المجلس الأعلى للشباب: اختتام المخيم الربيعي المتخصص بالدعوة إلى تعزيز دور النوادي الجامعية    اتفاقية توأمة بين المدرسة الوطنية للحماية المدنية ونظيرتها التونسية    الرئاسيات المقبلة هي عنوان الشرعية الشعبية للمؤسسات وضمان للاستقرار المؤسساتي    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط يسجل إقبالا واسعا    منشآت رياضية : بلعريبي يتفقد أشغال مشروع ملعب الدويرة    افتتاح الطبعة العاشرة لملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة    اختتام الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي: دعوة إلى توحيد جهود المرافعة لحماية الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي    اليوم العالمي لحرية الصحافة: تكريم صحفيين مبدعين في الدراما الاذاعية    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاء بمناسبة الذكرى ال93 لتأسيسها    المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين تدعو إلى الاستمرار في النضال في وجه التحديات    انطلاق عملية تحضير مواضيع امتحان شهادة البكالوريا دورة 2024    نفط: تراجع العقود الآجلة لخام برنت 71 سنتا لتبلغ 82.96 دولار    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية بعين الدفلى    عنابة: ربط ذراع الريش بنظام الكاميرات والحماية عبر الفيديو    خلال إشرافه على مراسم إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة: لعقاب يدعو النقابات المهنية للصحافيين للعب دور إيجابي    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة 6 لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    تجسيدا لقرار الرئيس تبون: وصول مجموعة أخرى من الأطفال الفلسطينيين الجرحى للعلاج بالجزائر    موعد غينيا اتضح في انتظار مواجهة أوغندا: الكاف ضبطت رزنامة مواعيد شهر جوان    تعيين برباري رئيسا للوفد الجزائري في أولمبياد باريس    الفاف تبنت مبادرة الصلح: رفع قرار حظر تنقل السنافر وأنصار مولودية الجزائر    الوادي: ضبط 3 مشتبه بهم في جريمة قتل شخص    إعلام قوي للذّود عن مصلحة الوطن    الجزائر تستقبل دفعة ثانية من الأطفال الفلسطينيين    قسنطينة : وفاة طفل غرقا في بركة مائية ببني حميدان    تفاعل واسع مع رحيل جوهرة الساورة حسنة البشارية: عميدة موسيقى الديوان توارى الثرى    جيجل: إحياء الذكرى 42 لوفاة محمد الصديق بن يحيى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    تجسيد مشروع ملموس للتنقيب وتحويل خامات الليثيوم    رحيل سفيرة موسيقى الديوان حسنة البشارية    حان الوقت لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    وضع شاطئ "الكثبان" على طول 7 كلم تحت تصرف المصطافين    اقتناء 4 شاحنات ضاغطة لجمع النفايات    مصالح الدولة في مهمة بلوغ "صفر حرائق" هذا الصيف    دبلوماسيون ومتعاملون أجانب: رغبة في تطوير المبادلات    توقيع 3 اتفاقيات بالصالون الدولي "لوجيستيكال"    أكثر لاعب أنانيٍّ رأيته في حياتي!    حيماد عبدلي مطلوب في نادي نيس الفرنسي    "الفاف" تطلق مبادرة "صلح كروية" وتتوعد الحكام    سكيكدة ولاية نموذجية في برنامج تعاون دوليّ    إطلاق مسابقة أحسن صورة فوتوغرافية    دعوة لصيانة الذاكرة من التزييف والتشويه    صحفيو غزة.. مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل القضية    الموافقة على اعتماد سفيرتي الجزائر بسلوفينيا وإثيوبيا    حراك الجامعات المؤيّد لفلسطين يتوسّع..    تمثيلية جبهة البوليساريو بإيطاليا تنظم يوما تكوينيا لمرافقي الأطفال الصحراويين خلال الصيف    بن طالب ينافس أوباميانغ على جائزة أفضل لاعب أفريقي في فرنسا    دراجات/ طواف البنين الدولي: الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة الرابعة    الاهتمام بالتكوين ضروري لتحسين أداء الأفواج الكشفية    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو الفتوح أبرز قيادات جماعة الاخوان المسلمين في مصر في حوار مع موقع اسلام أونلاين: لا وجود لتنظيم دولي للإخوان

رغم أن التصريحات التي نسبت لمحمد مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان حول نيته التقاعد، وعدم الترشح لفترة رئاسة ثانية للجماعة، أثارت الجدل حول مدى دقتها ومغزى إثارتها، فإنها في الحاصل النهائي فتحت أبوابا للجدل حول مستقبل الجماعة، وما يقال عن صراع التيارات والأجنحة داخلها.
