يبقى سعر البترول عاملا حاسما لحد الآن في تأمين الموارد المالية للانطلاقة الاقتصادية التي يريد الرئيس تبون تحقيقها منذ وصوله الى الحكم في ديسمبر 2020، وفي الواقع فإن الارتفاع الكبير الذي حققته اسعار النفط في الأيام الاخيرة يوحي بالأمل في الاتجاه الذي يسمح للحكومة المقبلة بالحفاظ على مسار تنموي ضمن حد أدنى من حشد الموارد المالية للدولة. وتشير توقعات أطلقها في وقت سابق صندوق النقد الدولي الى ان الجزائر في حاجة الى متوسط سعر نفط يصل الى حوالي 100 دولار للبرميل من اجل تامين ميزانية ايجابية خلال السنة الجارية 2021، وحتى وان كانت أشد التوقعات تفاؤلا تجعل سعر النفط ما دون ال 100 دولار للبرميل خلال السنة الجارية، إلا ان الامل يبقى قائما لدى المنتجين بأن تحقق اسعار الذهب الاسود مستويات جيدة وهي التي لم تتزحزح دون ال 70 دولارا للبرميل خلال عدة أيام متتالية. ويجد هذا التفاؤل أصوله في عدة عوامل مشجعة يسوقها خبراء الطاقة وتؤدي كلها نحو تعافي الطلب العالمي على البترول خلال السنة الجارية ولا سيما خلال النصف الثاني من العام وذلك وسط تقدم ملحوظ في حملات التلقيح ضد فيروس كورونا في العديد من دول العالم وذلك ايضا بالرغم من ان الوباء لا يزال يضرب بقوة الهند التي تعتبر واحدة من اكبر مستوردي الوقود في العالم. وتوقع استطلاع واسع اجرته مؤخرا وكالة "رويترز" أن ينمو الطلب على النفط بما يتراوح بين 5.5 و6.5 ملايين برميل يومياً خلال العام الجاري. ويتسق ذلك مع تفاؤل حذر رسمته الوكالة الدولية للطاقة مؤخرا عندما تنبأت بأن المنتجين ربما يحتاجون لضخ مليوني برميل إضافية يومياً لتلبية الطلب المتوقع. ومن شأن هذه التوقعات أن تنزل بردا وسلاما على أية حكومة مقبلة تنشأ في أعقاب الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 جوان الماضي وافرزت حصول عدة احزاب سياسية على مقاعد برلمانية متقاربة من دون الحصول على اغلبية مطلقة مما يرفع سقف التوقعات بشأن تشكيل حكومة ائتلاف ينتظر أن تعلن في وقت لاحق عن مساندتها لبرنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد نبون.