يحتفل محرك البحث العالمي الشهير غوغل، اليوم الأربعاء، بالذكرى ال 103 لميلاد الفنانة السورية أسمهان، وخصص المحرك صورة للراحلة اسمهان مع شعار الموقع بتصميم يتناغم ورسمة لرأس الفنانة. واسمهان اسم خالد في تاريخ الموسيقى العربية وذات مكانة جعلتها جنبا إلى جنب أم كلثوم سيدة الغناء العربي..اسم يعرفه كل كبير وصغير في دنيا الموسيقى والغناء لكن ربما هي أحد الأسماء القليلة التي يندر الاهتمام بتفاصيل حياتها رغم مكانتها الكبيرة.. هي اسمهان او أمال الاطرش كما هو اسمها الحقيقي فهي ابنة فهد الاطرش. واليوم هو ذكرى مولدها حيث ولدت 25 نوفمبر عام 1912 على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وقد مرت العائلة في طريق عودتها من تركيا إلى بيروت حيث بعض الأقرباء في حي السراسقة ثم انتقلت إلى سوريا وتحديدًا إلى جبل الدروز بلد ال الاطرش واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الامير فهد في عام 1924، واضطرت والدتها الاميرة علياء على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة عرينها في جبل الدروز في سوريا والتوجه بأولادها القاهرة حيث قامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الاديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة. انطلقت رحلتها الفنية من مصر في زمن عمالقة الغناء في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينيات، تلك الفترة التي كان سمتها أصوات كبيرة راسخة في الآذان التي لم يخالطها أي صدأ بل كانت تمثل ذوقا فريدا غير قابل لأن يخترقها حتى أصوات أنصاف الموهوبين وجيل من الملحنين شكل ذروة الموسيقى العربية في أوج مجدها.. كانت اسمهان تردد أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في البيت والمدرسة الى ان التقط صوتها الملحن الكبير داوود حسني الذي كان في زيارة للمطرب والملحن الشاب شقيقها فريد الأطرش ويعجب بصوتها وتعود تسميتها باسمهان الى ذلك الملحن الذي اطلقه عليها منذ رؤيته الاولى لها. أخذت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها فريد الاطرش في الغناء في صال ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها ((السخي، الفياض بالشجو المرنان)) على حد قول كرم ملحم كرم يفتن الأسماع ويغزو القلوب. آثر عن محمد عبدالوهاب قوله في أسمهان، وكانت في السادسة عشرة: "إن أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأة ناضجة". فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما فمثلت 1941 في أول أفلامها انتصار الشباب الى جانب شقيقها فريد الاطرش فشاركته أغاني الفيلم. وفي خلال تصويره تعرفت إلى المخرج احمد بدرخان ثم تزوجته عرفيا، ولكن زواجهما إنهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الاطرش وتزوجت مرة ثالثة من المذيع المصري الشهير آنذاك أحمد سالم، لكنه كان زواجا مأساويا فقبل وفاتها عام 1944 غضب أحمد سالم لعودتها ذات يوم في وقت متأخر فاستشاط غضبا وفقد عقله وقام بإطلاق الرصاص على أسمهان لكن نجت دون إصابتها بأي رصاص حتى جاءت الشرطة وقامت بالقبض عليه بعد إطلاق نار متبادل بينهما. وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام مع يوسف وهبي وانور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها؛ فبعده فارقت الحياة عام 1944في حادث اليم عن عمر يناهز 32 عام. وقد سبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد إذ شاركت محمد عبدالوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد. من اهم اغاني تلك الحنجرة العظيمة التي لم يستمتع بها الفن سوى تسع سنوات عاهدني ياقلبي.. عذابي في هواك.. هديتك قلبي.. نار فؤادي.. دخلت مرة جنينة ..ياحبيبي تعالى الحقني.. يا لعنيك.. مجنون ليلى.