في هذا الحوار يتحدث د.عبد المنعم أبو الفتوح أبرز قيادات الجماعة عن رؤيته لما نسب للمرشد ودلالات هذا، فبرأي أبو الفتوح تبدو مسألة نية المرشد التقاعد هامشية، ولا تستأهل كل هذا الجدل الذي أثاره البعض حولها، فالأهم وفق ما يشير أبو الفتوح ما أنجزته الجماعة من تطور على صعيد لوائحها التنظيمية التي حددت عدد السنوات والدورات التي يمكن لمرشد ما أن يقضيها كقائد للجماعة.
في حواره يتحدث أبو الفتوح كذلك عن الإشكاليات والصعوبات التي تعترض طريق الجماعة لتعميم فلسفة الانتخاب، كما يتحدث عن حاجة الجماعة إلى زعيم مفكر.
ألا يكشف قرار مهدي عاكف التقاعد عن غياب دور المؤسسات في الجماعة، أو عدم وجودها أصلا، فعاكف اتخذ قراره بشكل فردي ولم يعرضه على الجماعة، وبالتالي فلم تناقشه ولم تستعد له، حتى بدا أن قيادات الجماعة فوجئت به؟
-هذا قرار شخصي لا علاقة للمؤسسة به أصلا.. لا علاقة للمؤسسة بشخص ما في منصب ما داخل مؤسسة ما أن يقول إنني لن أعيد ترشيح نفسي، وبالتالي لا محل هنا لإثارته في المؤسسة أصلا؛ وكونه يستطلع رأي بعض المستشارين، أو بعض الناس فهذه مسألة تخصه، لكن القرار شخصي.
المسألة أعقد من ذلك.. هذا مستقبل تنظيم كبرى الجماعات الإسلامية في العالم، وقرار التقاعد له تبعات خطيرة على مستقبل التنظيم، فكيف لا تدرس المؤسسة قرارا بهذه الخطورة، وتعد آليات لانتخاب مرشد جديد، وتدرس آثاره على الجماعة؟
-أنت لا تحتاج لشيء من هذا؛ لأن المرشد ستنتهي مدته غدا أو بعد، وعندما تنتهي له أن يرشح مع آخرين سيرشحون، وهو لن يكون المرشح الوحيد، وكونه لن يرشح نفسه فهذا قرار شخصي، وكون أن المؤسسة تدخل في إثنائه عن قراره الشخصي فمن حقه أن يستمر أو يرفض، وهذا حقه، فلا أحد يترشح بالقوة.
لكن ليس هناك تحديد لسن المرشد، فيتولى من هو فوق السبعين ولا يتركه إلى أن يموت.. التغيير الحقيقي سيكون في النص، في اللائحة، على تحديد سن للمرشد؛ لكي يمنع هيمنة الحرس القديم..
-أنا أتمنى أن يحدث هذا ليس فقط للمرشد، أنا أتمنى أن يحدث تطوير في اللائحة، وينص فيها على أن من يتولى جميع مستويات المسؤولية في الجماعة لا تتجاوز سنه ال55؛ لأن هذا سن العطاء والحيوية.. كنت أتمنى أن تكون كل المناصب في الإخوان ما بين سن الثلاثين إلى الأربعين، ولكن هذا لم يأت أوانه بعد.
هل يصب تقاعد عاكف في مصلحة الجماعة؟
نعم يصب في مصلحة الجماعة، وهذه مسألة تقديرية أنا أتصور أن عاكف يعطي نموذجا، وهو أن مسؤول الإخوان المسلمين لا يلهث وراء السلطة، وهو يعطي نفسه نموذجا بأن لديه فرصة ثانية، ومع ذلك يترك مكانه للآخرين، ولا شك أن هذا نموذج جيد، وكون أن الجماعة تقدر في وقت الانتخاب أنها تجد أنه من المفيد أن يستمر عاكف أو غيره فهذه مسألة متروكة للمؤسسة، فتطلب منه أن يستمر فيوافق أو يرفض، فهذه مسألة أخرى؛ لأن من حقه أن يرفض.
