كشف الديوان الوطني للتطهير عن استغلال أكثر من 12 مليون متر مكعب، من المياه المطهرة خلال سنة 2019 في عمليات السقي الفلاحي، التي شملت مساحة إجمالية بلغت 11045 هكتار، ما يمثل 31 بالمائة من الحجم الإجمالي للمياه المستعملة بعد تنقيتها. وأوضح الديوان في وثيقة إحصائية، أن قدرات إعادة استغلال المياه المستعملة لغاية السقي الفلاحي سيعرف تطورا معتبرا خلال السنة الجارية، بالنظر إلى العمل التنسيقي بين قطاعي الموارد المائية والفلاحة لتحديد الطلبات وتخصيص مساحات فلاحية جديدة ستستفيد من المياه المطهرة. وأشارت الوثيقة إلى أنه من بين 154 محطة لتصفية المياه المسيرة من طرف الديون الوطني لتطهير عبر 44 ولاية، يوجد 16 محطة معنية بإعادة استغلال المياه المستعملة لغرض فلاحي، مبرزة أن عدد محطات التصفية التي سيتم استغلال مياهها ستسترفع إلى 20 محطة في القريب العاجل، “ما يتطلب تنسيقا محكم ما بين مختلف الهيئات المعنية بعمليات إعادة الاستغلال على كافة المستويات”. أما فيما يتعلق بالمناطق المعزولة، ذكر الديوان أن دراسات الجدوى استكملت بشأن إطلاق عمليات إنجاز محطات تطهير مصغرة، لها قدرات تطهير مياه الصرف المنزلي ل150 مسكنا، وهي نفس النماذج التي ستخصص للثكنات العسكرية والمركبات السياحية ومحطات الحياة. كما طور المهندسون التابعون للديوان، حلولا تكنولوجية جديدة، تسمح بتسيير المحطات المصغرة عن بعد، وهو المشروع الذي سيتم الإعلان عنه رسميا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه، الذي ستحتفل به الجزائر، على غرار دول العالم، يوم 22 مارس الجاري تحت شعار “الماء والتغيرات المناخية”، من خلال تنظيم عدة نشاطات تحسيسية خلال الفترة الممتدة بين 22 و24 مارس الجاري، للتحسيس بأهمية الماء وسبل المحافظة على هذا المورد الحيوي، مع استعراض كل الإشكاليات المرتبطة بمشاريع التطهير. وأمام تنامي إنعكاسات التغيرات المناخية، يقترح الديوان الوطني للتطهير حلا بديلا لإنتاج المياه، يتمثل في إعادة استخدام المياه المصفاة في عدة نشاطات، على غرار الفلاحة والصناعة، مع سقي المساحات الخضراء التابعة للبلديات وغسل الطرق والأرصفة.