المجلس الانتقالي الليبي يكشف حصيلة الضحايا :10 آلاف قتيل ونصف مليون جريح منذ اندلاع الثورة

أخذت ''الحرب الليبية'' تأخذ منعرجا خطيرا بعد إقرار قوات التحالف الدولي ضمنيا، بالفشل في المهمة التي أتت لتنفيذها، وهي ''حماية المدنيين'' الذين لم يسلموا من ''النيران الصديقة'' لقوات ''الناتو''· وفي الأثناء، كشفت المتحدث باسم المجلس الليبي الانتقالي عبد الحفيظ غوقة عن هول الكارثة الإنسانية التي حلت بالبلاد، إذ أكد في تصريحات نقلتها وكالة ''رويترز''،
أن عدد ضحايا المواجهات التي اندلعت منذ ال 17 فيفري الماضي بلغ نحو عشرة آلاف قتيل كحصيلة أولية، وأن حوالي ألفي شخص قتلوا في العاصمة طرابلس ومصراتة وحدهما، بالإضافة إلى ما يقرب من ألف وخمسمائة قتيل في الزاوية، وأكثر من 520 ألف جريح في مختلف أنحاء ليبيا، وذلك وسط بغض النظر عن التعتيم الذي تفرضه ''حكومة'' القذافي، ومئات المفقودين والمختطفين الذين يجهل مصيرهم إلى غاية الآن·وفي تطورات الوضع ميدانيا، اندلعت معارك عنيفة أمس، بين الثوار والكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي في محيط مدينة البريقة شرقي البلاد، حيث يوجد ميناء للنفط، في حين قالت مصادر طبية إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب عشرة آخرون في معركة شرسة بمدينة مصراتة غربي البلاد· وأعلن الثوار في مصراتة أنهم صدوا هجوما من كتائب القذافي على الضواحي الشرقية للمدينة، بعد معارك عنيفة في الشوارع، وأجهضوا محاولاتها للتقدم صوب منطقة أقزير المأهولة بالسكان· وأضاف الثوار أنهم استعادوا السيطرة على عدة مبان في المدينة كان يستخدمها قناصة ضدهم، وأغلقوا شارع طرابلس الرئيسي الذي كانت الكتائب تسيطر عليه· كما قصفت الكتائب صباح أمس مواقع للثوار في غرب مدينة أجدابيا، شرقا، ما أدى إلى فرار الثوار· ويشكل هذا القصف المدفعي، انتكاسة جديدة للثوار بعدما تقدموا عشرات الكيلومترات غربا في اتجاه موقع البريقة النفطي· وفي مدينة الزنتان غربي ليبيا، قصفت قوات الناتو مخازن أسلحة تابعة لكتائب القذافي، ونقلت وكالة ''رويترز'' عن أحد السكان قوله، إن ضربات الحلف الأطلسي أصابت مخازن أسلحة تقع على مسافة 15 كيلومترا جنوب شرق الزنتان، موضحا أن السكان سمعوا في البداية الطائرات ثم أحصوا حوالي 14 انفجارا، مضيفا أن بعض الناس استخدموا نظارات مكبرة ورأوا مباني تحترق·وفي طبرق شرقي البلاد، نظم المواطنون مسيرات احتجاج طافت شوارع المدينة احتجاجا على ما سموه تقاعس الناتو عن القيام ب''واجبه'' في حماية المدنيين، طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي نص على فرض منطقة حظر جوي على ليبيا· وندد المتظاهرون باستمرار هجمات كتائب القذافي على المدنيين في مدن مصراتة وطرابلس وأجدابيا، وطالبوا بتسليح الثوار وتكثيف ضربات الناتو الجوية ضد قوات القذافي·