توصلت دراسة قامت بإعدادها الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (ندى)، وتم الإعلان عن نتائجها، أول أمس، بالجزائر العاصمة، إلى أن أكثر من 70 بالمائة من الأطفال المتسولين في الشوارع يعانون من مشاكل اجتماعية. وأوضحت بارصة سليمة التي عرضت الدراسة في الندوة التي نظمتها شبكة ندى حول “استغلال الأطفال في التسول” أن 70 بالمائة من الأطفال المتسولين يعانون من مشاكل اجتماعية و يعيشون في البيوت القصديرية أو ليس لهم مأوى على الإطلاق. كما أشارت نفس الدراسة إلى أن “الأطفال الموجودين في المدن أكثر إقبالا على التسول من أقرانهم الموجودين في الأرياف”. وجاء في نتائج الدراسة أيضا أن “الزواج المبكر في بعض المدن الداخلية يساعد على استفحال ظاهرة التسول” خاصة في ظل عجز الأولياء عن توفير حاجيات العائلة ما “يضطرهم إلى استخدام الأبناء لمساعدتهم”. ويتسول، حسب الدراسة، 84 بالمائة من الأطفال بغية مساعدة عائلاتهم كما يقوم بذلك 16 بالمائة لتلبية حاجياتهم الشخصية، كما أن 74 بالمائة من الأطفال المتسولين مرافقين بأفراد بالغين فيما يتسول 26 بالمائة من الأطفال بمفردهم. وأظهرت نتائج الدراسة أن 55 بالمائة من المتسولين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 سنة فيما بلغت نسبة المتسولين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة 32.5 بالمائة، مقابل 12.5 بالمائة للفئة العمرية الأقل من ثمانية سنوات. وأوصت الدراسة ب”تسهيل ميكانيزمات إعادة إدماج الأطفال في عائلاتهم أو في عائلات أخرى لها القابلية لاستقبالهم في جو عائلي”. كما حثت الدراسة على “تنظيم حملات توعية حول النتائج الوخيمة لتسول الأطفال في الشوارع مع تدعيم إمكانيات منظمات المجتمع المدني التي تنشط في مجال ترقية وحماية حقوق الطفل”. وأكدت الدراسة في توصياتها على “أهمية تحسين النصوص التشريعية في مجال حماية الأطفال من هذه الظاهرة والمحافظة على حقوقهم”. وأجريت الدراسة على 550 طفلا متسولا على مستوى 15 ولاية من طرف شبكة ندى ومجموعة من الجمعيات المعتمدة التي تنشط عبر هذه الولايات. رضا. م * شارك: * Email * Print * * *