تعد الأمراض غير السارية أو غير المعدية، السبب في 60 بالمائة من اجمالي عدد الوفيات في الجزائر، و تقف في المقدمة أنواع السرطانات وأمراض القلب ثم يليها داء السكري والأمراض التنفسية، حيث أعلنت وزارة الصحة عن وضع مخطط وطني استراتيجي للوقاية من الأمراض غير السارية. و أكد وزير الصحة و السطان و اصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري، على هامش ورشة عمل دراسية لمناقشة سبل الوقاية من الأمراض غير السارية، أن الوزارة تعكف على تطوير و تنفيذ برنامج وطني متعدد القطاعات للحد من مخاطر الأمراض غير المعدية، وفقا لخطة عمل الحكومة 2013-2014، و التي وافق عليها البرلمان في شهر سبتمبر2012، و تحقيقا بهذه الغاية، نظمت وزارة الصحة هذه الورشة الدراسية بدعم من الاتحاد الاوروبي و التي تستمر ليومين، لمناقشة وضع استراتيجية وطنية متعددة القطاعات لمكافحة عوامل أخطار الأمراض غير السارية بمساهمة جميع الهيئات الفاعلة و أصحاب المصلحة في المشاركة و إلتزام جميع مرحلته التشغيلية. و تهدف هذه الورشة، حسب وزير الصحة، إلى مشاركة مختلف الفاعلين في هذا المجال لتقديم تحليل وضعية الامراض غير السارية و عوامل أخطارها في الجزائر و تشجيع تبادل الخبرات بين المشاركين، و التعريف بطريقة تشاركية الاستراتيجيات الرئيسية و تدابير المكافحة المتكاملة للآفات و اتخاذ اجرءات ضد الأمراض غير السارية و عوامل أخطارها و الأكثر شيوعا في الجزائر، و كذلك عرض إطار وطني متعدد القطاعات للتنسيق و المتابعة، خاصة و أن هذه الأمراض باتت تقف وراء 60 بالمائة من حالات الوفيات المسجلة في الجزائر. و أكد البروفيسور اسماعيل مصباحي مدير الوقاية بوزارة الصحة، أن الأمراض غير السارية أي الأمراض غير المعدية، باتت مشكل للصحة العمومية في جميع أنحاء العالم، مما جعل منها موضوع نقاش بالاجتماع الرفيع الذي عقدته الأممالمتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية و مكافحتها في سبتمبر 2011، و تعمل الجزائر على الاخذ بعين الاعتبار التوصيات التي خرج بها هذا الاجتماع، حيث أدى التحول الوبائي في الجزائر الى افراز هذه الامراض غير السارية و خاصة السرطان و السكري و أمراض القلب و الأوعية الدموية و أمراض الرئة المزمنة إلى وزن أثقل و أثقل على النظام الصحي الجزائري. و تنص هذه التوصيات، على ضرورة تحديد الأهداف العالمية لرصد هذه الأمراض و عوامل الأخطار الخاصة بها، بما في ذلك التدخين، سوء التغذية، الخمول البدني و تعاطي الكحول ، تقديم المزيد من الجهود لمنع و علاج الأمراض غير السارية و تحسين الرعاية بما في ذلك السماح بالحصول على الأدوية المنقذة للحياة، إدماج السياسات للحد الأمراض غير السارية في عملية التخطيط الصحي و برامج التنقية الوطنية. و أضاف البروفيسور مصباحي، أن العوامل التي ساهمت في التحول الوبائي، تتعلق بالتحول الديمغرافي مع زيادة متوسط العمر من 49 سنة 1962 إلى 78 سنة عام 2010، اختلال عادات الأكل، عدم الحركة و ممارسة الرياضة نظرا للاستخدام المفرط للسيارة و الجلوس أمام التلفاز، و تطرق المشاركون في الندوة، إلى الجزائر قد عرفت ابتداءا من التسعينيات تحولا وبائيا تميز بظهور واضح للأمراض المزمنة، مع وجود بعض المشاكل الصحية الناتجة من الأمراض المعدية بما في ذلك .الإسهال و2لتهابات الجهاز التنفسي و لا تقتصر الأمراض في كونها فقط مشكلة في مجال الصحية العامة أو مشكلة طبية، بل هي أيضا مشكلة اجتماعية واقتصادية حقيقية. حسب آخر الدراسات في مجال الوفيات في الجزائر تبيين أن نسبة الوفيات بالأمراض غير المعدية هي في حدود 60٪ في الجزائر. نسبة الوفيات من أمراض القلب والأوعية الدموية هي 26.1٪، تليها ظروف الفترة المحيطة بالولادة (13.5٪). الأورام الخبيثة، وأمراض الجهاز التنفسي ومرض السكري مع 16٪، 7.6٪ و 7.4٪ على التوالي.