لكن الماكنة الإعلامية وجهت الجماعة بشكل غير مباشر، فاستجلبت تصريحا قديما وأحيته، ونفخت فيه، فوضعت المرشد والجماعة في موقف المحاصر الذي إن تراجع فسيوضع في الموقف الحرج، ويجلد بسوط الانتقادات، وبالتالي فقد فرض الإعلام اعتبارات أصبح على الجماعة الأخذ بها.. ما رأيك؟
-قبل أن نقيم هذا الرأي، وهو له وجاهته، يجب أن نعلم أن الأستاذ عاكف صرح مرات كثيرة بأنه سيكتفي بمرة واحدة، أو حين يبلغ الثمانين.... هناك بالفعل من يقف وراء هذه الماكنة الإعلامية؛ لأن الأستاذ عاكف مرشد غير مرغوب فيه أمريكيا وصهيونيا وحتى من قبل النظام المصري، هو غير مرغوب فيه من هذه الأوساط -وليس غير مرغوب فيه إخوانيا، وإلا لم يكن يأتي- فهذا نتاج الموقف المتصلب للأستاذ عاكف وكلامه ضد المشروع الأمريكي الصهيوني.
هناك تحليلات ذهبت إلى أن بقاء عاكف يصب في مصلحة تيار الانفتاحيين الذي تمثله أنت، والذي سيتضرر بغيابه؛ لأن من سيخلفه إما متشدد أو يميل إلى المتشددين، وهناك من يرى أن وجود عاكف يحقق توازنا بين أجيال وتيارات وخبرات، فما تعليقك على هذه التحليلات؟
-هذا تحليل غير صائب.. ما يحدث توازنا في أي جماعة -الإخوان أو غيرهم- هو الإدارة المؤسسية للجماعة، وليس الشخص، والاتفاق على آليات لحسم الخلاف، ولابد من الاتفاق على آلية لحسم الخلاف، وأيضا ما يحدث توازنا هو الاتفاق على المرجعية الفكرية.
شخصية المرشد محورية، ولها قداسة في جماعة الإخوان المسلمين.. فكيف تنظر إلى هذه الشخصية؟
-دور المرشد متمم وليس منشئا، ودوره هو أن يحسن إدارة الآليات التي قلتها، وأن يحسن تفعيلها لصالح المؤسسة، لكن في غياب هذه الآليات فمهما تكن شخصيته فلن يستطيع أن يفعل شيئا، أين هي مرجعية هذا التجمع؟ لابد من وجود آليات نحكم بها خلافاتنا، كل هذه الآليات عندما تكون موجودة فدور القائد أو الرئيس يكون تفعيل هذه الآليات، وأن يحسن استخدامها من عدمه.
لو افترضنا نظريا أن هناك شخصا يأتي كمرشد يميل للتيار المحافظ لا شك أنه سيحدث تقوقعا وانكفاء للتيار الإصلاحي..
-أنا لا أريد أن أعيد تخريج المسائل، لكن لو قلت لي يؤثر، أقول لك نعم يؤثر، لكن أن يحدث عملية انكفاء وردة وتخلف -وكل هذه الأشياء الكبيرة- أقول لك لا، وأنا ممكن أضرب أمثله لشخصيات كبيرة يمكن أن يعتبرها الإعلام من التيار المحافظ، وعندما أتوا إلى مواقع المسؤولية لم ينجحوا في عمل الانكفاء ولا الردة ولا التخلف؛ لأنهم لا يريدون هذا.
انتخابات الجماعة منقوصة وتتم بطريقة الكل منتخب، والكل مرشح، وهو ما يعني عدم وجود برنامج، وبالتالي فلا محاسبة ولا شفافية، والانتخابات التصعيدية الأخيرة لمكتب الإرشاد لم يعرف حتى الآن كيف جرت؟
-نعم العملية الانتخابية عندنا في الإخوان منقوصة شيئا ما؛ لأنها تتم في ظل تنظيم محاصر ومطارد أمنيا، ولا تتم كما يجب أن يكون، وليس بالصورة المثلى؛ لأن العملية الانتخابية في صورتها المثلى لابد أن تسبقها حالة من انسياب المعلومات بين الجسد المنتخب كله، بحيث أني كإخواني أعرف سين وصاد، وغيره من الإخوان جيدا، لكن هذه المسألة دونها القيود الأمنية للأسف الشديد، أنت تقول منقوصة، أنا أقول نعم منقوصة.
