نصحت باريس، الثلاثاء، الرعايا الفرنسيين بتجنب التوجه إلى الجنوب الجزائري، وبالتحديد، تمنراست وجانت، وكل مناطق النيجر، بسبب التهديدات الحالية في منطقة الساحل * وقالت وزارة الخارجية، في بلاغ نشر على موقعها الرسمي، "بسبب التهديدات الحالية في منطقة الساحل، فانه على الفرنسيين المقيمين أو المارين بالمنطقة تجنب التنقل في مناطق جانت وتمنراست، وينطبق الأمر حتى بالنسبة للرحلات المنظمة من قبل الوكالات المعتمدة"، وأضافت الوزارة "أن كل منطقة في النيجر لا يمكن اعتبارها آمنة". * ويأتي هذا الأجراء، الذي اتخذ مباشرة بعد وصول تحذير من عمليات اختطاف في مالي والنيجر، يمس بسمعة الجزائر وحقيقة الأمن والاستقرار السائدين فيها، بما في ذلك الجنوب الكبير، إلا أنه من جهة أخرى يؤكد حقيقة المخاوف التي عبرت عنها الجزائر من جراء انفلات الوضع الأمني في ليبيا الناجم عن التدخل العسكري الأجنبي، وخاصة تداول السلاح، ووصوله إلى عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ما يشجعها على الاستمرار في عملياتها الإرهابية، وعلى رأسها عمليات الاختطاف لطلب الفدية، كما سبق لرئيس دولة التشاد وأن حذر من أن يؤدي تدهور الوضع الأمني في ليبيا إلى تقوية ذراع القاعدة. * كما يؤكد الأجراء أيضا مخاوف دول المنطقة من احتمال توجه باريس نحو توسيع دائرة تدخلها في المنطقة، لتمتد إلى الجهة الشرقية، متخذة هذه التهديدات حجة أمنية، ما يجعل أمن واستقرار المنطقة كلها مهددا وتتحكم فيه أيدي أجنبية، رغم رفض الجزائر ودول المنطقة للتواجد العسكري الأجنبي في المنطقة بدعوى محاربة الإرهاب أو القاعدة، مفضلة إنشاء قوة عسكرية تعمل تحت قيادة مشتركة، وهو ما تكون واشنطن قد أخذته بعين الاعتبار، غير أن باريس، التي مازالت تتحرك وفق المنظور الاستعماري والإبقاء على مناطق النفوذ التقليدية، تحاول وتناور لتكسير جهود دول المنطقة والتنسيق فيما بينها، والتسلل والتغلغل في الصحراء الكبرى، بالضغط تارة والابتزاز تارة أخرى، لأغراض اقتصادية معروفة وأخرى استراتيجية وأمنية.