أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تلمسان، الأحد، 3 إخوة ب20 سنة عن ارتكابهم جنايتي القتل العمد مع سبق الإصرار ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار في محاكمة دامت 13 ساعة في أول محاكمة للدورة الجنائية 2017 / 2018 وانتهت في منتصف الليل. تعود وقائع قضية الحال إلى تاريخ الفاتح أوت 2016 لما نشب شجار بين عائلتين متصاهرتين تقطنان على مقربة من المجمع الديني بالرمشي وأزهقت وقتها أرواح ثلاث ضحايا، حيث نشب شجار بين الضحية "ب.ع"، وزوجته القاطنين بحي المذبحة أدى إلى تدخل شقيق الزوجة وضرب صهره بآلة حادة، فتدخل إخوته المتهمون لما سمعوا صوت أخيهم يطلب النجدة فوجداه ملقى وسط بركة من الدماء حسب وصف مصالح الأمن في بيان وقتها، وأوصلوه إلى المستشفى، لكنه توفي في الطريق، وعند عودة المتهم الرئيس في هذه القضية وجد أصهاره أمام منزلهم فثارت أعصابه ودخل معهم في شجار باستعمال خنجر وعصي وحجارة وكان صهر الضحية قد استنجد بأفراد من عائلته الذين كانوا في حفل زفاف بقرية سيدي أحمد على بعد 3 كلم من مدينة الرمشي، وتلاحق إخوة الضحية تباعا ما زاد من حدة الشجار الذي انتهى بسقوط ضحيتين ثانيتين وأصيب رابع بجروح خطيرة. دارت أطوار المحاكمة بالقاعة رقم 5 في الطابق الأول لمجلس قضاء تلمسان، أين اجتمع المحامون عند مدخلها وامتلأت القاعة بأقارب الضحايا والمتهمين وتم تشكيل المحكمة من أربعة محلفين، إضافة إلى القضاة الثلاثة المذكورين عملا بقانون الإجراءات الجديد، انطلقت المحاكمة بالمناداة على المتهمين والشهود وبعدها تلى أمين الضبط قرار الإحالة. كان التأثر والخوف باديين على أوجه المتهمين الستة الموقوفين بالإضافة إلى متهمين اثنين غير موقوفين، ويتعلق الأمر ب "ب.خ" و"ب.م" و"ب.و" و"ب.ز" إخوة الضحية "ب.ع" في قضية القتل الأولى التي أدين فيها المتهم ب20 سنة سجنا وأخوين آخرين صديقين للمتهمين الإخوة ويتعلق الأمر ب:"ق.ح" و"ق.م"، إضافة إلى شقيقين غير موقوفين، ويتعلق الأمر ب"ن.ب" و"ن.م"، حيث استمع رئيس المحكمة لأقوال المتهمين الذين أنكروا التهم الموجهة إليهم جملة وتفصيلا إلا واحدا كان قد اعترف بالتهم المنسوبة إليهم. مر الوقت ومازال رئيس الجلسة يتناقش ويطرح الأسئلة على المتهمين تارة، ثم توجه لهم أسئلة النيابة ودفاع الأطراف المدنية من ذوي الحقوق والمتهمين تارة أخرى حتى غفت عيون المحلفين من طول زمن المناقشة فكان كثيرا ما يخلد للنوم محلف في أقصى شمال القاضي. وتم توقيف الجلسة للاستراحة مرارا، ثم استؤنفت على الساعة 18:40 للاستماع لأقوال الشهود الذين اختلفت الوقائع في ما رأوه خلال المجزرة، وارتكزت مرافعة النيابة التي التمست الإعدام في حق المتهمين جميعهم مرتكزة على ما خلفته المجزرة كما وصفها ووصفتها وسائل الإعلام وقتها. أما دفاع الأطراف المدنية فقد ارتكز في مرافعته على أقوال أحد الشهود الذي أكد ان المتهم "ب.خ" خاطب إخوته قائلا "دينا الثأر"، فيما رافع محامي المتهمين "ن.م" و"ن.ب" مرتكزا على أن أسماءهم لم تذكر لا من طرف المتهمين ولا من طرف الشهود طيلة اطوار المحاكمة، وذهب دفاع الإخوة "ب" إلى تقديم مذكرة للقاضي تتمحور حول شهادات جيران المتهمين الإخوة عن سلوكهم، وأشار إلى ما وصفه بتناقضات في محاضر المعاينة التي قدمتها الشرطة. وبعد الإجابة على 48 سؤالا خلال المداولات، أدان منطوق الحكم ثلاثة إخوة وهم "ب.خ" و"ب.م" لارتكابهم جناية القتل العمد مع سبق الإصرار و"ب.و" لارتكابه جناية محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار ب20 سنة سجنا نافذا، فيما استفاد بقية المتهمين من البراءة، وذكر رئيس الجلسة أن المدانين يمكنهم الاستئناف بعد 45 يوما عملا بقانون الإجراءات الجزائية الجديد قبل رفعه للجلسة.