طريقة الانتخابات هذه تُعَد مبدأ عند الجماعة زألا يكون هناك مرشح يعلن نفسهس، وبالتالي فلا يوجد له برنامج؟
هذا ليس صحيحا.. لا يوجد نص عندنا في اللائحة يمنع أحدا من الإعلان عن ترشيح نفسه، وجزء من انسياب المعلومات أن يعرف الناس برنامجك وطريقتك في الإصلاح.
لكن لم يحدث أن أحدا من الإخوان رشح نفسه في انتخابات داخلية للجماعة من قبل، وهذا تناقض؛ لأنكم ترفضون قبول مبدأ الترشح خارج إطار الجماعة في حين تقبلونه وتطالبون به غيركم، والمبادئ لا تتجزأ، ألا يعد هذا تناقضا؟
-كونه لم يحدث داخل الجماعة، هذه مسألة أخرى؛ بسبب دوافع نفسيه وأخلاقية، وهي أن الأخ لا يريد أن يتولى المسؤولية، لكن أن أعلن أحد عن ترشيحه فلا مانع، ولن يكون أفضل من سيدنا يوسف الذي قال {اجعلني على خزائن الأرض}.
أين النموذج الذي يثبت لي أنكم كإخوان ديمقراطيون تمارسون الديمقراطية على أنفسكم، وهذا يعطي نموذجا على حكمكم في المستقبل؟
العملية الديمقراطية تتم عندنا في أصغر وحدات الجماعة (الأسرة)، وفي كل المستويات الحركة الإدارية، والتصعيد القيادي، كلها تتم بنفس ديمقراطي انتخابي يتفاضل فيها الأفراد حسب كفاءاتهم وقدراتهم.
لا يوجد هناك تعميم لثقافة الديمقراطية لدى الإخوان، كما أن هذا ليس موجودا على أجندة القادة التربويين فيها، فهناك عقليات جامدة تتحكم في الجماعة وتهيمن عليها، وبعض الكتب لسيد قطب، ومصطفى مشهور، أين كتب محمد عمارة، وسليم العوا، والقرضاوي؟
كتب العوا وعمارة والقرضاوي من الكتب المعتمدة في الثقافة الإخوانية تربويا وحركيا، ثم ألا يكفي القرآن والسنة نفسها؟ فالقرآن والسنة يمكن أن يتم من خلالهما التربية على الشورى والديمقراطية.
ئ*أنا أستشهد بهذه الكتب لأنها لمفكرين إسلاميين المفترض أنهم لا يبعدون فكريا عن الجماعة، ومنبعهم ومرجعيتهم واحدة، فالتربويون لا يدرسون كتب غيرهم، حتى في السياسة تدرس كتب فتحي شهاب الدين، وهو ليس معروفا بالفكر السياسي، ويدرس لمجرد أنه من الإخوان.
ئ-شهاب تدرس كتبه؟! جيد فهو شخصية متفتحة أنا أعرف هذه التفاصيل لأول مرة.
ألا ينتج عن هذا إفراز عقليات إخوانية جامدة ومستنسخة ولا تقبل الآخر؟
العبرة بالمضمون.. هل يربى الأخ على ألا يقرأ لأحد؟ على العكس، هناك جزء من البرنامج التربوي هو القراءات الحرة، وهو عبارة عن فقرة ثابتة لكل أخ يقرأ ما يشاء، ويأتي ليوجز أهم المعاني التي استفادها من الإخوان، مثل كتابات العوا أو غيره من خارج الإخوان، وأيضا لكي أكون أمينا معك، لا يوجد حظر على الأشخاص الذين يضعون البرامج، فلا يقال لهم ائتوا بكتب معينة، والبرامج التربوية الثقافية هي من وضع الأشخاص الذين وضعوها.
أنت تسمي هذا هيمنة، لكنها ليست هيمنة، فالأشخاص الذين يضعونها معظمهم أزهريون، وطبيعة التربية الأزهرية لها خصوصية، والأزهر يحتاج إلى تجديد وتحديث، ونحن نتطلع إلى الأزهري المتفتح، وفتاوى الأزهر تحتاج إلى مقاربة أكثر للواقع الاجتماعي والسياسي.
