بثت قناة "مكملين" المصرية، مساء الثلاثاء، مجموعة من التسريبات نسبتها إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدا منها أنها قد تم تسجيلها في عدة أماكن بينها القاهرة والنمسا. وتناولت التسريبات التي لم تكشف القناة عن مصدرها أو كيف تم تسجيلها ما دار بين السيسي وشكري حول توتر العلاقة بين مصر وبعض دول الخليج. ولم يظهر في التسجيلات التي بدا من الأحداث أنه قد تم تسجيلها في توقيتات مختلفة صوت الرئيس المصري إذا كانت جميع التسريبات من جانب وزير الخارجية المصري. وتم بث المكالمات في برنامج "مصر النهاردة" مع المقدم محمد ناصر، وظهر فيها صوت سامح شكري وهو يعرض بعض تحركاته "الدبلوماسية" على السيسي. ويستشيره في بعض القضايا. واستعرض محمد ناصر الموضوعات التي تحتويها المكالمات، مشيراً إلى أنها تتحدث عن رد الخارجية المصرية على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي أدان اتهام الداخلية المصرية لقطر بلعب دور في تفجير الكاتدرائية المرقسية في ديسمبر الماضي، إضافة للقاءات شكري مع شخصيات أمريكية في واشنطن؛ من ضمنهم نائب الرئيس الأمريكي ترامب، وفريق المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون. وتضم المكالمات حواراً يستشير فيه شكري السيسي حول المشاركة في مؤتمر لوزان الخاص بالأزمة السورية، ومكالمة أخرى عن دور الكويت في محاولة تحسين العلاقات المصرية الخليجية، وموضوعات سياسية أخرى. وحسب ما نقل موقع "عربي 21"، يحتوي الفيديو الأول على صوت سامح شكري وهو يخبر السيسي بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عرض عليه مشاركة مصر في مؤتمر لوزان الخاص بالقضية السورية، والذي عقد في 16 أكتوبر الماضي، مشيراً أن كيري عرض عليه المشاركة بعد إصرار إيران على حضور مصر للمؤتمر. ويضيف شكري في المكالمة المسربة، أن واشنطن وموسكو لم تكونا مهتمتين بالمشاركة المصرية، إلا أن الإصرار الإيراني دفع كيري إلى دعوة مصر. وتظهر المكالمة، أن شكري أشار على السيسي بعدم حضور المؤتمر حتى لا يسيء للعلاقات "مع الأشقاء في السعودية"، لأن الحضور سيظهر وكأنه مؤشر على تقارب مصري إيراني، لكن السيسي يصر على المشاركة كما يبدو من سياق المكالمة، وكما حدث فعلاً عند عقد المؤتمر. وفي الفيديو الثاني يعرض شكري على السيسي التطورات الخاصة بالبيان الذي أصدره وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي؛ وأدان اتهام الداخلية المصرية لقطر بلعب دور في تفجير الكنيسة المرقسية في القاهرة في ديسمبر الماضي. ويقول شكري للسيسي في المكالمة، أنه تلقى اتصالات من وزيري خارجية الكويت والبحرين أخبراه فيها أن الكويت والمنامة حاولتا تخفيف لهجة البيان تجاه مصر، ثم يقوم شكري بقراءة بيان الخارجية المصرية المقترح للسيسي لإقراره قبل إصداره. ويحتوي التسريب الثالث على مكالمة بين السيسي وشكري، يخبر فيها الأخير السيسي، أنه تلقى مكالمة من وزير الخارجية الكويتية الشيخ صباح الصباح حول مساعي أمير بلاده لنزع "فتيل الشقاق" بين السعودية ومصر. ويقول شكري في المكالمة، أن الصباح أعلمه بمحاولات أمير الكويت لرأب الصدع بين القاهرة والرياض، مشيراً إلى أن الأمير كلف وزير خارجيته بالاجتماع مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الدولة لشؤون الخارجية في الإمارات عبد الإله قرقاش لبحث السبل لإنهاء الأزمة. وبحسب التسريب، فقد قال وزير الخارجية الكويتي لسامح شكري، إن الإمارات تقف في صف السعودية في هذه الأزمة. ويظهر صوت شكري في التسريب وهو ينصح السيسي بالاتصال بأمير الكويت لشكره على جهوده لإصلاح علاقة مصر مع السعودية، ولكن الرئيس المصري يرفض الاتصال على ما يبدو من رد شكري، حيث قال له شكري أن الاتصال ليس بطلب من أمير الكويت، ولكنه بمبادرة منه للتعبير عن الامتنان المصري للموقف الكويتي. وفي مكالمة رابعة يتحدث شكري للسيسي عن لقائه بمساعدة المرشحة الأمريكية الخاسرة في انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون، حيث يخبره بأن موقف كلينتون بعد لقائها به (أي بالسيسي) كان إيجابياً. ويضيف شكري، إن كلينتون ترى أن التحفيز هو السياسية الأفضل مع مصر وليس العقوبات "بعكس أوباما". وتتنافى هذه المعلومات مع ما تروجه وسائل الإعلام التابعة للنظام المصري من أن كلينتون كانت "مؤيدة للإخوان"، وأنها كانت ستتخذ موقفاً متشدداً من السيسي ونظامه. وفي نفس المكالمة يخبر شكري السيسي، أنه طلب من مدير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي تنسيق الزيارة التي كان (سيقوم) بها السيسي للسودان في منتصف أكتوبر الماضي، للمشاركة في احتفالات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ويضيف شكري في حديثه للسيسي أنه تأكد من عدم مشاركة "أي أطراف من الإسلاميين" في الاحتفال، وأن البشير سيستقبله بحفاوة كبيرة. ويبدو من حديث شكري، أن السيسي كان حريصاً على التأكد من عدم حضور جهات إسلامية للحفل، نظراً للعلاقات الطيبة بين المؤتمر الوطني في السودان وبعض الحركات الإسلامية. ويحتوي التسريب الخامس على مكالمة بين السيسي وشكري، يعرض فيها الأخير تفاصيل لقائه مع نائب الرئيس الأمريكي المنتخب "آنذاك" دونالد ترامب. ويخبر شكري السيسي، بأن مايك بينس كان ودوداً جداً في اللقاء، وأنه أكد على دعم بلاده لمصر في محاربة الإرهاب.