السياسة الأمريكية في عهد باراك أوباما (الديمقراطي) غيرت شكلا على الأقل في تعاملاتها مع المارقين فيما سمي بالحرب على الإرهاب! فقد نبذت الحرب الاستباقية التي طبقها المحافظون الجدد، واحتلوا بموجبها العراق وأفغانستان، وغيرت المفهوم القديم من الحرب على الإرهاب إلى الحرب على القاعدة! وهو ما سيصب لاحقا لصالح إسرائيل التي تمارس الإرهاب! الحرب على الإرهاب كما ترجمها بوش وديك تشيني بمعنى جاجة تحسب نفسها حاجة قائمة على شعار ''لا تتكلم معه إلا والعصا معك''! والعدول عنها بالتظاهر بالحوار أو الحوار على طريقة الأبقار معناه العودة للأسلوب القديم في السياسة الخارجية الأمريكية القائمة على العصا والجزرة! وعندما تقرر إدارة أوباما بعد أفول نجم المحافظين الجدد نبذ مصطلح الحرب على الإرهاب واعتماد مصطلح الحرب على القاعدة (والماشية) فإن ذلك يخدم الساحة الإسرائيلية بامتياز، قبل أن يخدم أمريكا نفسها! إسرائيل دولة إرهابية بامتياز، آخر الشواهد عليها وليست الأخيرة ممارسة فرصة بحرية في أعالي البحار ضد مدنيين يقدمون مساعدة إنمائية لفك الحصار، انتهت بجرائم قتل بدعوى أن هؤلاء مخربون وإرهابيون وهي عملية يتعفف قراصنة الصومام على ارتكابها، لأنهم ببساطة يفعلون ذلك طلبا للمال في شكل فدية، وليس من ورائها لأغراض سياسية، واقتصادية. ولهذا ليس مستبعدا أن تواصل إسرائيل نفس الممارسات الإرهابية خاصة في مسألة الحصار مع غزة على طريقة اضرب الحمار على الشعير ينسى القش! وهو ما سيجعل كل حلفاء إسرائيل وفي مقدمتها أمريكا والدول الأوروبية في حالة حرج، وهي ترى ربيبتها إسرائيل تتحدث عن حرب ضد إرهاب لا وجود له! مثلما لم يقتنع الكثيرون قبل ذلك بجدوى هؤلاء جميعا وفي مقدمتهم الرئيس السابق جورج بوش في طلب ''يد'' أسامة بن لادن حيا أو ميتا على اعتبار أنه نفذ أكبر وأخطر عمل مرغ أنف أمريكا انطلاقا من جبال ومغاور بورا بورا، أو قندهار أو بفران! خاصة أنهم سيجدون صعوبة جمة في البحث عن كبش آخر شبيه بن لادن يضحى به يكون مقره في غزة يصلح للغز وهو لا يملك حق معزة!