت مباراة 14 نوفمبر بنتيجة تدفعكم لهذا اللقاء بينما في الجزائر تسود قناعة أن حظوظ الجزائر أكبر دون اللجوء للملحق؟ * على مسؤوليتي أؤكد أن مصر والجزائر لن يصلا لمباراة فاصلة ويوم 14 نوفمبر في تمام العاشرة مساء بتوقيت القاهرة سنبارك للمنتخب الفائز الذي انتزع بطاقة الترشح لمونديال2010 في جنوب إفريقيا. * * لكن ألا ترى أن حيادك في التعامل مع المباراة قد يؤثر على شعبيتك في مصر بدعوى أنك لا تدعم المنتخب المصري وتقف في الوسط هذه الأيام؟ * أريد أن أوضح أن حيادي واجب يقتضيه عملي الإعلامي وأساسيات هذا العمل تدفعني لأن أكون في وسط الحبل بين مصر والجزائر حتى وإن كانت كل نقطة دم تجري في عروقي تتمنى تأهل مصر للمونديال، لكن أحاول ألا أظهر بشكل المتعصب لبلده لأنني أمثل قناة فضائية يراها الجميع وليس المصريين فقط، لذلك فإن الواجب على أحمد شوبير الإعلامي أن يكون محايدا رغم أنه مصري يحب منتخب بلاده. * * وماذا لو تأهلت الجزائر للمونديال على حساب مصر وتعلم أنها تمتلك أكثر من فرصة؟ * سأكون فخور جدا بترشحهم وسأسعد بمشاهدة رفيق صايفي وجبور وبوقرة ولموشيه ومغني وكل محاربي الصحراء يمثلون العرب مع الكبار في جنوب إفريقيا، لكن لن أخفي سرا أن أمنياتي وطموحي وطلبي من الله أن أتابع عمرو زكي ومحمد بركات وأبوتريكة وعبدربه وشوقي وغيرهم وهم يعيدون الفوز على إيطاليا في المونديال فهؤلاء هم أبناء مصر التي أنتمي إليها، ولن يمنعني عملي من أن أحلم مثل 80 مليون مصري بتأهل الفراعنة لبطولة 2010. * لكن ألا ترى أن كل مقابلات مصر والجزائر ملتهبة ويحيط بها جو من الشحن الزائد والتوتر غير العادي؟ * هذا وهم والحقيقة أن لقاءات مصر والجزائر تمر بسلام دائما، ذهبنا هناك وخسرنا بثلاثة أهداف دون أن يحدث مكروه ولعبنا معهم في 1989 وفزنا عليهم ومرت المباراة بسلام، مثلما حدث في 1984 أي أن الحديث عن المواجهات الملتهبة مجرد أوهام يبنيها البعض على خلفية التشجيع الجنوني من جمهوري البلدين. * * لماذا يعيش المصريون أسرى للفوزين في 1984 و1989 ولا ينظرون للواقع؟ * غير صحيح أننا نعيش على ذكريات المباريات السابقة، لكن في كل المدارس الكروية يعلم اللاعبون أن جزء من انتصاراتك ونجاحاتك تبنيه على تاريخك واسترجاع أمجادك في محاولة لشحن اللاعبين ودعمهم معنويا وإزالة الرهبة والخوف منهم بمعنى أن استرجاع ذكريات الفوز يجعل اللاعب قادرا على المواجهة وهو يعلم أنه سيكرر ما فعلته الأجيال السابقة حتى ولو كان من منطلق تخطي إنجازات الماضي وصنع تاريخ جديد. * * وهل ترى أن الشحن الإعلامي في البلدين يتفق مع المباراة؟ * الحقيقة لا، فالأمر زائد عن الحد الطبيعي ولا يمكن أن تصل الأمور لدرجة تصوير اللقاء على أنه حرب عسكرية يمكن استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة للفوز بها لأن في النهاية المباراة ستنتهي ولن نتذكر منها إلا الأخوة بين مصر والجزائر. * * وما تفسيرك لاعتماد حسن شحاتة على نفس الوجوه منذ توليه القيادة الفنية للفراعنة؟ * هذا أمر خاص به ولا يمكنني التدخل فيه، لكن يمكن أن أقول إن كل المنتخبات تحافظ على قوامها الرئيسي لسنوات وتجدد الدماء وفقا للمراحل التي تمر بها وأعتقد أن "المعلم" يعلم هذا جيدا وليس بحاجة إلى توجيه من أحد. * أمام احترافية لاعبي الخضر ولعبهم أمام أكثر من 130 ألف مشجع هل ترى أن الجمهور المصري سيصنع الفارق ويضغط على اللاعبين الجزائريين؟ * لا يوجد لاعب في العالم لا يتأثر بالضغط الجماهيري ولو حتى كان لاعبو الخضر محترفون في أقوى البطولات فإن للجمهور عامل ضغط كبير على اللاعبين حتى لو وضعوا القطن في آذانهم كما يقولون. * * وماهي فرص تأهل المنتخبين؟ * الفرص متساوية والأفضل سيفوز ونبارك له لأن المحصلة في النهاية صعود منتخب عربي لبطولة عالمية يتمنى الجميع الوصول إليها. * * في النهاية كيف تقيم مبادرة الشروق لنبذ التعصب بين مصر والجزائر قبل المباراة؟ * مبادرة أكثر من رائعة وتعبر عن حجم العلاقات بين البلدين وتؤكد أن هناك أشخاص عاقلون لا يريدون إشعال النار بين الجمهورين الشقيقين ودورنا كإعلام مرئي أن ندعم مثل هذه المبادرة ونقف جميعا خلف من يطالبون بأن تسود الروح الرياضية ملاعبنا لأننا في النهاية أصحاب علاقة تاريخية لم يعكر صفوها شيء منذ القدم.
