يتهدد الموت أكثر من 600 تلميذ يزالون دروسهم في متوسطة السبع مبارك ببلدية أم الطيور التابعة لولاية الوادي، بالإضافة إلى 24 عائلة من مستخدمي قطاع التربية يقطنون بالسكنات الوظيفة التابعة للمؤسسة، لكون كليهما منجز بنمط البناء الجاهز والمستعمل فيه مادة الأمونيت أحد أهم المواد المسببة للسرطان وأمراض الحساسية. وحسب هيئة أولياء التلاميذ في المؤسسة التربوية المذكورة، فإن هذه الأخيرة أنجزت منذ سنة 1984 ضمن نمط البناء الجاهز، وكان عمرها الافتراضي يقدر كأقصى حد بعشر سنوات، غير أنها مازالت تستقبل مئات التلاميذ رغم الحالة السيئة التي وصلت إليها، فالجدران المنجزة بالحديد تآكلت وأصابها الصدأ، أما أسقفها فتهشمت، وأكثر من ذلك تتساقط قطع منه بشكل يومي على رؤوس التلاميذ، وكشف الأولياء أن وضعية المتوسطة تزداد سوءا عند سقوط الأمطار إذ تتحول ساحتها وأقسامها إلى برك ماء، بفعل تسرب المياه من الأسقف ومن الجدران إلى داخلها، مما يجبر إدارة المؤسسة على تعليق الدراسة، لأكثر من يوم وعلى فترات متقطعة من السنة حتى تجف "البرك"، حسب تعبير الأولياء. وحسبهم فإن الخطر الحقيقي، الذي بات يهدد حياة وصحة أزيد من ثمانية أشخاص، غالبيتهم العظمى من التلاميذ، هو احتواء حجرات الدراسة والسكنات التابعة لمتوسطة سبع في أسقفها وجدرانها على مادة الأمونيت المشعة والسامة في نفس الوقت، والتي سبق لوزارة التربية الوطنية أن أصدرت قرارا قبل سبع سنوات، يقضي بالقضاء عليها، وإزالة كل المؤسسات التربوية التي تتوفر على مباني منجزة بها، وكشف عديد الأولياء للشروق أنه جرى تسجيل عديد حالات سرطان الجلد بين تلاميذ المؤسسة، بسبب ذلك، ناهيك عن أمراض الحساسية والعيون التي تتزايد معدلات الإصابة بها بين التلاميذ، والقاطنين في الأربعة وعشرين مسكنا وظيفا التابعة لذات المؤسسة التربوية، إذ أوضح عدد منهم أنهم تحولوا إلى مدمنين على المراهم وأدوية الحساسية مع ظهور عديد الأمراض الجلدية الغريبة في أجسادهم، وأضاف أعضاء من هيئة أولياء التلاميذ، أن العديد من الأولياء الأمور يمنعون أولادهم من تناول وجبات الغذاء من مطعم المؤسسة، خوفا على صحتهم رغم الإجراءات الصارمة، التي تتخذها إدارة المراقبة الصحية القبلية والبعدية للوجبات الغذائية. ومع تزايد أعداد المصابين بالسرطان والأمراض الجلدية وأمراض الحساسية في أوساط التلاميذ والقاطنين في السكنات الوظيفة، أرسل عدد من الأولياء عينة من الأمونيت إلى أحد المخابر المختصة في ولاية بسكرة لمعرفة مدى خطورته على الصحة، لكنهم تفاجؤوا برفض صاحب المخبر الكشف على نتائج التحليل معللا ذلك ب "أسباب سياسية"، وهو ما يؤشر على مدى خطورة الأمونيت الموجود في المتوسطة والسكنات على الصحة العامة، كما أكدت عديد التقارير الرسمية التي تحصلت "الشروق" على نسخ منها حقيقة الوضعية الكارثية للمؤسسة، على غرار تقرير صادر بتاريخ 25 سبتمبر 2010 عن وحدة الحماية المدنية لبلدية المغير تحت رقم 355، حول وضعية متوسطة سبع مبارك يفيد في الفقرة الأخيرة منه بأن المتوسطة أصبحت تشكل خطرا على التلاميذ . وأوضح هؤلاء أنهم راسلوا المصالح المختصة لأكثر من مرة، وكانوا قد وعدوا من طرف الوالي السابق للوادي، بأن المشكل سيحل وسيبرمج انجاز متوسطة جديدة، غير أن هذا الوعد مازال لم يتجسد بعد، وتبقى معها معاناة تلاميذ وقاطنو السكنات الوظيفية معلقة إلى إشعار آخر .