أعلم أنكم كقيادات توصف بالانفتاحية لا تحبون أن تظهروا إعلاميا بأنكم تيار مهيمن عليه من قبل المحافظين.. هل ترى أن النظام يغذي هذا المعنى؟
لا شك أن هذا يخدم النظام، فالفكر الإصلاحي مهيمن على الجماعة، بمعنى أنه هو الفكر السائد.. دعك من المناصب الإدارية، التأثير هو التأثير على العقل وعلى الفكر، وهو الأهم من التأثير على الإدارة،
من الذي يشكل عقل الناس في الإخوان المسلمين؟ الذي يتولى مسؤولية ولا يستطيع أن يشكل عقل الناس؟ أم الذي يشكل عقل الناس وأفكارهم وآراءهم؟
أيهما أكثر تأثيرا؟ الهيمنة الفكرية أم التنظيمية؟ المهيمن تنظيميا كل سلطانه على الناس هو السلطان التنظيمي.
كل مرشد كان يأتي لا يذهب إلا بالوفاة.. الآن عاكف يريد أن يذهب قبل أن يموت، فلماذا لا تتم محاسبته، وأن يحدث تقييم لفترة المرشد؟
-أجيبك بأن هذا قصور، لكن هذه فكرة واقتراح جيد يجب أن نكتبه ونسطره، ويكون هناك تقييم للإيجابيات والسلبيات لفترة المرشد حتى يستفاد من هذا ونتلافى السلبيات، هذا اقتراح جيد.
ولماذا لا يأتي بأجندة معينة يحاسب عليها؟
المفروض أن من يأتي لتولي منصب إداري في الجماعة أن تكون له أجندة واضحة، هذا لا يحدث، وهذا قصور.
ئ*لما لا تأتون بمرشد مفكر أو سياسي بدلا من المرشدين التنظيميين، فتتشابهون مع النظام في هذا أيضا، النظام يأتي بعسكري وأنتم تأتون بتنظيمي؟
ئ-جماعة الإخوان المسلمين تحتاج إلى زعيم مفكر وسياسي.
ولم لا تكون أنت مرشدا؟
هذا منصب كبير يحتاج إلى جهد كبير.
لكن عندما تتخلى عنه سيأخذه راديكالي لا تتطلبه ظروف المرحلة، ثم لماذا لا تترك حرية الاختيار للرأي العام في الجماعة؟
أنا أتمنى أن يحدث تعديل في اللائحة بحيث يكون انتخاب المرشد من جمهور الإخوان في مصر جميعا، ويشاركون في انتخابات المرشد؛ لأن منصب المرشد كبير ومؤثر، ونحن لا نريد أن ينتخب المرشد مجلس الشورى، ومن السهل حدوث هذا عن طريق النت ويكون هناك زباس ووردس لكل أخ من الإخوان العاملين، ويمكن أن يصوت لانتخاب المرشد 200 ألف مثلا، وهذا يعطي قوة للمرشد، ويعطي حسن اختيار، أدعو إلى عمل تعديل في اللائحة.
ألا تخاف من طرح مثل هذه الأفكار، فالكثير يخافون من طرح مثل هذا على مستوى الجماعة خوفا على مستقبلهم؟
-من الذي يخاف؟! أنا أطرحه لأول مرة؛ لأن هذه الفكرة أتتني منذ أيام فقط، وأنا أقول لك هذا وانشره.
لماذا لا يطرح المرشد القادم أهدافا معينة يكون مسؤولا عن تحقيقها خلال ال 6 سنوات من فترته حتى على المستوى الفكري؟
هذه وظيفة البرنامج الذي يقدمه المرشد إلى مكتب الإرشاد، والذي يقوم بدوره بعرضه على الشورى، وهذا يحتاج إلى أن يجتمع مجلس الشورى لمدة 3 أيام على الأقل في هدوء يناقش هذا، وهذا أصبح الآن شبه مستحيل بسبب الأمن.. فلا يستطع مجلس الشورى أن يجتمع في مكان لمدة 3 أيام؛ بسبب الخوف من الاعتقال، ويمكن أن يكرر الأمن هذا كما حدث معنا في عام .95
هذه الواقعة تؤخذ كمبرر يسوقه الإخوان في مواجهة المطالبة بإجراء عملية انتخابية كاملة، مع أنها كانت حالة استثنائية، ولم تكرر، وليس أدل على صحة ما أقول من انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة التي مرت بسلام دون قلق أمني.
