أكد مواطنون من قرية الحجاجرة ببلدية تيزي في ولاية معسكر، ظهور مرض جلدي على عدد من أطفالهم في الفترة الأخيرة، مرجعين سبب ذلك إلى الروائح الكريهة المنبعثة من مركز ردم النفايات المنزلية للكرط، حيث لم تعد أجسامهم تقوى على مجابهة الروائح التي تغطي أجواء المنطقة ونفاذها حتى إلى داخل بيوتهم، ما جعل الغالبية تفكر في الرحيل مادام المركز دشن حديثا وإمكانية إزالته مستبعدة تماما. قال مواطنون ل "الشروق" إنهم عرضوا أبناءهم على أطباء مختصين وأكّدوا لهم وجود رابط مباشر بين هذا المرض الجلدي وما ينفثه المركز من روائح كريهة إلى درجة يصعب معها على المواطنين المرور بالطريق، مضيفين أنّ ما زاد الطين بلة وجود رغبة ملحة للأطفال المصابين بحك موضع الإصابة، معبّرين عن تذمّرهم الشديد إزاء الدخول في مرحلة ذهاب وإياب على الأطباء لعلاج أبنائهم بتكاليف لا يقوى على مجابهتها غالبيتهم لفقرهم وعوزهم، فضلا عن ضياع وقت التردّد على الطبيب والعلاج وهم عمال يوميون. إلى ذلك، قال عدد من الشيوخ ووجهاء المنطقة الذين التقتهم "الشروق" إن منطقتهم كانت تعد ملجأ للكثير من المارة والسياح الذين يقصدون مدينة بوحنيفية التي تقع في طريقها قرية الحجاجرة، حيث يتوقفون عند كرم أهلها ويؤدون بعض الصلوات بمسجدها لكونها منطقة هادئة وذات هواء نقي، قبل أن تنعكس الصورة وتتبادر إلى الأذهان فكرة عزم أهلها على الرحيل منها، بسبب الروائح الكريهة من مركز ردم النفايات القريب من القرية، خاصّة خلال الفترة المسائية والصباح الباكر، حيث يكون ثمة هبوب للرياح ومرور للشاحنات التي تحمل أطنانا من النفايات، ما يجعلهم يلجأون إلى غلق نوافذ مساكنهم وسط درجات حرارة تزيد عن الأربعين، وهم الذين كانوا سابقا ينامون فوق السطوح، مؤكدين أنهم راسلوا واحتجوا أمام السلطات أكثر من مرة لمطالبتها بحلّ نهائي للمشكلة، غير أن الردّ يبقى حسبهم سلبيا إلى حدّ الساعة. وكانت "الشروق اليومي" قد تطرقت إلى قضية رفض سكان قرية الحجاجرة التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة يوم الدخول المدرسي للسبب ذاته، قبل تدخل السلطات لإقناعهم بعدم الوقوف ضد مستقبل أبنائهم. من جهته، مدير المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية لولاية معسكر، زهير سفير، أكد ل "الشروق" أنه فعلا تلقى شكاوى عديدة من قبل مواطني الحجاجرة بخصوص انبعاث روائح من المركز. وقد عقد اجتماعا بمقر دائرة تيزي ضم عددا من المسؤولين بحضور ممثلين عن المحتجين، وقد تم اقتراح بعض أجزاء من الحلول في انتظار الحلول النهائية، حيث تم إشراك بعض المؤسسات الأخرى من أجل استقدام مواد خاصة بإزالة الروائح ورشها بحفرة رمي النفايات، والقيام بتشجير محيط المؤسسة وغسل الطرقات ورشها يوميا للقضاء على الروائح العالقة بمسار مرور الشاحنات. كما قال السيد سفير إن المركز دشن قبل تسعة أشهر ولم يطرح المشكل إلاّ مع فترة الصيف حيث ارتفاع درجة الحرارة ووجود نفايات بعض الفواكه الموسمية وهبوب الرياح مساء، مضيفا أن رئيس دائرة تيزي اتخذ إجراء فوريا يقضي بتعيين طبيب تابع للصحة المدرسية مع تكليفه بفحص الأطفال والتأكد ما إن كان للمرض علاقة بالروائح، حيث ذكرت مصادر مقربة من الدائرة أنه ثبت عدم تطابقهما، وبالتالي وجب البحث في مصدر آخر للمرض الجلدي، فيما يصر الأولياء على أن جميع الأطباء الذين فحصوا أبناءهم أثبتوا علاقة المرض بالروائح.