مفتش شرطة يقتل معلما وينتحر بسلاحه الناري بعنابة

اهتزت قرية عين الكرمة التابعة إداريا لبلدية الحجار بولاية عنابة صبيحة أمس، على وقع جريمة قتل بشعة أقدم من خلالها مفتش شرطة على استعمال مسدسه وإطلاق 5 عيارات نارية صوب معلم في الطور الإبتدائي بابتدائية لخضر صبري، في فناء هذه المؤسسة التربوية، حيث سقط المعلم جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء، وسط حالة من الذعر والفزع في أوساط تلاميذ وعمال هذه المدرسة، قبل أن يضع الجاني حدا لحياته لما كان بصدد تسليم نفسه لمصالح أمن دائرة الحجار، حيث أشهر مسدسه من جديد ووجهه نحو رأسه ليطلق منه رصاصة أردته قتيلا.
وحسب المعلومات التي تحصلت عليها "البلاد" من عديد المصادر فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة الحادية عشرة و10 دقائق من صبيحة أمس، لما توجه مفتش الشرطة (ب س) البالغ من العمر 54 سنة، والعامل بمديرية الأمن الولائي بعنابة إلى ابتدائية "لخضر صبري" ببلدية عين الكرمة، وهي المؤسسة التي تعمل بها زوجته كمعلمة، حيث طلب مقابلة مدرس اللغة العربية (ح م) لأمر شخصي، وهو الطلب الذي تمت تلبيته بسرعة البرق، بحكم أن المعلم كان في فترة راحة، فضلا عن كون مفتش الشرطة متعودا على زيارة المؤسسة التربوية بصفة منتظمة، لكن الأمور سرعان ما أخذت منعرجا مغايرا بمجرد التقاء الرجلين على مقربة من سلم الابتدائية، لأن الحديث بينهما لم يدم سوى بضع دقائق حول مسألة تحرش جنسي ضد زوجة الشرطي، قبل أن يشهر مفتش الشرطة مسدسا من نوع "بيريطا" ويطلق منه 5 عيارات نارية صوب المعلم الذي سقط أرضا من شدة التأثر بالجروح البليغة التي تعرض لها على مستوى البطن والصدر والقلب. وفر الجاني في حالة هيجان من محيط المؤسسة، حاملا بيده مسدسه، وتوجه إلى بلدية الحجار، حيث كان يعتزم تسليم نفسه لمصالح الأمن، لكنه وعند اقترابه من مقر أمن الدائرة أشهر سلاحه الناري، ليقرر الانتحار بإطلاق عيار ناري من المسدس صوب رأسه، قبل أن يتبين أن المعني هو من أقدم على قتل معلم بابتدائية بقرية عين الكرمة. هذا وقد تدخلت وحدات الدرك الوطني لبلدية الحجار بمجرد تلقيها إشعارا بالحادثة، كما أوفدت مديرية التربية لولاية عنابة لجنة تحقيق إلى عين المكان، بينما فتحت مصالح أمن ولاية عنابة تحقيقا في الجريمة بعد توقيف الدراسة بالابتدائية.