ئ-لكن النظام كررها لما اجتمع العريان في منزل نبيل مقبل، وكان بهدف التعارف قبل انتخابات مكتب الإرشاد، وانتخابات الإرشاد الجزئية جرت بدون اجتماع ..سبالتمريرس، وأنت تقول برنامجا وليس منطقيا أن يناقش برنامج بالتمرير، هناك فرق بين العقل الجمعي والعقل الفردي، هناك فرق بين أن تعرض شيئا على الناس ليقولوا نعم أو لا، وبين اجتماع يجب أن يتم للمناقشة.
جدد تصريح عاكف أيضا قصة التنظيم الدولي للإخوان الذي نفت وجوده أصلا بينما اعترفت قيادات أخرى داخل الجماعة بوجوده؛ قد تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يختلف فيها أعضاء تنظيم على وجوده من عدمه، أليس هذا غريبا؟
- هل تتحدث عن الوجود الفعلي؟
حسنا ليس هناك وجود فعلي للتنظيم الدولي. أما إذا كنت تريد أن تقول إن هناك وجودا نظريا للتنظيم الدولي في صورة تنسيق وعلاقات ولقاءات وأمور من هذا القبيل، فأقول لك نعم هو موجود بهذه الصورة. لكن كلمة تنظيم دولي عندما تقال في الحركة الإسلامية تعني إصدار قرارات هرمية من القمة إلى القاعدة، وهذا لا يحدث في جماعة الإخوان إلا على مستوى كل قطر على حدة، فمكتب الإرشاد في مصر لا يصدر تعليمات لإخوان الأردن مثلا لكن يتم تبادل النصائحئ.
فلماذا لا يعلن تصفيته أو يعلن عن عدم وجوده؟
-أنا أقول لك إنه غير موجود، والموجود تنسيق دولي، وسجل ما أقوله لك دليلا على صحة ما أقوله: إخوان العراق شاركوا في مجلس الحكم، وإخوان سوريا شاركوا في مجلس الخلاص، وإخوان الجزائر بينهم خلافات، ولا يوجد سلطان لإخوان مصر على كل هؤلاء، فلماذا الإصرار على زالتنظيم الدولي!!
الجماعة التي تصر على ذلك ولست أنا، وأنا أؤكد لك ذلك: عند وفاة حسن هويدي نعت الجماعة على موقعها الرسمي الرجل، ووصفته بأنه
نائب المرشد وهو سوري مقيم في الأردن، ألا يعني ذلك أن الجماعة مصرة على التمسك بالتنظيم الدولي؟
هناك خلط بين المنصب الروحي والمنصب السياسي والتنظيمي، بابا الفاتيكان منصب روحي، ومرشد إخوان مصر مسؤول عن إخوان مصر تنظيميا وسياسيا وليس مسؤولا سياسيا وتنظيميا عن أي إخوان في أي بقعة غير مصر، مرشد الإخوان في مصر له نوع من الارتباط الروحي والفكري لكل الملتزمين بالمدرسة الإخوانية، الخلط يأتي بسبب الخلط بين الالتزام الروحي والفكري الموجود لدى إخوان العالم كله بالالتزام التنظيمي، لكن الموجود التزام فكري وأبوي وروحي ليس أكثر من هذا والأجهزة في الدنيا كلها تعرف هذا وكل اجتماعات الإخوان تحت سمع وبصر الأجهزة .
لكن التنظيم الدولي وجد ليبقى؟
- حينما بدأ كان المطلوب أن يصبح أقوى، لكن هذا لم يحدث؛ لأن هذه الفكرة ضد الواقع. فالدولة الحديثة دولة عفية ولا يمكن اختراق حدودها بأي حال من الأحوال، ولا يقبل إنسان عاقل يعيش في مصر أن يأخذ تعليمات من الأردن، أو يعيش في الأردن ويأخذ تعليمات من تونس هذا كله عبث.
