بعد سنوات من الفوضى التي طبعت سوق الثلاثاء الأسبوعي بحي 120 سكن ببلدية تبسبست بتقرت، منعت مصالح الأمن الوطني التي نشرت قواتها مع بزوغ فجر الأربعاء، التجار من نصب سلعهم على الأرصفة والطرقات وأمرتهم بالتوجه للوجهة الجديدة ببلدية الزاوية العابدية. فمع الساعات الأولى، الأربعاء، وعلى غير العادة، وجد التجار القادمون من مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى تجار المدينة أفراد الشرطة في استقبالهم بواجهة حي 120 سكن لمنعهم من نصب سلعهم من خضر وفواكه وألبسة رجالية ونسائية، وأوان وأثاث منزلي ولحوم وأجبان وحليب وأسماك، وأمرتهم بالتوجه صوب السوق القديم للسيارات بالزاوية العابدية الذي تم تخصيصه، بديلا لهذا السوق الفوضوي، حيث استجاب التجار لهذه الأوامر، لكن سرعان ما اندلعت احتكاكات فيما بينهم بسبب التدافع حول مكان نصب السلع، في الوقت الذي عرف فيه هذا المكان عزوفا من طرف الزبائن لوجوده في مكان معزول عن مواقف الحافلات ونقص المواصلات، بالإضافة إلى أنه ليس في واجهة إستراتيجية مع تسجيل معارضة شديدة من طرف سكان بلدية الزاوية العابدية الذين رفضوا استقبال هذا السوق. وتنقل التجار جماعات وفرادى نحو مقر الولاية المنتدبة للمطالبة بتعديل القرار الذي لا يخدمهم حسبهم، حيث استقبل الوالي المنتدب ممثلين عنهم وأبلغوه باستحالة مزاولة نشاطهم التجاري بالمكان الجديد بسبب انعدامه للأمن ولدورات المياه، ولبعده عن التجمع العمراني وافتقاره لوسائل النقل والمواصلات، وبالتالي لا تشجع الزبائن على التسوّق في هذا المكان، بالإضافة إلى أن العديد منهم لهم زبائن يجهلون الوجهة الجديدة، خاصة وأنهم يدينون لهم بأموال. وتجاوب هؤلاء مع الوالي المنتدب الذي منحهم مهلة إضافية للعودة للمكان القديم ريثما يتم الانتهاء من مشروع السوق الجهوي بحي المستقبل ببلدية تقرت، بشرط احترام الأرصفة والجيران والطريق، مع الامتثال للجنة التي ستجوب هذا السوق وتدون أسماء جميع التجار تمهيدا لنقلهم للسوق الجديد، وهو ما ارتاح له تجار السوق للعودة إلى النشاط واحترام القرارات المتخذة. وجاء قرار السلطات بتحويل السوق، غير المرخص إلى الزاوية العابدية، بعد التجاوزات التي سجلت في الأشهر الأخيرة، إثر الاستيلاء على الأرصفة والزحف إلى الطريق الرئيسي، لوضع السلع كالأثاث والألبسة وركن سيارات التجار، بالإضافة إلى أن هذا السوق مجاور لمقر أمني حساس ولمؤسسات تربوية. وبعد شكاوى كثيرة لسكان الحي الذين اشتكوا من مضايقات مرتادي السوق من خلال السلوكات والألفاظ غير الأخلاقية وتحويله مكانا للمواعيد الغرامية أمام أنظارهم وأنظار أبنائهم، ناهيك عن ترك التجار لمخلفاتهم التي تغرق الحي وواجهة منازلهم وعماراتهم في الأوساخ، بالإضافة إلى حرمانهم من الوصول إلى منازلهم بسياراتهم التي يضطرون إلى ركنها بعيدا بعشرات الأمتار.