أضحت 14 مليون رأس ماشية، متواجدة بالولايات السهبية، مهددة في وجودها على خلفية التقلص المستمر للمراعي، بفعل الحرث العشوائي من جهة والرعي العشوائي من جهة أخرى، زيادة على زحف التصحر والجفاف الذي ضرب منذ مدة العديد من الولايات السهبية الذي كان سببا في عدم نمو مختلف الحشائش التي يلجأ إليها الموالون. وذكرت مصادر "البلاد"، بأن دراسة ميدانية، قامت بها المحافظة السامية لتطوير السهوب قبل مدة، أكدت بأنه سجل تقلصا ملحوظا للمراعي والمحميات الرعوية، في مقابل عشوائية توزيع الأعلاف، وهو الوضع الذي انعكس على ثروة المواشي المقدرة بأكثر من 14 مليون رأس، مما جعل الهيئة تدق ناقوس الخطر، خاصة مع تسجيل تلاعبات عدة في فتح وغلق المراعي، لأصحاب النفوذ فقط من قبل رؤساء البلديات وهو ما ساهم في القضاء على منتوجها من الحشائش، وذهبت الدراسة إلى أن المساحة الرعوية الحالية التي لا تزال صالحة للرعي محددة ب 1 مليون و700 هكتار فقط من أصل 27 مليون هكتار، طال أغلبها الحرث أو الاستغلال العشوائي أو زحف التصحر إليها، وأكدت الدراسة المذكورة، على ضرورة التفكير في خلق مناطق ومحيطات رعوية جديدة، للحد من الخطر المحدق بثروة المواشي، وتضيف مصادر "البلاد"، أن نسبة كبيرة من الشعير الموجه كأعلاف يتم استيراها، ومع سياسة التقشف والحد من الاستيراد المنتهجة من قبل الحكومة، فإن هذا الوضع سينعكس سلبيا على الموالين، زيادة على الفوضى وسوء التسيير والعشوائية التي تعرفها عملية توزيع الأعلاف على مستوى ولايات السهوب. في السياق ذاته، تحدث الموالون عن تسجيل ارتفاع كبير في ثمن الشعير ومختلف الأعلاف، في هذه الأيام، حيث وصل سعر الشعير إلى حدود 4500 دينار وسعر "النخالة" إلى 2500 دينار، وهو الوضع الذي قام باستغلاله "السماسرة" لكون أن غالبية المواشي لا يتم توجيهها إلى ما تبقى من المراعي، على خلفية سوء الأحوال الجوية، وطالب موالون تحدثوا مع "البلاد"، بضرورة تدخل المصالح المختصة وحماية هذه الثروة التي "تكالبت" عليها الظروف وأضحت مهددة فعلا في وجودها.