إذن فلماذا لا توفق الأوضاع ويعلن عن تمصير الجماعة؟
الجماعة مصرية مائة في المائة لا تحتاج إعلان،
هل أنت تريد أن تتحدث عن الواقع أم عن الأوهام؟
لماذا لا يقال إذنئإن الجماعة مصرية، ولا يوجد لها ارتباطات بالخارج؟
- لا.. نحن لنا ارتباطات بالخارج.. ارتباطنا بالمدرسة الإخوانية في العالم كله، إذا كانت الشيوعية مرتبطة على مستوى العالم كله وكذلك الماسونيون والروتاريون ... لماذا تصر على أن تجعل من هذه المسألة مشكلة؟.. كل مرة تفجر هذه المسألة عند اختيار مرشد جديد.. الإعلام يخرج يتساءل: المرشد سيكون من مصر أم من الخارج؟
تثار هذه النقطة بسبب اللائحة التي تؤكد وجود تنظيم دولي، فهناك لائحة عامة لإخوان العالم وهناك مكتب إرشاد عام يضم 4 أربعة من خارج مصر، وهناك مجلس شورى عالمي يضم إخوان من الخارج.
- هل تعرف أن قانون الجمعيات في مصر قانون مصري والجمعيات التي في مصر جمعيات مصرية لا أمريكية، مثل الجمعية الطبية المصرية والجمعية الكيميائية، هذا القانون يسمح بوجود عدد من أعضاء مجالس الإدارة من غير المصريين لكن بشرط أن لا تتجاوز نسبتهم ال30 في المائة.
المسألة أبعد من ذلك.. هذا تنظيم سياسي، ويمكن أن يأتي مرشد من خارج مصر.
لا يمكن أن يكون من خارج مصر.
اللائحة لا تمنع حدوث هذا.
لكن من الذي سينتخبه؟
إذا كانت اللائحة غير عملية فلماذا لا تعدل ويعلن عن وفاة التنظيم فعليا ونظريا وتحل الإشكاليات الناتجة عن وجوده نظريا وعن وجود لائحته، وتبعث رسالة للنظام الذي لاشك تغضبه فكرة وجود تنظيم عابر للقارات على أرضه وخارج نطاق سيادته وخاصة إذا كان يعتبر الجماعةئغير مشروعة.
- أنت تتحدث عن تصفية شيء ليس له وجود.
نظريا موجود فلماذا لا يعلن عن وفاته؟
هذا شيء موجود في التاريخ مثل من يقول صفوا النظام الخاص، ليس هناك نظام خاص هذا شيء من الماضي .
هل ترى أن هناك شيئا يجب أن يفعله عاكف قبل أن يرحل؟
-ليس في ذهني الآن.. أنا الآن مرهق.
أنا أذكرك.. مثلا أن ينجح في إيجاد صيغة بمقتضاها يتم الفصل بين العمل الدعوي والسياسي؟
لا يمكن فصل ما هو ديني عن ما هو سياسي.. المعالجة المتبادلة بينهما إحدى الحقائق التاريخية والحضارية، لكن أنا مع فصل الدعوي عن الحزبي.
كثير من الإسلاميين الذين ينتمون إلى المدرسة الإخوانية قفزوا على هذه الإشكاليات في حين أنكم ما زلتم تعانون من جمود فكري؟
المرشد لا يستطيع أن يأخذ قرارا في هذا منفردا، لا هو ولا غيره.
لماذا لا ينهي عاكف قصة حزب الإخوان قبل رحيله، خاصة مشكلة النص فيه على عدم السماح بتولي المرأة والأقباط رئاسة الدولة؟
ئ-وضع هذه المسألة في البرنامج خطأ، والأصل أنها لا توضع؛ لأنه يحوله إلى برنامج فئوي، فمن حق الحزب الشيوعي ألا يرشح إلا امرأة، هذه مسألة تخصهم، ومن حق الحزب الإخواني ألا يرشح إلا رجلا مسلما، هذا شأنه، لكن هل أنت تريد أن تسعى لتغيير الدستور لوضع نص فيه أن يكون المرشح رجلا؛ لأنه يلزمك ويلزم الآخرين؟ لا، نحن لن نفعل ذلك؛ لأن هذا يتنافى مع برنامج الإخوان الذي ينص على مبدأ المواطنة، فالنص في البرنامج نفسه كان غير رشيد؛ لأن ما يكتب في البرنامج هو ما نسعى لتحقيقه للمجتمع كله، وهذا يحوله إلى حزب فئوي، وهذا ضد مفهوم الحزب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.