أنا زوجة في السادسة والثلاثين من عمري، ولى أربعة أبناء أكبرهم في الرابعة عشر من العمر، والخامس في طريقه للحياة، تزوجت منذ سبعة عشر عاماً من زميلي بالمرحلة الجامعية، لا أقول بعد قصة حب، ولكن بعد علاقة مقتضبة جداً إذ إنه كان من الشباب الملتزم حديثا، وكان يرشدني لطريق الالتزام ببعض الكتيبات الدعوية، فامتثلت هذا الطريق ثم ارتبطنا رسمياً بالعقد بعد تقدمه لأهلي وموافقتهم، بل أقول سرعة موافقتهم، إذ إنه كان ممن يذكر فيهم حديث " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".. وكان عمرنا في ذاك الوقت تسعة عشر عاماً، وكنت أتلهف على كلمات الغزل والعشق في تلك الفترة فظننت أن المانع الشرعي لمثل تلك الأمور قد زال، ولم يبق إلا أن يمطرني بها بعد أن كان حديثه لا ينفك عن السير والرقائق والعقيدة.